( رمضان وتحقيق التوحيد )
رمضان إيمانٌ وعقيدةٌ و توحيدٌ، رمضان عبوديةٌ وسلوك. نعم، فرمضان كما هو في ظاهره سلوك، هو أيضا عقيدة وإيمان وتوحيد. وفي هذه الخطبة نريد أن نعطي رمضان حقه مع عقيدة التوحيد، نريد أن نربط ما بين رمضان وعقيدة التوحيد، نريد أن نستجلي مظاهر التوحيد في رمضان، نريد أن نجعل من صيامنا توحيداً للخالق سبحانه، نريد أن نحقق التوحيد من خلال رمضان ، فرمضان ليس هو فقه وأحكام فقط، بل هو قبل ذلك وبعد ذلك ومع ذلك: توحيد.
فكيف يمكن تحقيق التوحيد في صيامنا لرمضان؟ وكيف يمكن أن نشهد مقامات التوحيد في رمضان؟
فكيف يمكن تحقيق التوحيد في صيامنا لرمضان؟ وكيف يمكن أن نشهد مقامات التوحيد في رمضان؟
يتحقق التوحيد في رمضان بأن نعتقد ابتداء بأن الذي شرع صيام رمضان هو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)(البقرة،183). وهذه من أعظم حقائق التوحيد أن تعتقد بأن المشرّع هو الله تعالى، وأن الآمر للعباد والناهي لهم، والمحلّل لهم والمحرّم عليهم، هو الله عزّ وجل. فما شرعه لهم من شأن رمضان وما أمرهم فيه وما نهاهم عنه فيه ، وما حلّله لهم في ليالي رمضان وما حرمه عليهم في نهاره، كما في قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ)(البقرة،187)، وقال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)(البقرة،187) كل هذا من توحيد الله. من توحيد الله في ربوبيته فهو الخالق، وله الحق في التشريع للمخلوق، قال تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ )(آل عمران،54).وهنا أيها الصائم حينما تعتقد ذلك تحقق التوحيد وتستشعر أنك توحد الله بالاعتراف بأن التشريع من الله وحده لا شريك له
إن من تحقيق التوحيد في رمضان، تحقيق الطاعة فيه والاتباع والعبودية. وهذا من تحقيق توحيد الألوهية الذي هو إفراد الله تعالى بحق العبادة وحق الطاعة المشروعة. فحينما يقوم المؤمن بطاعة الله فيصوم رمضان، امتثالا لأمر الله تعالى، وعندما يتبع في تطبيق صيام رمضان ما جاءت به السنة، اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما يقصد من طاعته تلك واتباعه هذا تحقيق العبودية لله، امتثالا لقوله تعالى ) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)(البقرة،185). فذلك كله تحقيق لتوحيد الألوهية. تعترف بأن الله له حق الطاعة والامتثال وتطبق ذلك ..
ومن تحقيقك للتوحيد في صيامك رمضان، أنك تصوم هذا الشهر، إيمانا منك بالله تعالى، وتصديقا بألوهيته، وتصوم أيام رمضان محققا التوحيد في قلبك من خلال إخلاصك لله سبحانه. وهذا المقام من تحقيق التوحيد في صيامنا لرمضان، قد جاء به الحديث النبوي الصحيح، كما في البخاري أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). في شرح النووي: "مَعْنَى (إِيمَانًا) تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حَقّ ، وَمَعْنَى (اِحْتِسَابًا) أَنْ يُرِيد اللَّه تَعَالَى وَحْده لَا يَقْصِد رُؤْيَة النَّاس، وَلَا غَيْر ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِف الْإِخْلَاص". ومما لا شك فيه أنّ الإخلاص من أعظم حقائق توحيد الألوهية،.
يتحقق التوحيد في صيام رمضان حينما يُعظّم المؤمن شهر رمضان، حينما يستشعر المسلم حُرْمة هذا شهر رمضان، فتعظيمك لرمضان هو من تعظيم لشعائر الله، وتعظيمك لشعائر الله هو من تعظيمك لله تعالى، وتعظيمك لله تعالى هو من تحقيقك للتوحيد. قال تعالى: ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج،32)، لذلك ، الذين لا يعظمون شهر رمضان هم في الحقيقة لا يعظمون الله عزوجل ..
إن من حقائق التوحيد العظيمة التي تتحقق في رمضان، وتظهر في صيامنا لرمضان، هي مخالفة أهل الكفر وأهل الضلال وعدم التشبه بهم. نعم، فالمؤمنون بالتزامهم بأحكام الصيام واتباعهم للهدي النبوي، يكونون بذلك أمّة متميزة، لها هويّتها، لا تقع بالتشبّه مع أهل الكفر في تديّنهم وتعبّدهم وتنسكّهم، بل يكونون أمة لها خصوصيتها في تحقيقها لعبودية ربها وتوحيده.
يتحقق التوحيد في صيام رمضان حينما يُعظّم المؤمن شهر رمضان، حينما يستشعر المسلم حُرْمة هذا شهر رمضان، فتعظيمك لرمضان هو من تعظيم لشعائر الله، وتعظيمك لشعائر الله هو من تعظيمك لله تعالى، وتعظيمك لله تعالى هو من تحقيقك للتوحيد. قال تعالى: ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج،32)، لذلك ، الذين لا يعظمون شهر رمضان هم في الحقيقة لا يعظمون الله عزوجل ..
إن من حقائق التوحيد العظيمة التي تتحقق في رمضان، وتظهر في صيامنا لرمضان، هي مخالفة أهل الكفر وأهل الضلال وعدم التشبه بهم. نعم، فالمؤمنون بالتزامهم بأحكام الصيام واتباعهم للهدي النبوي، يكونون بذلك أمّة متميزة، لها هويّتها، لا تقع بالتشبّه مع أهل الكفر في تديّنهم وتعبّدهم وتنسكّهم، بل يكونون أمة لها خصوصيتها في تحقيقها لعبودية ربها وتوحيده.
ومن ذلك اتباع الشرع في تعجيل الإفطار وعدم تأخيره. وذلك من أجْلِ أن نخالف اليهود والنصارى في ذلك. ففي الحديث المتفق عليه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). وفي السنن عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، إن اليهود والنصارى يؤخرون) ( صحيح الترغيب – الالباني ). قال شراح الحديث: الحديثان "يدلان على مشروعية تعجيل الإفطار، وفيه مخالفة لليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا يؤخرون الإفطار،
ولهذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم على تعجيل الفطر في أحاديث كثيرة؛ كي لا يقع المسلمون في التشبه بهم، وقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر وإسناده جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تشبّه بقوم فهو منهم)، قال ابن تيمية: "وقد صرح بذلك فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون ). وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى). ". وفي الحديث كذلك ردّ على أهل البدع الذين يؤخرون الفطر حتى تظهر النجوم، وعند ابن خزيمة وابن حبان عن سهل مرفوعاً : (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر النجوم). صحيح الترغيب - الالباني
هل تعلمون أنّ تحقيق التوحيد في رمضان، يكون في سحورك أيها المؤمن. نعم، هل تعلم أيها المؤمن أن سحورك فيه مقام من مقامات التوحيد، وذلك بمخالفتك لأهل الكتاب وعدم التشبه بهم في تديّنهم وعباداتهم. وهذا من أعظم جوانب تحقيق التوحيد. فتأمّل معي ذلك في الحديث الذي يرويه مسلم أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (فَصْلُ مَا بَينَ صِيامِنَا وصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكَلَةُ السَّحَر). قال النووي: "مَعْنَاهُ: الْفَارِق وَالْمُمَيِّز بَيْن صِيَامنَا وَصِيَامهمْ السُّحُور؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَسَحَّرُونَ وَنَحْنُ يُسْتَحَبّ لَنَا السُّحُور،وقال ابن تيمية: " وفيه تحقيق للتوحيد، ففي فعله مُخالَفَةً لأهْلِ الكِتابِ؛ لأَنَّهُم لا يَتَسَحَّرُون، ومُخَالَفَتُهُم أَصْلٌ عَظِيمٌ من أُصُولِ دِينِنا؛ ولِذا حُرِّمَ التَّشبُّه بهم في شَعَائِرِهِم ومَا اخْتُصُّوا به مِنْ عَادَاتِهِم وأخْلاقِهِم".
هل تعلمون أنّ تحقيق التوحيد في رمضان، يكون في سحورك أيها المؤمن. نعم، هل تعلم أيها المؤمن أن سحورك فيه مقام من مقامات التوحيد، وذلك بمخالفتك لأهل الكتاب وعدم التشبه بهم في تديّنهم وعباداتهم. وهذا من أعظم جوانب تحقيق التوحيد. فتأمّل معي ذلك في الحديث الذي يرويه مسلم أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (فَصْلُ مَا بَينَ صِيامِنَا وصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكَلَةُ السَّحَر). قال النووي: "مَعْنَاهُ: الْفَارِق وَالْمُمَيِّز بَيْن صِيَامنَا وَصِيَامهمْ السُّحُور؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَسَحَّرُونَ وَنَحْنُ يُسْتَحَبّ لَنَا السُّحُور،وقال ابن تيمية: " وفيه تحقيق للتوحيد، ففي فعله مُخالَفَةً لأهْلِ الكِتابِ؛ لأَنَّهُم لا يَتَسَحَّرُون، ومُخَالَفَتُهُم أَصْلٌ عَظِيمٌ من أُصُولِ دِينِنا؛ ولِذا حُرِّمَ التَّشبُّه بهم في شَعَائِرِهِم ومَا اخْتُصُّوا به مِنْ عَادَاتِهِم وأخْلاقِهِم".
إن من حقائق التوحيد المرتبطة بشهر رمضان، اليقين بما يحدث من أفعال الله في عوالم الغيب. فبسبب دخول رمضان يُجري الله تعالى أحداثا غيبية عجيبة، يجب علينا تصديقها والجزم بحدوثها.. ففي الحديث الصحيح أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ). فهنا نوقن يقينا جازما بربوبية الله تعالى للعالمين، ومن ذلك أنه يحدث تغييراً لعالَم الجنة والنار في رمضان، فتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، كما تظهر قدرة الله تعالى العظيمة في تقييده لعالم الجن، حيث تصفّد الشياطين وتغلّ بالقيود، وكلّ هذا من أفعال الله تعالى التي هي من ربوبيته، وأسمائه وصفاته الدالة على أفعاله وإرادته وقدرته وقوته سبحانه وتعالى. والمؤمن الصائم يصدق بحدوث ذلك كله في عالم الغيب رغم أنه لا يراه بل يقينا بالوحي وإيمانا بالله وصفاته سبحانه.
ومن تحقيقك للتوحيد في صيامك رمضان، معرفتك اسم الله الغفور، وتصديقك بصفة المغفرة وآثارها الواقعة لك بسبب صيامك وقيامك. فمن توحيد الأسماء والصفات الظاهرة في صيامنا لرمضان، توحيد الله باسمه الغفور، فكما في في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، فهنا من تحقيق الصائم للتوحيد أن يصدق بمغفرة الله تعالى التي هي من تجليات وآثار اسمه الغفور جزاء على صيام العبد وجزاء على قيامه شهر رمضان. فمن التوحيد أن نثبت لله اسم الغفور وصفة المغفرة وآثارها في حق من يصوم ويقوم من مغفرة الذنوب.
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا رمضان، أن نوحّد الله تعالى باسمه الرحمن وبصفته الرحمة. وذلك من توحيد الأسماء والصفات. وهذا النوع من التوحيد ظاهر فيما شرعه الله تعالى من الرخص الرمضانية لعباده المكلفين بالصيام. فهو من رحمته سبحانه رخّص لأصحاب الأعذار الفطر في رمضان ولم يكلفهم فوق طاقتهم، فجعل الرخصة بالإفطار للمسافر وللمريض ولكبير السن العاجز ولمن يلحق بهم ممن لا يطيقون الصيام. قال تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة،185). فأنت لا تفكر في هذا الامر كحكم فقهي مجرد ، بل لا بد للمؤمن ان يستشعر رحمة الله بعبادة وأنه رحيم بهم يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا لرمضان، أن نصدق بأن الله تعالى يُصلّى على عباده الذين يتسحّرون، وصلاته عليهم هي ثناء منه سبحانه عليهم. وهذا من توحيد الله تعالى في صفاته وأفعاله. ففي الحديث الذي رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ ومَلائِكتَهُ يُصَلُّونَ عَلى المُتسَحِّرِين( وانت تتسحر تستشعر ان الله يثني عليك وملائكته تثني عليك ويعظم هذا في قلبك حتى لا يساورك شك في ذلك ابدأ
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا لرمضان، أن نتعبد الله تعالى بعبادة الدعاء، والدعاء من أعظم حقائق توحيد الألوهية. وله أفضليته الكبرى في رمضان، حيث للصائم دعوة مستجابة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ان لله عتقاء في كل يوم وليلة ، لكل عبد منهم دعوة مستجابة ). صحيح الجامع ...
ومن تحقيقك للتوحيد في صيامك رمضان، معرفتك اسم الله الغفور، وتصديقك بصفة المغفرة وآثارها الواقعة لك بسبب صيامك وقيامك. فمن توحيد الأسماء والصفات الظاهرة في صيامنا لرمضان، توحيد الله باسمه الغفور، فكما في في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، فهنا من تحقيق الصائم للتوحيد أن يصدق بمغفرة الله تعالى التي هي من تجليات وآثار اسمه الغفور جزاء على صيام العبد وجزاء على قيامه شهر رمضان. فمن التوحيد أن نثبت لله اسم الغفور وصفة المغفرة وآثارها في حق من يصوم ويقوم من مغفرة الذنوب.
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا رمضان، أن نوحّد الله تعالى باسمه الرحمن وبصفته الرحمة. وذلك من توحيد الأسماء والصفات. وهذا النوع من التوحيد ظاهر فيما شرعه الله تعالى من الرخص الرمضانية لعباده المكلفين بالصيام. فهو من رحمته سبحانه رخّص لأصحاب الأعذار الفطر في رمضان ولم يكلفهم فوق طاقتهم، فجعل الرخصة بالإفطار للمسافر وللمريض ولكبير السن العاجز ولمن يلحق بهم ممن لا يطيقون الصيام. قال تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة،185). فأنت لا تفكر في هذا الامر كحكم فقهي مجرد ، بل لا بد للمؤمن ان يستشعر رحمة الله بعبادة وأنه رحيم بهم يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا لرمضان، أن نصدق بأن الله تعالى يُصلّى على عباده الذين يتسحّرون، وصلاته عليهم هي ثناء منه سبحانه عليهم. وهذا من توحيد الله تعالى في صفاته وأفعاله. ففي الحديث الذي رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ ومَلائِكتَهُ يُصَلُّونَ عَلى المُتسَحِّرِين( وانت تتسحر تستشعر ان الله يثني عليك وملائكته تثني عليك ويعظم هذا في قلبك حتى لا يساورك شك في ذلك ابدأ
ومن تحقيقنا للتوحيد في صيامنا لرمضان، أن نتعبد الله تعالى بعبادة الدعاء، والدعاء من أعظم حقائق توحيد الألوهية. وله أفضليته الكبرى في رمضان، حيث للصائم دعوة مستجابة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ان لله عتقاء في كل يوم وليلة ، لكل عبد منهم دعوة مستجابة ). صحيح الجامع ...
الخطبة الثانية::
لقد خلقنا الله -جل وعلا- في هذه الدنيا من أجل عبادته،وتوحيده،حيث قال الله : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ومن أعظم غايات العبادة التوحيد ، وحقيقة هذا التوحيد،وهذه العبودية أنها حال في القلب والجوارح تجعل العبد مقبلا على الله وحده
وهذا التوحيد كلما قوي في قلب العبد،واستقرت حقائقه في النفس كانت العبادة أحسن،والإقبال على الله فيها أثبت وأقوم،وأيضا كلما صحت العبادة وقويت أداها العبد على أحسن الوجوه عملا ،وإخلاصا، ومحبة، وإقبالا على الله ،وموافقة للسنة
وهذا التوحيد كلما قوي في قلب العبد،واستقرت حقائقه في النفس كانت العبادة أحسن،والإقبال على الله فيها أثبت وأقوم،وأيضا كلما صحت العبادة وقويت أداها العبد على أحسن الوجوه عملا ،وإخلاصا، ومحبة، وإقبالا على الله ،وموافقة للسنة
والصائم في أثناء صيامه يستشعر عبوديته لربه، ومراقبة له – سبحانه- في كل لحظة من اللحظات،فهو وإن خلا بنفسه فإنه يمنعها من الطعام والشراب لأنه يستحضر في قلبه أنه يعبد ربا واحدا يسمعه ويراه. فهذه منزلة المراقبة ومنزلة الاحسان في العبادة ، تعبد الله كأنك تراه ..
إن من حقائق التوحيد العظمى المرتبطة بالصيام، أن يصدق العبد الصائم تصديقا جازما بأنه سوف يفرح فرحة خاصة عند اللقاء بالله سبحانه تعالى، وهذه الفرحة سببها صومه لرمضان بشكل خاص. وهذه الفرحة يفرحها لما يقابل الكريم سبحانه في الدار الآخرة، ففي صحيح البخاري، قال النبي صلى الله عليه وسلم( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ). قال ابن رجب: "فيما يجد عند الله من ثواب الصيام مدخراً فيجده أحوج ما كان إليه"، وقال النووي: "وأما فرحته عند لقاء ربه فبما يراه من جزائه وتذكر نعمة الله تعالى بتوفيقه لذلك".
وإنّ من حقائق التوحيد العظمى التي انطوى عليها شهر رمضان هي حقيقة التصديق بجزاء الصيام الغيبي، وهو تخصيص باب للصائمين من أبواب الجنة الثمانية واسمه باب الريّان. وهذا الجزاء من الغيب الذي ادخره الله لعباده الصائمين، فنحن نؤمن بذلك ونعتقد به تصديقا بخبر الوحي الغيبي، وهذا من التوحيد، ومن التصديق بجزاء أهل التوحيد. ففي صحيح البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ).
وإنّ من حقائق التوحيد العظمى التي انطوى عليها شهر رمضان هي حقيقة التصديق بجزاء الصيام الغيبي، وهو تخصيص باب للصائمين من أبواب الجنة الثمانية واسمه باب الريّان. وهذا الجزاء من الغيب الذي ادخره الله لعباده الصائمين، فنحن نؤمن بذلك ونعتقد به تصديقا بخبر الوحي الغيبي، وهذا من التوحيد، ومن التصديق بجزاء أهل التوحيد. ففي صحيح البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ).