إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 1 مايو 2015

أهمية المساجد

المساجد بيوت الله تعالى في أرضه جعلها خالصة له وحده , فقال سبحانه " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18سورة الجن.
وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ( أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا.( أخرجه مسلم (1473).
المسجد بيت كل تقي ، وكرامات إثر كرامات : فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول  المسجد بيت كل تقي ، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالرَوْحِ والرحمة ، والجواز على الصراط إلى رضوان الله ، إلى الجنة ) [ صحيح الترغيب جـ1 رقم 325 ]
ومكانة المسجد في الإسلام تظهر بوضوح وجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس كما قال ابن كثير رحمه الله .البداية والنهاية 
وكذلك عندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم . 
ولقد وعى هذا الأمر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتموا بذلك، واعتنى الخلفاء الراشدون بها فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته أن يبنوا مسجداً جامعاً في مقر الإمارة، ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد جماعة في أماكنهم. 
عن عثمان بن عطاء قال لما فتح عمر بن الخطاب البلد كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجداً فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة .كنز العمال 8/313-314. 
ولقد اهتم ديننا بالمسجد أيما اهتمام , وجاءت بذلك الآيات والأحاديث المتوترة التي حثت على بناء المساجد والعناية بها , وبيان فضل الصلاة فيها ومراعاة الآداب والأخلاق الخاصة بها . ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالمساجد : 
الحث على بناء المساجد وعمارتها :
فقد حثنا الإسلام على بناء المساجد , وجعل ذلك سبيلاً إلى الجنة وإلى الفوز بمرضاة الله تعالى , فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ بَنَى ِللهِ مَسْجِدًا ، مِنْ مَالِهِ ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) . الألباني :صحيح ، ابن ماجة ( 736 ).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:( مَنْ بَنَى ِللهِ مَسْجِدًا ، صَغِيرًا كَانَ ، أَوْ كَبِيرًا ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) .أخرجه التِّرْمِذِي (319) صحيح الترغيب والترهيب 1/66.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ  ) مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ ).أخرجه أحمد 1/241(2157) صحيح الترغيب والترهيب 1/66.
وكما حثنا الإسلام على بناء المساجد فقد حثنا كذلك على عمارتها , وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان ان صحت النيات , قال تعالى : " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ )(18) سورة التوبة .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، ومصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ) ( حسن ). انظر : [ صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 296 ].
والمكوث في المسجد والعكوف على ذلك وعمارته بالذكر والقرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير له فضل عظيم ففي الحديث : ( إنَّ للمساجدِ أوتادًا ، هم أوتادُها ، لهم جلساءُ من الملائكةِ ، فإن غابوا سألوا عنهم ، وإن كانوا مرضى عادوهم ، وإن كانوا في حاجةٍ أعانُوهمالراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 329 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي – يعني عليه الملائكة، ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يؤذ أو يحدث فيه» [رواه البخاري]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه النبي قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم]
ويفرح الله تعالى ويتبشبش لمن توطَـّن المساجد : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ما توطَن رجل المساجد إلا تبشبش الله - تعالى - إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم ) [ صحيح الترغيب والترهيب رقم 322 ]
وليس عمارة المساجد ببنائها وتشيدها فقط , بل تكون العمارة بالصلاة فيها , وجعلها واحة للآمنين وملجأ للخائفين , وإصلاحاً للمتخاصمين , وتعليماً للمتعلمين .لقراءة القرآن وللتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ...
وقد جاءت الاحاديث الصحيحة في الحث على الذهاب إلى المساجد والصلاة فيها والتماس العلم : .
- عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، إِلا كَانَ زَائِرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ". الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 3 / 157.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَمَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا وَرَاحَ.) ".والبُخاري (662) و((مسلم)) 1469.
وعَنْ بُرَيْدَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ: ( بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ ، إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة ) .أخرجه أبو داود (561) والتِّرْمِذِيّ\" 223
عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، قَالَ:جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كُنْتُ ضَرِيرًا ، شَاسِعَ الدَّارِ ، وَلِي قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِي ، فَهَلْ تَجِدُ لِي رُخْصَةً أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي ؟ قَالَ : أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً.أخرجه الألباني ، صحيح أبي داود ( 561 و 562).
بل إن انتظار الصلاة يعد جهاداً في سبيل الله تعالى , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.)\". ((مسلم)) 1/151(508).
فاذا دخل المسجد تأمل في هذا الحديث : عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، وقال : إذا قال ذلك ، حفظ منه سائر اليوم ) [ صحيح الجامع 4715 ] وهناك اذكار صحيحة اخرى لدخول المسجد 
فاذا دخل صلى ركعتين تحية المسجد ، وتأمل في فضلها الذي ثبت في الحديث الصحيح في البخاري : عن عثمان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من توضأ مثل هذا الوضوء ، ثم اتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ولا تغتروا ) رواه البخاري
وتذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" (متفق عليه
فهو ينتظر جماعة يصلي معهم تضاعف اجره سبعاً وعشرين مرة ، وما ذلك الاّ لانه في بيت الله عزوجل وهذا كرم الله واكثر..
الجلوس في المسجد وانتظار الصلاة له أجر الصلاة, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرًا : هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : الرَّجُلُ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ ؟ قَالَ:انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً لِصَلاَةِ الْعَتَمَةِ ، فَاحْتَبَسَ عَلَيْنَا ، حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ ، أَوْ بَلَغَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَصَلَّيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : اجْلِسُوا ، فَخَطَبَنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا ، وَأَنْتُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ ). الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 5 / 483 .
خطوات من يعمر مساجد الله إحداها تحط خطيئة ًً والأخرى ترفع درجة : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة ًً والأخرى ترفع درجة ) [ مختصر مسلم 243 ] .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : ( إذا توضا أحدكم فأحسن وضوءه ، ثم خرج إلى المسجد لاينزعه إلا الصلاة ، لم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة ، وتكتب له اليمنى حسنة ، حتى يدخل المسجد ، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبْواً ) [ صحيح الجامع 441 ]
إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم في المسجد ، والمؤذن يُغفر له مدى صوته : فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم ، والمؤذن يُغفر له مدى صوته ، ويُصدقه من سمعه من رَطب ويابس ، وله مثل أجر من صلى معه ) (حديث صحيح) انظر : [ صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 248 ] .
وضمان من الله - تبارك وتعالى – لمن عَمَرَ مساجد الله إن عاشوا رُزِقوا وكُفوا ، وإن ماتوا أدخلهم الله الجنة : فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي ، وإن مات أدخله الله الجنة : من دخل بيته فسلَم , فهو ضامن على الله , ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله , ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله ) [ صحيح الترغيب والترهيب رقم 316 ] .
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبل )) رواه ملسم 
الخطبة الثانية : 
من السبعة الذين يكونون في ظل العرش يوم القيامة ، يوم تدنوا الشمس الى رؤوس الخلائق حتى تكون على قدر ميل ، فيكونون في عرقهم على قدر اعمالهم ، فمنهم الى كعبيه ومنهم الى حقويه ومنهم من يلجمهم العرق الجاما ، هناك طائفة من الناس لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في ظل ظليل وأمن تمام وطمأنينه قلب وراحة بال وصفاء روح هؤلاء ذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام فقال عنهم : ,عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في الْمَسَاجِدِ ،.و\"البُخاري\".

وذُكر عن التابعي الجليل سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه ما فاتته تكبيرة الإحرام نحو أربعين عاما، لأنه ما كان يصلي في المسجد النبوي إلا في الصف الأول، وقال وكيع رحمه الله تعالى: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى واختلفنا إليه قريبا من سبعين فما رأيته يقضي ركعة . صفة الصفوة لابن الجوزي (2/69).

وكان الربيع بن خيثم قد سقط شقه في الفالج فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له: يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول هو كما تقولون ولكن أسمع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه ولو زحفاً أو حبوا فليفعل.
وقال حاتم الأصم: فاتتني مرة صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف إنسان لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا. الذهبي : الكبائر 10.
وكان زياد مولى ابن عباس - أحد العباد الصالحين - يلازم مسجد المدينة فسمعوه يوماً يعاتب نفسه ويقول لها: أين تريدين أن تذهبي! إلى أحسن من هذا المسجد!! تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان.

- لذلك جاء الحث على تنظيف المساجد والعناية بها :
وفي ذلك الدلالة على أهمية مكانة المسجد وعظم شأنه في الاسلام  فقد حث الإسلام على نظافة المساجد وحسن العناية بها , وجعل لذلك أجر عظيما وثواب كبيرا...
         عن أبي سعيد , قال: كانت سوداء تقم المسجد , فتوفيت ليلا , فلما أصبح رسول الله , صلى الله عليه وسلم , أخبر بموتها , فقال : ألا آذنتموني بها ؟ فخرج بأصحابه , فوقف على قبرها , فكبر عليها والناس من خلفه , ودعا لها , ثم انصرف.صحيح الترغيب والترهيب 

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا " صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (278) .

لذا يجب احترام المساجد ومعرفة حرماتها :
المساجد أماكن مقدسة لها خصوصيتها ولها حرمتها , فهو بيوت للذكر والصلاة ,قال تعالى " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ \".النور:36.
لذا يجب تنزيه المسجد عن كل ما من شأنه أن يشينه أو ينتهك حرمته , فيمنع البيع والشراء في المسجد , وكذا نشدان الضالة , أخرج الترمذي عن أبي هريرةإذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك ضالتك)). الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 573 في صحيح الجامع 
كما يمنع أذى الناس والملائكة بالروائح الكريهة , فعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ ، فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ. ) مسلم\" 2/79(1189).
كما يجب أن تنزه المساجد عن الصراعات والمشاحنات والمنافسات , فهي بيوت الله تعالى وليس لأحد سلطان عليها ,
فاتّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ صلاة الرجل مع الجماعة تضعف على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ] [رواه البخاري].
وتأملوا في هذا الحديث العظيم : عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ينادى يوم القيامة أين جيراني أين جيراني فتقول الملائكة ربنا من ينبغي له أن يجاورك فيقول أين عُمَّارُ المساجد ". الألباني في السلسلة الصحيحة \" 6 / 512.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق