إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 31 مايو 2015

قصة أصحاب الغار

( قصة اصحاب الغار ) 
الخطبة الأولى:
  أيها الناس: اتقوا الله -عز وجل-.
 عباد الله: تعرّفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة، تعرفوا إلى الله -عزّ وجل- بالقيام بطاعته، رغبة في ثوابه، وابتعاداً عن عقابه، خوفاً من النار، فإن أليم النار شديد.
 أيها المسلمون، أيها المؤمنون بالله حقاً: اعلموا أن رخاء العيش، وطيب الحال من النعم التي تستوجب الشكر على العباد، والقيام بطاعة المنعم الجواد -جل وعلا-.
 أيها المؤمنون بالله: اعلموا أن الإنسان في حال الرخاء يستطيع أن يعمل ما لا يمكنه القيام به في حال الشدة، ويستطيع أن يعمل في سن الشباب ما لا يمكنه القيام به في حال الكبر والهرم، ويستطيع أن يعمل في زمن الأمن والطمأنينة ما لا يمكنه القيام به في حال الخوف، ويستطيع أن يعمل وهو صحيح، ما لا يمكنه القيام به وهو مريض، وإذا امتحن الإنسان هذه الحياة، وفكر فيها جيداً، عرف حقاً أن العافية في البدن والأمن والترف لا يدوم، فقد يعقبها شدة ومرضاً.
نعم -يا أولي الألباب- إذا امتحن الإنسان هذه الحياة الدنيا وفكّر فيها جيداً، عرف حقاًً أن العافية في البدن والأمن والترف لكنها لا تدوم، فقد يعقبها شدة ومرضاً، وخوفاً وجوعاً، لكن المؤمن بالله حقاً، الذي قوى صلته بربه -جل وعلا-، وقام بحق الله -تبارك وتعالى- وتعرف للحي القيوم في حال الرخاء، فإن الله -تبارك وتعالى- يعرفه في حال الشدة، في حال الضيق، فيلطف به ويعينه على الشدائد وييسر أموره، قال -جل وعلا-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4] هكذا وعد الله -سبحانه وتعالى- للمتقين، والله لا يخلف المعياد، فاتقوا الله -عباد الله-.
يا أيها الناس: إن سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة منوطة بالأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله زلفى، وإن ثمار هذه الأعمال المباركة يجنيها صاحبها في الآخرة جنة وفرحة وسرورًا، وفي الدنيا سعادة وسلامة وسعة.
ومعلوم لدينا جميعًا أننا إذا أحاطت بنا الكروب وضاقت بنا المحن فإنه لا مُخلِّص لنا ولا منجي إلا الله -جل وعلا-، ولكن كيف تكون النجاة؟!
هناك من يدعو الله تعالى في المحن فلا يُستجاب له، وهناك من يدعو فيُستجاب له، وقد بيّن الله لنا بعض أسباب ذلك.
يقول سبحانه: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10]. قال بعض المفسرين: الكلم الطيب هو الدعاء، يرفعه الله بعمل صاحبه الصالح، فيستجيب له.
إذًا إن من أعظم أسباب تفريج الكربات وقت المحن هو عمل الصالحات وقت الرخاء، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "تعرَّف على الله في الرخاء يعرفْك في الشدة".
انظروا إلى يونس بنِ متى -عليه السلام- وهو يسقط في لجج البحار فيبتلعه الحوت، فلا أحد يعلم مكانه، ولا أحد يسمع نداءه، ولكن يسمع نداءه من لا يخفى عليه نداء، ويعلم مكانه من لا يغيب عنه مكان، فدعا يونسُ ربه وهو في الظلمات: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فيجئ الجواب الإلهي: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143، 144].

ويجيء الفرج الإلهي: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88]، وليس المراد بقوله: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ)، تسبيحه في بطن الحوت، ولكن المراد -كما قال المفسرون- أنه كان من المسبحين الذاكرين قبل وقوعه في بطن الحوت.
قال الحسن البصري: "ما كان ليونس صلاة في بطن الحوت، ولكن قدّم عملاً صالحًا في حال الرخاء فذكره الله في حال البلاء".
 وإليكم هذه القصة التي تبيّن عاقبة الأعمال الصالحة، وأن من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة، يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. 
قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً؛ فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر - والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة؛ فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.
 قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليّ -وفي رواية:- كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت مني، حتى ألمّت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها؛ ففعلت حتى إذا قدرت عليها -قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها - اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
 وقال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء - وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله: أد إليّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك، من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله: لا تستهزئ بي، فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون".
 لا إله إلا الله، ما أجمل التقوى وأهدى سبيلها!
 أمة الإسلام: تلكم القصة التي أخبر بها أصدق الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالأول من أولئك الثلاثة ضرب مثلاً عظيماً في بر والديه، وبقي طول الليل والإناء على يده، لم تطب نفسه أن يشرب منه، ولا أن يسقي أولاده وأهله، ولا أن ينغص على والديه نومهما، لم يقل: يا شيبة، يا عجوز: قم، لا، تركهما حتى قاما واستيقظا حتى طلع الفجر والقدح على يديه، فلما قاما أسقاهما ذلك الغبوق
جاء في السنن بسند صحيح من حديث الحضر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: جاء اليه رجل وهو في حلقته, فقال: يا ابن عم رسول الله انني أحببت امرأة فخطبتها فرفضتني, ثم خطبها غيري فقبلت, فأدركني حنق عليها فقتلتهافهل لي من توبة؟ قال له ابن عباسألك والدة؟ قال لا, يعني أمي ليست حية,فقال له يا ابن أخي تب الى الله واستغفر وأكثر من الأعمال الصالحة, ثم خرج الرجل من الحلقة, فجاء عطاء أحد تلاميذ ابن عباس فقال: يا ابن عم رسول الله أراك سألت الرجل عن أمه, فقال ابن عباسوالله لا أعلم عمل أحب الى الله من بر الوالدة.
ذكر ابن كثير رحمه الله أن امرأة جاءت إلى الإمام بقي بن مخلد رحمه الله فقالت إن ابني قد أسرته الإفرنج وإني لا أنام الليل من شوقي إليه ولي دويرة أريد أن أبيعها لأستفكه فان رأيت أن تشير على أحد يأخذها لأسعى في فكاكه بثمنها فليس يقر لي ليل ولا نهار ولا أجد نوما ولا صبرا ولا قرارا ولا راحة ، (وهذا حال الأمهات في هذا الزمن فكيف يغمض لها جفن وابنها أسير في يدي عدوها فإلى الله المشتكى) . 
فقال بقي :نعم انصرفي حتى أنظر في ذلك إن شاء الله وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله عز وجل لولدها بالخلاص من أيدي الفرنج فذهبت المرأة فما كان إلا قليلا حتى جاءت الشيخ وابنها معها فقالت: اسمع خبره يرحمك الله، فقال :كيف كان أمرك؟ فقال : إني كنت فيمن نخدم الملك ونحن في القيود فبينما أنا ذات يوم أمشي إذ سقط القيد من رجلي فأقبل على الموكل بي فشتمني وقال: لم أزلت القيد من رجليك ؟ فقلت: لا والله ما شعرت به ولكنه سقط ولم أشعر به ، فجاؤا بالحداد فأعادوه وأجادوه وشدوا مسماره وأبدوه ،ثم قمت فسقط أيضا فأعادوه وأكدوه فسقط أيضا ،فسألوا رهبانهم عن سبب ذلك فقالوا: له والدة؟ فقلت : نعم فقالوا: إنها قد دعت لك وقد استجيب دعاؤها أطلقوه فأطلقوني وخفروني حتى وصلت إلى بلاد الإسلام فسأله بقي بن مخلد عن الساعة التي سقط فيها القيد من رجله فإذا هي الساعة التي دعا فيها الله له ففرج عنه .
 وأما الثاني: فضرب مثلاً بالغاً في العفة الكاملة حيث تمكن من حصول مراده، من هذه المرأة التي هي أحب الناس إليه، ولكن لما ذكرته بالله لما قالت له: اتق الله تركها وقام، ولم يعمل الفاحشة، ولم يأخذ شيئاً مما أعطاها،
روى الطبراني بإسناد حسن كما قال الحافظ: "أَنَّهَا تَرَدَّدَتْ إِلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَطْلُبُ مِنْهُ شَيْئًا مِنْ مَعْرُوفِهِ وَيَأْبَى عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ تُمَكِّنَهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَأَجَابَتْ فِي الثَّالِثَةِ بَعْدَ أَنِ اسْتَأْذَنَتْ زَوْجَهَا فَأَذِنَ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: أَغْنِي عِيَالَكِ، قَالَ: فَرَجَعَتْ فَنَاشَدَتْنِي بِاللَّهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا؛ فَأَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تحتي، فَقلت: مَا لك؟قَالَتْ: أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَقُلْتُ: خِفْتِيهِ فِي الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ، فَتَرَكْتُهَا".
تحركت في فؤاده مشاعرُ الخوف من الجبار -جل وعلا-، فانتزعت من قلبه جلمود الصبابة، وفجّرت منه ينابيع الرحمة؛ فقام عن الفاحشة لا يلوي منها على شيء، تاركًا لابنة عمه كلَّ ما سلمها من مال قد أضناه جمعه
ناهيك من الذين يتكبدون المشاق يضربون الطرق والسفرات الطويلة ليرتكبوا ما حرم الله، فكم سمعوا في الخطب، كم سمعوا في المواعظ: اتقوا الله.. اتقوا الله.. ولكن: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين:14].
 وأما الثالث: فقد ضرب مثلاً في غاية الأمانة والنصح حيث نمّى للأجير أجره، لم يماطل به، لم يواعده ويضره، لم يضرب دونه الباب والحجاب، لم يمنعه أجره بالثمانية أشهر ولا بالعشرة الأشهر، يواعده في بلاده، يعطيه من المواعيد ومن الأماني، فإذا أتى به تركه ومنع أجره، فبعضهم يقتل نفسه بسبب أولئك الذين فقدوا الأمانة، فيا ويلهم إذا وقفوا بين يدي الله.
جاء في صحيح البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه فقد خصمته"، وذكر منهم: "رجلاً استأجر أجيرًا فاستوفى منه ثم لم يعطه أجره".
 هذا الثالث ضرب مثلاً في غاية الأمانة والنصح، حيث نمّى للأجير أجره، فبلغ ما بلغ وسلّمه إلى صاحبه، ولم يأخذ على عمله شيئاً، فكان من جزاء هذه الأعمال الصالحة التي تعرّفوا بها إلى الله، في حال الرخاء أن الله عرفهم في حال الشدة، فأنقذهم من الهلاك، وإلا -يا إخوتي في الله- من يعلم أنهم في وسط هذا الجبل وسد عليهم هذا الحجر العظيم إلا لطف الله -عز وجل-، لما تعرفوا على الله في الرخاء عرفهم الله في الشدة، فأنقذهم من الهلاك، وهذه سنة الله في خلقه إلى يوم القيامة، أن من تعرّف إلى الله في حال الرخاء عرفه في حال الشدة، كما أوصى بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: "تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
 الخطبة الثانية:
 عباد الله: قد سمعتم ما في القصة السابقة الذكر من الأمر العجيب لمن أطاع الله واتقاه.
 أيها المسلمون: إن الشدائد أنواع متنوعة، وإن أعظم شدة يقع فيها الإنسان ما يكون من شدة الموت، عند فراق المألوف، واستقبال المخوف، فإذا كان العبد ممن تعرف إلى الله في حال صحته وحياته ونشاطه وأمنه واستقراره عرفه الله سبحانه في حال شدته وعند حضور ملك الموت، إذا نزع الروح من القصب والعصب واللحم؛ فإن الله يهون عليه الأمر ويحسن له الخاتمة، وينتقل من هذه الدنيا على أحسن حال، وأما إذا كان معرضاً عن الله لم يزده الرخاء إلا بطراً وبعداً عن الله تعالى، فحريٌ بأن يكله الله إلى نفسه، ويتخلى عنه حال شدائده فتحيط به السيئات والأوزار ويموت على أسوأ حال، نسأل الله العافية.
 قال الله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185]، وهذا الناصح الأمين محمد بن عبد الله، رسول الهدى يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هادم اللذات"، قال بعض العلماء: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء:
 تعجيل التوبة. قناعة القلب.النشاط في العبادة.
 ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء:
 تسويف التوبة.عدم الرضا بالكفاف. التكاسل في العبادة.
 والناصح يقول:
 خـذ القناعة من دنياك وارض بها *** لـو لم يكن لك إلا راحة البدن
وانظر إلى من حوى الدنيا ليجمعها *** هل راح منها بغير الحنط والكفن
 عباد الله: الاستعداد للموت هو ألا يفرغ القلب من ذكره، ويتذكر دائماً من أخذه الموت على غرة وبدون إنذار.
 عباد الله: مرّ إبراهيم بن أدهم على أناس فسألوه عن قول الله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60]، قالوا: يا إبراهيم: فإنا ندعوه فلا يستجاب لنا! فقال -رحمة الله تعالى عليه-: "لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء:
أولاً: أنكم عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. ثانياًقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به. ثالثاً: ادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه
رابعاً: ادعيتم حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتركتم أثره وسنتهخامساً: ادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها.
سادساً: ادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب. سابعاً: ادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له. ثامناًاشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم. 
تاسعاً: تأكلون رزق الله ولا تشكرونه. عاشراً: تدفنون أمواتكم ولا تعتبرون.
أيها المؤمنون: في نبأ أهل الغار إظهار لشأن العمل الصالح سيما إن كان خفيًا، وأنه سبب لتفريج الكُرَب؛ ما يجعل الحصيفَ يُعِدُّ الخبيئة الصالحة التي تدخر بين يدي البلاء. وخبيئة الصدق خير ما يدخر من الخبايا، وهي أخلص الخبايا وأصوبها وأكثرها منازعة للهوى وأسلمها منه؛ فلعمر الله! لَلصدق طوق نجاة في أمواج البلاء المتلاطمة.
 جاء في رواية الغار للبخاري: "فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ وَاللَّهِ -يَا هَؤُلاَءِ-، لاَ يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ". فارقبِ الصدق في فعالك وأقوالك؛ فإنه نجاة لك في الدنيا والآخرة. والدعاء وقت البلاء من أعظم أسباب رفعه، خاصة إن كان صاحبه من أهل دعاء الرخاء؛ فمن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة.

2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق