إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 16 مايو 2015

اغتنام فرص الحياة للأخرة

( اغتنام فرص الحياة للاخرة ) 
الخطبة الأولى :
ورد في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أعرابياً فأكرمه، فقال لهائتنا فأتاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمسلْ حاجتك، فقالناقةً نركبها، وأعنـزاً يحلبها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمأعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوايا رسول اللهوما عجوز بني إسرائيل؟ 
قالإن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقالما هذا؟ فقال علماؤهمإن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نَخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قالفمن يعلم موضع قبره؟ قالواعجوز من بني إسرائيل. فبعث إليها فأتته
فقالدلِّيني على قبر يوسف، قالتحتى تعطيني حكمي، قالوما حكمك؟ قالتأكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء، فقالتأنضِبوا هذا الماءفأنضبوه، فقالتاحتفروافاحتفروا فاستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار". رواه ابن حبان وصححه الإمام الألباني.
عباد الله: إن الأمر في النصوص بانتهاز الفرص واغتنام الأوقات أكثر من أن يُحصر، ومن ذلكقوله تعالى:(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ). 
وقال صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناسالصحة والفراغ". رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمساً قبل خمسشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". رواه الحاكم في المستدرك وسنده صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا". رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال ستاًطلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة". رواه مسلم.
أيها المسلمونوالمتأمِّل في حال النبي صلى الله عليه وسلم يجد دون عناء أن اهتبال الفرص واغتنام الأوقات كان هدياً راسخاً وسِمَة ثابتة له صلى الله عليه وسلم، ومن شواهد ذلك:
ما رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه، فيقال له، فيقولأفلا أكون عبداً شكوراً؟". رواه البخاري.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إن كنّا لنعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرةرب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم". رواه أبو داود وهو صحيح.
وقد عظمت مراعاة السلف لذلك فشمَّروا عن ساعد الجِدِّ في استثمار الفرص واهتبال اللحظات، ومن شواهد ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟قال أبو بكر رضي الله عنهأنا. قالفمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر رضي الله عنهأنا. قالفمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر رضي الله عنهأنا. قالفمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر رضي الله عنه:أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنة". رواه البخاري.
وقد كانت رومة قبل قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة لا يشرب منها أحد إلا بثمن، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تبيعنيها بعين في الجنة؟)) فقال: يا رسول اللَّهليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان - رضي الله عنه - فاشتراها بخمس وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟ قال: ((نعم))، قال: قد جعلتها للمسلمين
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان )وأخرج أحمد والترمذي من حديث عبد الرحمن بن حباب السلمي أن عثمان أعان فيها بثلاثمائة بعير ، ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة أن عثمان أتى فيها بألف دينار فصبها في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم 
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً فقال: "عُرضت عليَّ الأمم، فجعل يمرُّ النبيُّ ومعه الرجل، والنبيُّ ومعه الرجلان، والنبيُّ ومعه الرهط، والنبيُّ ليس معه أحد، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فرجوت أن يكون أمتي، فقيل: هذا موسى في قومه، ثم قيل لي: انظر، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل لي: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفاً قُدَّامهم يدخلون الجنة بغير حساب، هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم؟ قال: "اللهم اجعله منهم". ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم؟ فقال: "سبقك بها عكاشة"البخاري ومسلم
روى عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني كعب بن مالك قال أول أمر عتب على أبي لبابة أنه كان بينه وبين يتيم عذق فاختصما إلى النبي فقضي به النبي لأبي لبابة فبكى اليتيم فقال النبي دعه له فأبى قال فأعطه إياه ولك مثله في الجنة فأبى 
فانطلق ابن الدحداحة فقال لأبي لبابة بعني هذا العذق بحديقتي قال نعم ثم انطلق إلى النبي فقال يا رسول الله أرأيت إن أعطيت هذا اليتيم هذا العذق ألي مثله في الجنة قال نعم فأعطاه إياه قال فكان النبي يقول كم من عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود " رواه مسلم
وقد جاء مطولاً عند أحمد في المسند عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، فأجلس ببابه! إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! وبحمده حتى أمل، فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد، قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: " سلني يا ربيعة أعطك " قال فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك؟ قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال فقلت: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي فإنه من الله - عز وجل – بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: " ما فعلت يا ربيعة ؟ " قال فقلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال: " من أمرك بهذا يا ربيعة ؟ " قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لآخرتي، قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً، ثم قال لي: " إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود "
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"وقال: "إني لأمقت الرجل أن أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة".
وقيل لنافع مولى ابن عمر: "ما كان يصنع ابن عمر في منـزله؟ قاللا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما". وقال: "كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر".
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : " لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصارهلمَّ نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقالواعجباً لك يا ابن عباسأترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى؟فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج فيراني، فيقوليا ابن عم رسول اللهألا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقولأنا أحق أن آتيك فأسألك. قالفبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقالهذا الفتى أعقل مني".
وقال الفضيل بن عياض: "أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل، من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرك قالليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة".
وقال حماد بن أبي حنيفة: "إن مولاة كانت لداود (يعنيالطائيتخدمه، قالتلو طبختُ لك دسماً تأكله، فقالوددت، فطبختْ له دسماً ثم أتته به، فقال لهاما فعل أيتام بني فلان؟ قالتعلى حالهم، قالاذهبي بهذا إليهم، فقالتأنت لم تأكل أدماً منذ كذا وكذا، فقالإن هذا إذا أكلوه صار إلى العرش، وإذا أكلته صار إلى الحش، 

وتذكر كتب التاريخ قصة مسلمة بن عبد الملك، أحد أبطال الفتوحات في المشرق مع صاحب النقب، حيث حاصر مسلمة حصناً واستعصى على المسلمين فتحه، فندب الناس -أي أرشدهم ودلهم- إلى نَقْب منه، لعل أحدًا منهم يدخل منه ويقاتل في الداخل ويفتح أبواب الحصن للمسلمين، فما دخله أحد فجاء رجل من عُرض الجيش، فدخله ففتحه الله عليهم: فنادى مسلمة: "أين صاحب النِّقب؟" فما جاء أحد. فنادى: "إني قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلا جاء"؛ فجاء رجل فقال: "استأذن لي على الأمير". فقال له: "أنت صاحب النِّقب؟" قال: "أنا أخبركم عنه"، فأتى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له، فقال: "إن صاحب النِّقب يأخذ عليكم ثلاثاً: ألا تُسَوِّدُوا اسمه في صحيفة إلى الخليفة، ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه: ممن هو؟" قال مسلمة: "فذاك له"، قال: "أنا هو". فكان مسلمة لا يصلي بعدها إلا قال: "اللهم أجعلني مع صاحب النقِّب".
زبيدة بنت أبي جعفر المنصور رحمها الله توفيت عام216 هـ وعُمرُ عين زبيدة الآف السنين
زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة هارون الرشيد، وهي من أتباع التابعين، حين حجت فرأت أن الحجاج ينقلون المياه على الحمر والإبل من مكة إلى عرفات، وأن كثيراً منهم يعطش، ويلقى عناءً في الحج، رأت أن من واجبها أن تقيم سقاية للحجيج تبقى بعدها، فجلست في مكة ولم تخرج منها حتى أقامت هذا المشروع الضخم، الذي أنفق عليه الملايين من الدنانير، وهذا المشروع ما زال قائماً إلى اليوم مشاهداً، وقد ظل الحجاج أكثر من أحد عشر قرناً وهم يشربون من سقاية زبيدة.
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تاريخه عن عبدالله بن المبارك أنه قال: رأيت زبيدة في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقالت: غفر لي في أول معول ضرب في طريق مكة
بارك الله..

الخطبة الثانية:
وعندما يضيع الانسان الفرص ، يحل عليه الندم ولا ينفعه حينذ : أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم الى الله عز وجل ، وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟
قال : الأمر الى الله ، يضعه حيث يشاء.
قال فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا ! لا حاجة لنا بأمرك ! فأبوا عليه.
فلما صدر الناس ، رجعت بنو عامر الى شيخ لهم ، قد كانت أدركته السن حتى لا يقدر أن يوافى معهم المواسم ، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم ، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم ، فقالوا : جاءنا فتىً من قريش ثم أحد بني عبد المطلب ، يزعم أنه نبي يدعونا الى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به الى بلادنا ، قال : فوضع الشيخ يديه على رأسه ، ثم قال : يا بني عامر هل لها من تلافٍ ؟! هل لذناباها من مُطَّلب ؟! والذي نفس فلانٍ بيده ما تقوَّلها إسماعيليٌّ قط ، وإنها لحق ، فأين رأيكم كان عنكم ! انتهى.
وتعالوا نرى ما فعل الانصار رضي الله عنهم عندما عرض عليهم النبي عليه الصلاة والسلام الاسلام والهجرة لهم : قالوا : يا رسول الله إشترط.
قال تبايعوني على أن : تشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، وأن لا تنازعوا الأمر أهله ، وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم. ..قالوا : مالنا يا رسول الله ؟ قال : الجنة ، قالوا : رضينا لا نقيل ولا نستقيل
و ان أسعد بن زرارة قال : يا أيها الناس ، هل تدرون على ما تبايعون محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ إنكم تبايعونه أن تحاربوا العرب والعجم ، والجن والإنس ! فقالوا : نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم. ، قالوا : اليك عنا يا أسعد والله لا نقيل ولا نستقيل
أيها المسلمون: وإذا كان الشرع والعقل يدعوان إلى استثمار الأوقات واغتنام الفرص، وكان العمر قصيراً، والأحوال تتبدل، والأزمنة تمضي دون أن تعود، والحاجة جلية إلى إتيان المرء أعمالاً تعود عليه بالفلاح وعلى أمته بالرفعة والعزة، فلماذا والحالة هذه يتوانى كثير منباذري الخير وسعاة الإصلاح عن اغتنام الفرص الكثيرة السانحة أمامهم، والتي قد تعود على هذا الدين العظيم وعلى هذه الأمة المباركة بالنصر والتمكين؟!.
إن غفلة المرء عن استثمار الفرص المتاحة أمامه أو عدم مبادرته إلى اقتناصها قبل أن تزول يعود في الغالب إلى أمرين:
الأولى: غياب الهدففالفرص هي مركب المرء وأداته لتحقيق أهدافه، فكيف يبحث عن مركب أو يقتني أداة من لا هدفَ لديه يسعى لتحقيقه ولا غاية؟!.
الثانية: إلى السلبية: وضعف الجِدِّية والشعور المتدنِّي بالمسؤولية تجاه النفس أو الأمة.
ومن ضَعُفَ الباعث لديه ولم يملك قلباً يحترق لإسعاد نفسه وإصلاح أمته امتطى بوابة التسويف والكسل وتوانى عن صعود الصعاب وتحمُّل مشاق ارتقاء المكاره.
أيها المسلمونقلة التوفيق والبركة وقلة التضرع والانطراح بين يدي الله تعالى والتقصير في طلب معونته وتسديده، لمن أهم الأسباب في أن فرص الخيرات تمر أمامنا ولا نستطيع قطفها والاستفادة منها. 
وتذكروا صورة من الصور التي تمر علينا كل سنة : رغم أنفه رغم انفه رغم أنفه ، من دخل رمضان وخرج ولم يغفر له ، المحروم من حرم أجر ليلة القدر ( ترى هل ندرك الفرصة لعامنا القادم أم لا ؟ ) من السعيد الذي وفقه الله الى اغتنام الفرصة في العام الماضي ومن المحروم الذي حرم خيرها ؟  ماهي نيتك الان اذا مد الله لك في العمر الى رمضان القادم ؟ أكاد أسمع النيات في القلوب : سنغتنم الفرصة ولن نضيعها ؟ 
فاليوم اذاً ان كنت من الصادقين ، الفرص امامك كل يوم ، كل صلاة ، كل تسبيحه ، كل تهليله ، كل تكبيرة ، كل دقيقه من عمرك هي فرصة لك لتزرع فيها لآخرتك  
عن أنس بن مالك قال: انطلق رسول الله صل الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى موضع عند بئر بدر
فلما اقترب المشركون قام النبي وقال: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض»؛ 
فقال عمير: جنة عرضها السماوات والأرض …قال: «نعم»
فقال عمير : بخٍ.. بخ.. فقال رسول الله : «ما حملك على قول: بخ بخ» 
قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها.  …قال: «فإنك من أهلها». 
قال أنس: (فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، 
ثم قال: لئن حُييت حتى آكل تمراتي هذه.. إنها لحياة طويلة).
فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل 
فكان هو أول قتيل قُتل من الأنصار في الإسلام
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ..
2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق