إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 6 مايو 2015

فيم يختصم الملأ الأعلى

( فيم يختصم الملأ الاعلى ) 
أما بعد فإن الوحي الشريف خير ما يذكر ويُتدبر لما اشتمل عليه من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة ومن ذلك مارواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ((احتبس عنا رسول الله  ذات غداة في صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله سريعا، فثوّبَ بالصلاة، ثم أقبل إلينا فقال: سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة، فقاليا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد آنامله في صدري، وتجلى لي كل شيء وعرفت.
فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات والدرجات، قالوما الكفارات، قلت: نقل الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء عند الكريهات.
قال: وما الدرجات ؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام.
فقال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك)). وقال رسول الله  : ((إنها حق فادرسوها وتعلموها)).
وفي بعض الروايات: ((المشي على الأقدام إلى الجماعات)) بدل (الجمعات).

في هذا الحديث أن النبي  رأى ربه في المنام - ورؤيا الأنبياء حق ووحي - ، فأعلمه الله عز وجل أن الملائكة يختصمون في الذي يُكفِّرُ الله به الخطايا ويرفع الله به الدرجات حيث جاء في الحديث ذكرُ ثلاثة أسباب لتكفير السيئات وثلاثةُ أسباب لرفع الدرجات.
أما أسباب تكفير السيئات فهي الكفارات التي ذكرها النبي  بقوله : (( إسباغ الوضوء في الكريهات ونقل الأقدام إلى الجمعات أو الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات)).
وسميت هذه كفارات لأنها تكفر الخطايا والسيئات، ولذلك جاء في بعض الروايات ((من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه)).
وهذه الأعمال تُكفِّر السيئات، ويحصل بها أيضا رفع الدرجات، كما قال رسول الله : ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوابلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِباط فذلكم الرِباط))رواه مسلم.
فالسبب الأول لتكفير السيئات الوارد في الحديث هو إسباغ الوضوء.
ومعنى إسباغ الوضوء هو إتمامه وإبلاغه مواضعه الشرعية، يقال ثوب سابغ ، إذا كان مغطيًا للبدن كله.
وإسباغ الوضوء على الكريهات: يعني في حالة تكره النفس فيها الوضوء، كالبرد والمرض الشديدين ، وكذلك عند النوم مع مدافعة النعاس.
فعلى المسلم أن يستحضر هذا الثواب فإنه أدعى لأداء العمل بصدر منشرح ، قال بعض السلف: من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال
وقد وردت أحاديثُ كثيرةٌ تدل على تكفير الخطايا بالوضوء، فمنها مارواه مسلم عن عثمان رضي الله عنه أنه توضأ ثم قال: ((رأيت رسول الله  توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ))
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال ((إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب))
قال عمرو بن عبسه : ( فقلتُ : يا نبيَّ اللهِ ! فالوضوءُ ؟ حدِّثني عنه . قال " ما منكم رجلٌ يقربُ وضوءَه فيتمضمضُ ويستنشقُ فينتثِرُ إلا خرَّتْ خطايا وجهِه وفيه وخياشيمُه . ثم إذا غسل وجهَه كما أمره اللهُ إلا خرَّت خطايا وجهِه من أطرافِ لِحيتِه مع الماءِ ثم يغسل يدَيه إلى المَرفِقَين إلا خرَّتْ خطايا يدَيه من أناملِه مع الماءِ ثم يمسح رأسَه إلا خرَّتْ خطايا رأسِه من أطرافِ شعرِه مع الماءِ ثم يغسل قدمَيه إلى الكعبَين إلا خرَّت خطايا رجلَيه من أناملِه مع الماءِ فإن هو قام فصلَّى ، فحمد اللهَ وأثنى عليه ، ومجَّده بالذي هو له أهلٌ ، وفرَّغ قلبَه للهِ ، إلا انصرف من خطيئتِه كهيئتِه يوم َولدتْه أمُّه " فحدَّث عَمرو بنُ عبسةَ بهذا الحديثِ أبا أمامةَ صاحبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال له أبو أُمامةَ : يا عَمرو بنَ عَبسةَ ! انظُرْ ما تقول . في مقامٍ واحدٍ يُعطى هذا الرجلُ ؟ فقال عَمرو . يا أبا أُمامةَ ! لقد كبِرَتْ سِنِّي ، ورَقَّ عَظمي ، واقترب أجَلي ، وما بي حاجةٌ أن أكذبَ على اللهِ ، ولا على رسولِ اللهِ . لو لم أسمَعه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلا مرةً أو مرتَين أو ثلاثًا ( حتى عَدَّ سبعَ مراتٍ ) ما حدَّثتُ به أبدًا . ولكني سمعتُه أكثرَ من ذلك (.الراوي : عمرو بن عبسة المحدث : مسلم
وكان علي بن الحسين إذا توضأ اصفرّ، فيقال له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟!. فيقول أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم له؟.
وكان منصور بن زاذان إذا فرغ من وضوئه يبكي حتى يرتفع صوته، فقيل له: ما شأنك؟فقال: وأي شيء أعظم من شأني، إني أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم، فلعله يرضى عني. وكان عطاء السليمي إذا فرغ من وضوئه ارتعد وانتفض وبكى بكاءً شديداً، فقيل له في ذلك، فقال: إني أريد أن أتقدم إلى أمر عظيم: إني أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل.
قال أبو سليمان: قرأت في بعض الكتب: يقول الله عز وجل: " بعيني ما تحمل المتحملون من أجلي وكابد المتكبدون في طلب مرضاتي، فكيف بهم وقد صاروا في جواري، وتبحبحوا في رياض خُلدي؟ فهنالك فليبشر المصفُّون لله أعمالهم بالمنظر العجيب من الحبيب القريب، أترون أني أضيع لهم عملاً؟ فكيف وأنا أجود على المولين عني، فكيف بالمُقبلين عليّ؟! "
والسبب الثاني في تكفير الخطايا : المشي على الأقدام إلى الجمعات والجماعات، ولا سيما إذا توضأ الرجل في بيته ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  : ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة)) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عنه أن النبي  قال : ((كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة )) ، وفيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي  قال: (( إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم ))
وثواب المشي إلى المساجد في الظُلَم : النورُ التام في ظلم القيامة، كما في سنن أبي داود والترمذي عن النبي  قال: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )) يفزع الناس ولايفزعون , يفزع الناس يوم القيامة وأما أهل المشي إلى المساجد في الظلمات فلا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة , هل يفوز بهذا من فضلوا المراتب والمراقد على صلاة الفجر ثم قاموا فنقروها نقر الغراب , هل يفوز بهذا من تعمد أن يقوم إلى الصلاة إلا مع ساعة الخروج إلى العمل وقد طلعت الشمس فيتوضأ فلا يسبغ وينقرها لاخشوع فيها ويؤديها مجاملةً روتيناً كما يقولون
كان رجل يمشي إلى مسجد رسول صلى الله عليه وسلم من مكان بعيد ولايفوته صلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الصحابة : لواشتريت حماراً لتركب عليه إذا أتيت إلى المسجد للتقي الهوام والنكبات في الظلمات , فقال رضي الله عنه وأرضاه كما في حديث أبوهريرة عن أبي بن كعب : إني أحتسب على الله أوبتي كما أحتسب عليه ذهابي إلى المسجد فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( إن ذلك كتب لك كله))
حضرَ رجلًا منَ الأنصارِ الموتُ فقالَ إنِّي محدِّثُكم حديثًا ما أحدِّثُكموه إلَّا احتسابًا سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ( إذا توضَّأَ أحدُكم فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ خرجَ إلى الصَّلاةِ لم يرفع قدمَهُ اليمنى إلَّا كتبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لَهُ حسنةً ولم يضع قدمَهُ اليسرى إلَّا حطَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عنهُ سيِّئةً فليقرِّب أحدُكم أو ليبعِّد فإن أتى المسجدَ فصلَّى في جماعةٍ غُفِرَ لَهُ فإن أتى المسجدَ وقد صلَّوا بعضًا وبقيَ بعضٌ صلَّى ما أدرَكَ وأتمَّ ما بقيَ كانَ كذلِكَ فإن أتى المسجدَ وقد صلَّوا فأتمَّ الصَّلاةَ كانَ كذلِكَ ) صحيح ابو دادود الالباني
ثم ذكر  السبب الثالث من مكفرات الذنوب بقوله : ((الجلوس في المساجد بعد الصلوات)) يعني انتظارا لصلاة أخرى كما في حديث: ((وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط)) أي بمنزلة الرباط في سبيل الله عزوجل.
ويدخل في قوله: ((والجلوس في المساجد بعد الصلوات)) : الجلوسُ للذكر والقراءة وسماع العلم وتعليمه ونحو ذلك، لا سيما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وفي الصحيحين قوله  : (( إنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة))
وفي صحيح مسلم عنه  قال: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده )) . وبالجملة فالجلوس في المساجد للطاعات له فضل عظيم، قال سعيد بن المسيب: من جلس في المسجد فإنما يجالس الله عز وجل.
قال عبدالله بن عمر : ( صلَّينا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المغربَ فرجعَ من رجعَ وعقَّبَ من عقَّبَ فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مُسرِعًا قد حفَزهُ النَّفسُ وقد حسرَ عن ركبتيهِ فقالَ أبشِروا هذا ربُّكم قد فتحَ بابًا من أبوابِ السَّماءِ يباهي بكمُ الملائكةَ يقولُ انظروا إلى عبادي قد قضَوا فريضةً وهم ينتظِرونَ أُخرى ) ابن ماجه وصححه الالباني 
وكتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ ) السلسلة الصحيح
في الحديث " ( إنَّ للمساجدِ أوتادًا ، هم أوتادُها ، لهم جلساءُ من الملائكةِ ، فإن غابوا سألوا عنهم ، وإن كانوا مرضى عادوهم ، وإن كانوا في حاجةٍ أعانُوهم ) الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني ..المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 329 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
وهو أيضا من السبعة الذين يظلهم الله بظله. ولما كانت المساجد بيوت الله وأضافها إلى نفسه تشريفا لها، تعلقت قلوب المومنين بها لنسبتها إلى ربهم وارتاحت إلى ملازمتها لإظهار ذكره.
قال تعالى: ﴿ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ﴾
الخطبة الثانية : 
ثم ذكر رسول الله  ثلاثة أسباب لرفع الدرجات في قوله  : (( إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام ))
فأول هذه الأسباب : ((إطعام الطعام)).
فإطعام الطعام من أعظم الأسباب الموصلة إلى أعلى درجات الجنة، وقد وصف الله عز وجل الأبرار بقوله: ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً.)
أي على حبهم للطعام وحاجتهم إليه، وفي الترمذي عن علي رضي الله عنه عن النبي  : ((إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام وصلى بالليل والناس نيام)).
وهذا يدل على أن إطعام الطعام يوجب دخول الجنة ويباعد عن النار وينجي منها كما قال تعالى: ﴿ فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ﴾
وفي الحديث : ( ليسَ المؤمنُ الَّذي يشبَعُ وجارُهُ جائعٌ إلى جنبِهِ ) السلسلة الصحيحة 
وكان بعض السلف يؤثر بفطوره غيره ويصبح صائما، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر تلك الليلة. قال بعضهم: إذا أكلته كان في الحش، وإذا أطعمته كان عند الله موفورا.
فيا من يطمع في علو الدرجات من غير عمل صالح، هيهات هيهات: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات 
ثم ذكر النبي  السبب الثاني لرفع الدرجات وهو
لين الكلام) وهو خطاب الناس بالكلام الحسن المناسب لأحوالهم ، وذلك أن لين الكلام سبب عظيم يدعو إلى الألفة والمحبة بين المسلمين ، وهذا أدعى لاجتماع كلمتهم وعدم تفرقهم وقد جاء ذكر ذلك في كتاب الله أيضًا قال الله عز وجل﴿ وقولوا للناس حسناً ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴾ 
وفي الحديث الصحيح عن النبي  : (( والكلمة الطيبة صدقة ))
وفيه أيضا: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قوله  في الدرجات: ((والصلاة بالليل والناس نيام)). هذا هو السبب الثالث من أسباب رفع الدرجات وهو قيام الليل فإنه من موجبات الدرجات العالية في الجنة، قال الله عز وجل في وصف المحسنين: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون}
وقال  : ((أفضل الصلاة ، بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل )) رواه مسلم
قال أبو الدرداء: صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.
وعن بلال وأبي أمامة رضي الله عنهما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد))
عن عقبة بن عامر قال : ( سمعتُ النَّبيَّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - يقولُرجلانِ من أمَّتي يقومُ أحدُهُما اللَّيلَ يعالجُ نفسَهُ إلى الطَّهورِ وعليهِ عُقدةٌ فيتوضَّأُ. فإذا وضَّأَ يديهِ ، انحلَّت عقدةٌ ، وإذا وضَّأَ وجهَهُ ، انحلَّت عُقدةٌ ، وإذا مسحَ رأسَهُ ، انحلَّت عقدةٌ ، وإذا وضَّأَ رجليهِ انحلَّت عُقدةٌ ، فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ للَّذينَ وراءَ الحجابِ : انظروا إلى عَبدي هذا يعالِجُ نفسَهُ يسألُني ما سألَني عبدي فَهوَ لَهُ .) الصحيح المسند 952
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلّم بالرحمة لكل من قام من الليل فأيقظ أهل بيته للصلاة؛ كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:«رَحِمَ اللهٌ رَجُلًا قامَ من اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا الْمَاءَ رَحِمَ الله امْرَأَةً قَامَتْ من اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ في وَجْهِهِ الْمَاءَ»رواه أبو داود  
ثم دعا النبي  بدعوات مباركات ينبغي لكل مسلم أن يحفظها ويدعو بها قال  ((اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفنا غير مفتونين، ونسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك)).
1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق