إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 16 مايو 2015

العزة في حياة

( العزة في حياة المسلم ) أما بعد أيها الإخوة المؤمنون
إن من الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه الكريمه جل في علاه أنه وصف نفسه سبحانه وتعالى بـ"العزيز" وتكرر هذا الوصف في كتابه في أكثر من تسعين موضعا من القرآن وجمع الله تعالى مابين العزة والرحمة فذكر اللهتعالى ذلك في سورة الشعراء في تسعة مواضع، 
ووصف الله تعالى المؤمنين بالأعزة وأمر الله تعالى المؤمنين أن يتصفوا بها كما قال الله جل وعلا [ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يفقهون ] 
وبين الله جل في علاه أن الإتصاف بالعزة ينبغي أن يكون ملازما للمؤمنين مهما كثرت عليهم الخطوب أو تكاثر عليهم الأعداء كما بين الله تعالى ذلك لما ذكر أخبار الأولين فقال سبحانه وتعالى [ ولقد كذِّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا و أوذوا حتى أتاهم نصرنا ( 
وذكر الله تعالى في كتابه صورا من صور العزة عند السابقين فنقرأ في القرأن قصة السحرة مع فرعون لما قال لهم فرعون [ لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينّا أشد عذاباً وابقى ) 
فإذا بهم يكونو أعزة ويقولون له [ لن نؤثرك على ما جائنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ]  
وذكر الله تعالى في كتابه قصة غلام أصحاب الأخدود وكيف استشهد وضحى للدين بدمه ومات عزيزا.
ولقد كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه يغرس العزة في قلوب أصحابه، يغرسها وهو يراهم قلة في عددهم، ضعفاء في عدتهم، يرى الكفار يتألبون عليهم من كل موطنويحيطون بهم في كل مكان ويعذبونهم في كل مقعد ومع ذلك يغرس في نفوسهم العزة، 
يأتي إليه خباب رضي الله تعالى عنه وقد اشتد عليه العذاب يقول:{ يا رسول الله ألا تدعو الله لنا، ألا تستنصر لنا؟؟؟فيقوم النبي صل الله عليه وسلم ويقول له:{ يا خباب لقد كان من كان قبلكم يوضع المنشار على مفرق رأسه ويشق باثنين ما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حذر موت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
وكان عليه الصلاة والسلام يُردف عبد الله بن عباس غلاما صغيرا يردفه خلفه ثم يقول له:{ياغلام واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رُفعت الأقلام وجفت الصحف } وكأنه يقول يا ابن عباس وأنت غلام يجب أن أغرس في قلبك أن لا تستعز إلا بالعزيز وأن لا تستقوي إلا بالقوي وأن لا تستجبر إلا بالجبار، أن لا يكون اعتمادك ولا لجأك ولا هروبك إلا إلى العزيز القوي جل في علاه، 
لذلك عاش الصحابة رضي الله تعالى عنهم هذه المشاعر، يشعر الواحد أنه عزيز وإن قل ماله وإن ضعفت عدته وهذا الذي نحتاج إليه اليوم، نتلفت في أحوال المسلمين اليوم فنرى المكائد في كل مكان، ولا تزال هذه المكائد تدور على المسلمين في كل موطن فإذا لازَمنا في قلوبنا الشعور بالعزة وأن هذا الدين هو العزيز وأن  نصرك انما من الله تعالى [ إن ينصركم الله فلا غالب لكم ] إذا كان هذا الشعور معنا نُصِرنا كما نُصر الأولون.
ألم تر إلى الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما حاصرهم الكفار في معركة الأحزاب واجتمعوا لهم من كل موطن وبلغت القلوب الحناجر وظنت بعض الناس بالله الظنون فإذابالنبي صل الله عليه وسلم يحاول أن يقلل عدد الكفار الذين يرابطون وكانوا عشرة آلاف،يحاول أن يقلل عددهم وأن يصرف بعضهم فإذا به عليه الصلاة والسلام يدعوا رأسا منرؤوس الكفار قد جاء قومه بثلث الجيش ثلاثة آلاف مقاتل تحت يده فيقول له:{ أريدك أن ترجع بقومك على أن أعطيك ثلث ثمر المدينه }، رجاءا منه عليه الصلاة والسلام أن يخفف الوطأة عن المدينه، فلما كاد أن يمضي الكتاب بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام
قال النبي عليه الصلاة والسلام :{ إني أستشير السعدين }سعد بن معاذ وسعد بن عباده فدعاهما صلى الله عليه وسلم وأخبرهما قال نعطيهم ثلث ثمار المدينه على أن يرجع بقومه فقال له السعدان وهما يشعران بما يشعر به النبي صل الله عليه وسلم من وطأت الكفار عليهم قالوا:{ يا رسول الله أهو أمر أمرك الله تعالى به فنسمع ونطيع...}دون اعتراض { أم أنه أمر تفعله لنا فلنا فيه الرأي والمشوره؟؟؟}، فقال النبي صل الله عليه وسلم:{ بل هو أمر أفعله لكم }
فقال سعد بن معاذ :{ يا رسول الله إنا كنا نحن وأولئك في الجاهليه لا يؤمل أحد أن يأكل تمرة من تمر المدينه إلا بشراء أو قرى... } إما أن يشتري بماله أو أن يدخل ضيفا عندنا ثمنقريه إطعاما وكرما وجودا وسخاءا من أنفسنا برضانا لا بإكراهنا {...أفلما أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا الله بالإسلام ننزل عن ثمارنا رغما عنا لا والله يا رسول الله لا نعطيهم إلاالسيف } ثم أخذ سعد الصحيفة وهو ينظر إلى النبي عليه الصلاة والسلام هل يمنعه أم لا ومزقها بين يدي ذلك الكافر الذي كان شاهدا للمكان وقال:{ اذهب فاجهد علينا}اذهب واجمع جهدك وقوتك وعتادك وعدتك { اذهب فاجهد علينا } حتى رابط الصحابة الكرام ونصرهم العزيز الحكيم جل في علاه،  
وهكذا كان جميع الصحابه ليس فقط السعدان. ألم ترى إلى حكيم بن حزام وقد كان فيالجاهليه يحب رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وطالما أهدى إليه وقبل هديته فرأى حكيم بن حزام يوما حلة ذي يزن وهو ملك من أعظم ملوك اليمن، رأى حلة ذي يزن تباع في السوق فاشتراها حكيم بن حزام ثم مضى من لحظته إلى المدينه وكان لم يسلم بعد مضى من لحظته إلى المدينه وأهداها إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:{ إني لا أقبلها إلا بالثمن } فأبى حكيم قال إنما هو إهداء قال:{ لا آخذها منك إلا بثمنهافأعطاه النبي صل الله عليه وسلم ثمنها وأخذ حلة ذي يزن وصعد المنبر وخطب الناس وجعل حكيم من خارج المسجد ينظر إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو معجب بالحلة على كتفيه الشريفتين، ثم لما نزل النبي صل الله عليه وسلم أهداها لحِبِّه وابن حِبِّه لأسامة بن زيد وكان أسامة مولى عندهم لم يكن من أنسابهم ولا من أشرافهم في النسب وفي الرفعه وفي الحسب، كان من مواليهم فأهداها النبي صل الله عليه وسلم إليه، فلما مشى أسامة في السوق رآه حكيم بن حزام وعليه الحلة فقال حكيم: "عجبا أسامة بن زيد.." محتقرا له "أسامة بن زيد يلبس حلة ذي يزن " فالتفت إليه أسامة وانظر إلى العزة قال:"نعم ومالي لا ألبسها فوالله إني خير من ذي يزن وإن أبي خير من أبي ذي يزن" أنامسلم وهو كافر فأنا خير منه ، فعجب حكيم بن حزام، قالوا ومضى إلى أهل مكة يعجبهم من كلام أسامة يقول ألا تعجبون من كلامه وهم لا يفهمون هذه العزة التي غرسها الله تعالى في قلبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم مجتهدا أن يربيه عليها لأجل أن يشعر أنه عزيز [ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ] والمؤمنون لهم النصرة وإن طال بهم الأمد.

وابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب رحمه الله تعالى كان جالسا في المسجد يوما فدخل الخليفة المهدي فلما دخل قام له من في المسجد إلا بن أبي ذئب فأقبل إليه بعضهم والخليفة قريب منه يسمع ما يدور فقال له:" قم هذا الخليفة المهدي قم قم - فالتفت إليه وقال إنما أقوم يوم يقوم الناس لرب العالمين، - فقال له الخليفة المهدي دعه فوالله لقد قفت كل شعرة في جسدي" 
كانوا يشعرون أنهم بتمسكهم بالإسلام وأن زيادة عبوديتهم لله وأن إقبالهم على الله وأن ثقتهم التامة بنصرة الله تعالى لدينه وإن النصر للإسلام وإن طال الأمد كانوا يشعرون بهذه المشاعر حتى اضطر أعداءهم إلى أن ينزلوا إلى أقدامهم.

الإنسان إذا شعر بالعزة وعلم أن النصرة من عند الله تعالى وأن تطبيقه لشرع الله كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره يقول:" الآيات تدل على أن العبد بمقدار عبوديته لله يزيده الله تعالى عزةثم ساق قوله تعالى [ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ] فسماهم مؤمنين ولما ساق قوله تعالى [ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون...] متى؟؟؟ [ إن كنتم مؤمنينكلما زاد الإيمان في القلب ازداد المرء يقينا وازداد عزة بربه جل وعلا.

والعزة الصحيحة حقيقة تستقر في القلب قبل أن يكون لها مظهر في دنيا الناس، حقيقةتستقر في القلب فيستعلى بها على كل أسباب الذلة والانحناء لغير الله،
حقيقة يستعلى بها على نفسه أول ما يستعلى، يستعلى بها على شهواته المذلة ورغائبه القاهرة، ومخاوفه ومطامعه من الناس وغير الناس، ومتى استعلى على هذه فلن يملك أحد وسيلة لإذلاله وإخضاعه، فإنما تذل الناسَ شهواتهُم ورغباتهم ومخاوفهم ومطامعهم، ومن استعلى عليها فقد استعلى على كل وضع وعلى كل شيء وعلى كل إنسان، وهذه هي العزة الحقيقة ذات القوة والاستعلاء والسلطان. 

إن من أسباب العزة العفو والتواضع، ففي الحديث وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ومن تواضع لله رفعه، ومن خلق المسلم أن يغفر إذا استغضبه من دونه، لكن من خلقه أيضاً أن يؤدب المجترئين عليه حتى يفل حدهم ويكسر شوكتهم، ((وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ)) (الشورى:39).

وإن إحياء خلق الانتصار لازم ومهم لئلا تعتاد الأمة قبول الذل، لا من فاسق يقهرها ولا من كافر ينحرها، لأن الأمة التي تعتاد السكينة أمام الظلم، والوداعة أمام الخسف والعسف تفقد دافعية الأمر المعروف والنهي عن المنكر، وتنعدم فيها روح الجهاد.

إن الناس يذلون أنفسهم، يقبلون الدنية في دينهم ودنياهم لواحد من أمرينإما أن يصابوا في أرزاقهم أو في آجالهم، 
ولقد قطع الله سلطان البشر على الأرزاق والآجال جميعا، ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْيَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)) (الملك:20).
ذلك هو التوحيد الكامل، وذلكم ما يجب أن يستشفي به أولئك الذين يريقون ماء وجوههم في التسكع على الأبواب والتمسح بالثياب، والزلفى على الأعتاب.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعزنا بكتابه وأن يرفع شأننا بشريعته وأن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان 
الخطبة الثانية : 

أما بعد...إن المسلم مهما أصابه من المصائب واللأواء ومهما تكاثر عليه من الكربات كلماأصبح عزيزا معتزا بدينه واثقا بنصرة الله تعالى له، واثقا بصحة الطريق الذي هو يسير عليه كتب الله تعالى له التوفيق في النهايه أو كتب له الأجر بعد ذلك في الآخرة
لما أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وكان له أم تحبه أعظم ما يحب الأمهات أبنائهم وكان يبادلها مثل هذه المشاعر فلما أسلم أبت عليه الإسلام وحاولت أن تصرفه عن الدين بقدر ما استطاعت وهو يتأبى عليها فلما رأت أن جميع الطرق التي مارستها ليكفر بالله لم تفلح معه امتنعت عن الطعام والشراب وقالت له لا آكل ولا أشرب حتى تترك دينك وتفارق دين محمد صل الله عليه وسلم، 

فكان يمر بها في كل لحظة ويتقطع قلبه حزنا عليها ورحمة بها ويحاول بها ان تأكل...وهي تأبى عليه،

فلما مضى عليها يوم من الفجر إلى الليل وهي لم تأكل ولم تشرب وقد أجهدها الجهد من عدم الطعام والشراب مر بها عند المساء وإذا هي مجهده فجلس عند رأسها قال يا أماه كلي، فأبت عليه، قبل رأسها قبل يدها كلي قالت : لا حتى تفارق دينك فقال لها يا أماه" والله أما إذ بلغت ذلك... "والله لو كان لك ألف نفس فرأيتها تخرج بين يدي نفسا نفسا على أن أترك ديني ما تركته فكلي أو دعي " ثم قام عنها فلما رأت هذا الإصرار منه دعت لطعام وشراب وأكلت وشربت.

ويقع خبيب بن عدي في اسر المشركين ويقدمونه للقتل والصلب ويسألونه : أتحب ان تكون في مالك وبين اهلك ومحمد – عليه الصلاة والسلام – مكانك ؟
قال بعزة المسلم الذي لايهاب الموت الذي قُدلم له : والله ما احب ان اكون في مالي واهلي وان يشاك رسول الله عليه الصلاة والسلام بشوكة..

 قال ابن عبد البر في الاستيعابعن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد ألا تأتي فندعوا الله فجلسوا في ناحية فدعا سعد وقال: يا رب إذا لقيت العدو غداً فلقني رجلا شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني غداً رجلاً شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد كانت دعوة عبدالله بن جحش خيراً من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه معلقان جميعاً في خيطانتهى.
وربعي بن عامر بعزة المسلم  يصرخ في رستم : جئنا جئنا لنخرج من شاء ....
وعمر بن الخطاب يصيح في أبي عبيدة بكلمة الدهر : نحن قوم اعزنا الله بالاسلام ...
المسلم قد يُهزم لكنه لا ينكسر ولا يُعطي الدنية في دينه ، وتبقى العزة هي شعاره ودثاره ، ولعل في قصة غزوة احد لنا اعظم مثال ، لما صرخ ابو سفيان بعد نهاية المعركة التي خسر فيها المسلمون حمزة سيد الشهداء وسبعين من الصحابة ، صرخ ابو سفيان : 
اعل هبل ... الله اعلى واجل
العزى لنا ولا عزى لكم ... الله مولانا ولا مولى لكم 
يوم بيوم بدر .... لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ... لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار 

من غيرنا هدم التماثيل التي كانت.... تقدسها خرافات الورى 

حتى هوت صور المعابد سجداً..... لجلال من خلق الوجود وصورا 

ومن الذين دكوا بعزم أكفهم ..... باب المدينة يوم غزوة خيبرا 

أمن رمى نار المجوس فأطفئت..... وأبان وجه الصبح أبيض نيرا 

ومن الذي باع الحياة رخيصة..... ورأى رضاك أعز شي فاشترى

ليكن دائماُ في يقيننا : ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين... مهما طال الزمان وانتفش الباطل وتكالب الاعداء ، وان العاقبة للمؤمنين والارض لله يورثها عباده الصالحين .. لكن اين الذين تشربوا العزة منهجا على كتاب الله وهدي محمد صلي الله عليه وسلم ليرفعوا عن هذه الامة ما اصابها .. انه لا عز لنا الاّ بالاسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ، هو الدين الذي أكمله الله لنا وأتم علينا به النعمه ورضيه لنا دينا ..

3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق