إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 أبريل 2019

القبض على الجمر في زمن الفتن

القابضون على الجمر ) 
فَحَقِيقٌ بِمَنِ اتَّقَى اللهَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ للهِ يَوْمًا تُكَعُّ فِيهِ الرِّجَالُ، وَتُنْسَفُ فِيهِ الْجِبَالُ، وَتَتَرَادَفُ الْأَهْوَالُ، وَتَشْهَدُ الْجَوَارِحُ وَالْأَوْصَالُ، وَتُبْلَى السَّرَائِرُ وَيُكْشَفُ مَا فِي الضَّمَائِرِ؛ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ وَلَمْ تُلْهِهِ الْفَانِيَةُ عَنِ الْبَاقِيَةِ.
 أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ.. إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَرَكَ خَيْرًا وَلَا شَرًّا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إلَّا وَقَدْ وَضَّحَهُ لِلْأُمَّةِ حَتَّى تَأْخُذَ بِالْخَيْرِ وَتَحْذَرَ مِنَ الشَّرِّ، يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -كَمَا فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ "لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَتَقَلَّبُ فِي السَّمَاءِ طَائِرٌ إِلَّا ذَكَرَ لَنَا مِنْهُ عِلْمًا"
وَإِنَّ الْحَبِيبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخْبَرَ عَنْ أَحْدَاثٍ عِظَامًا سَتَقَعُ فِي أُمَّتِهِ، فَذَكَرَهَا وَذَكَرَ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، وَعِنْدَمَا تُطَابِقُ بَيْنَ مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ مَا هُوَ وَاقِعٌ تَرَى بِأُمِّ عَيْنِكَ عَلَمًا مِنْ أَعْلاَمِ نُبُوَّتِهِ، وَآيَةٌ مِنْ آيَاتِ صِدْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
 وَإِنَّ مِمَّا أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه وَاقِعٌ هُوَ أَنْ يَصِيرَ الْحَرِيصُ عَلَى دِينِهِ وَالْقَابِضُ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ يُمْسِكُ الْجَمْرَ الْمُلْتَهِبَ بِيَدِهِ؛ فَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُتَمَسِّكُ يَوْمَئِذٍ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ، أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ"، 
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ". الالباني صحيح بمجموع طرقه
يقول الطيبي في شرحه للحديث "كما لا يصبر القابض على الجمر لإحراق يده،  يعني لا يكاد يصبر، كذلك المتدين يومئذ، لا يقدر على ثباته على دينه، لغلبة العصاة والمعاصي، وانتشار الفسق، وضعف الإيمان".
أَفَلا نَخْشَى -أَيُّهَا الْكِرَامُأَنْ نَرَى هَذَا الزَّمَانَ وَهُوَ يَحُطُّ رِحَالَهُ بَيْنَنَا، وَيَنْزِلُ بِبُيُوتِنَا، وَيَحِلُّ بِأَوْدِيَتِنَا..
 أَلَا تَرَوْنَ أَنَّنَا فِي زَمَانٍ تَنَكَّرَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ لِمَا كَانُوا يَعْرِفُونَ، وَأَلِفُوا فِيهِ مَا كَانُوا يُنْكِرُونَ، فَالْغِنَاءُ وَالْمُوسِيقَى صَارَ مُعْتَادًا لَدَى الْبَعْضِ، وَاسْتَنْكَرَ الْبَعْضُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ.. لَقَدْ صِرْنَا نَسْمَعُ مِنْ دُعَاةِ التَّقَدُّمِ والْمَدَنِيَّةِ والْحَدَاثَةِ عَنْ أُمُورٍ وَمَفَاهِيمَ يَجِبُ أَنْ تَتَغَيَّرَ بِزَعْمِهِمْ؛ فَمَكَانُ الْمَرْأَةِ عِنْدَهُمْ هُوَ الشَّارِعُ، وِلِبَاسُهَا عِنْدَهُمُ الْحُرِّيَّةُ، والْحُرِّيَّةُ هِيَ أَنْ تَفْعَلَ وَتَلْبَسَ وَتُهَاتِفَ مَنْ تُحِبُّ وَمَنْ تُرِيدُ، فَصَارَ هَؤُلَاءِ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا، لَقَدْ صَارَ عِنْدَهُمُ النَّهْيُ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ تَأَخُّرًا وَرَجْعِيَّةً وَتَضْيِيقًا عَلَى النَّاسِ وَتَشَدُّدًا، بَلْ صَارُوا يَسْتَهْزِؤُونَ وَيَسْخَرُونَ مِنْ دُعَاةِ الإِصْلاحِ والصَّلاحِ، حَتَّى صَارَ كُلُّ مَنْ يُنَادِي بِالتَّشَبُّثِ بِالْأُصُولِ وَالْمَبَادِئِ وَالْأَعْرَافِ الَّتِي يُقِرُّهَا الإِسْلامُ وَحِيدًا غَرِيبًا، فَصَدَقَ فِيهِ قَوْلُ حَبِيبِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
 وَعَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105] قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "بَلْ ائْتَمِرُوا بِالمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ المُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ العَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ القَبْضِ عَلَى الجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ. قَالَ: "بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْكُمْ" أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ. صححه احمد شاكر
إِلَى اللهِ نَشْكُو غُرْبَةَ الدِّينِ والْهُدَى 
وَفُقْدَانِهِ مِنْ بَيْنِ مَنْ رَاحَ أَوْ غَدَا 
فَعَادَ غَرِيبًا مِثْلَ مَا كَانَ قَدْ بَدَا 
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ والْهُدَى 
كأني به -صلى الله عليه وسلم- يريد منا أن نعي خطورة، الوضع وأن الرخاء لا يستمر، وأن الدين إن كنا نستمتع به اليوم على هيئته الأولى التي بشر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلن يظل الأمر على ما هو عليه غدا، لن يكون ذلك بالضرورة، فطبيعة الأيام رخاء وشدة، وبسط وقبض، وأمن وخوف.
 وَاعْلَمُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- أَنَّ لِلْفِتَنِ أَشْكَالاً وَأَلْوَانًا.. فَمِنْهَا فِتَنُ الشَّهَوَاتِ كَاللَّهْوِ وَالْغِنَاءِ وَالْمَعَازِفِ، وَالنَّظَرِ إِلَى الْمُحَرَّمِ وَالزِّنَى والمسكرات، وَفِتْنَةِ الْمَالِ وَالْحِرْصِ عَلَيْهِ وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَفِتْنَةِ الْأَوْلاَدِ وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ تَسَاهُلٍ مَعَهُمْ فِي أَوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ، فَهَذِهِ الْفِتَنُ تَتَسَلَّلُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرِ الإِنْسَانُ كَتَسَلُّلِ الْقَطْرِ، فَالْقَابِضُ عَلَى دِينِهِ إِذَا هَجَمَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ إِمَّا أَنْ يَفُكَّ قَبْضَتَهُ عَنْ دِينِهِ فَيَتَنَازَلَ عَنْ مَبَادِئِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا، وَيَتَدَرَّجَ فِي الشُّبُهَاتِ وَالْهَوَى الْوَاحِدَةَ تِلْوَ الْأُخْرَى، إِلَى أَنْ يَنْزَلِقَ فِي الْحَرامِ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ، 
وَإِمَّا أَنْ يَعِزَّ عَلَيْهِ دِينُهُ فَيَصْبِرَ عَلَيْهِ كَمَا صَبَرَ الأَنْبِيَاءُ وأَتْبَاعُهُمْ، وَهَا هُنَا يَكُونُ الابْتِلاَءُ.. كُلُّ هَذِهِ الْفِتَنُ وَغَيْرُهَا كَفِيلَةٌ بَأَنْ تُبْعِدَ الإِنْسَانَ عَنِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، وَعَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَحْذَرَ مِنْهَا وَأَنْ يَدْفَعَهَا بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَنَّ حُطَامَ الدُّنْيَا قَلِيلٌ.
 وَلَوْنٌ آخَرُ مِنْ أَلْوَانِ الْفِتْنَةِ أَلَا وَهُوَ فِتْنَةُ الشُّبُهَاتِ والإِلْحَادِ والتَّشْكِيكِ؛ التَّشْكِيكُ فِي مَبَادِئِنَا وَقِيَمِنَا وَتُرَاثِنَا الدِّينِيِّ والأَخْلَاقِيِّ؛ فَبَيْنَ الْفَيْنَةِ والأُخْرَى يَخْرُجُ عَلَيْنَا مَنْ يَدْعُو إِلَى التَّمَايُعِفِيمَا حَرَّمَ اللهُ، والتَّسَاهُلِ فِيمَا أَوْجَبَ بِحُجَجٍ وَاهِيَةٍ واسْتِدْلالاتٍ سَاقِطَةٍ، مُورِدًا عَلَى ذَلِكَ الشُّبَهَ والأَبَاطِيلَ الَّتِي يُغْنِي بُطْلانُهَا عَنْ إِبْطَالِهَا، مُتَّبِعًا فِي ذَلِكَ طَرِيقَةَ الْيَهُودِ فَإِنَّ هَذَا هُوَ دَأْبُهُمْ، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ﴾، ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾، ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ﴾.
كُلُّ هَذِهِ الأَسْئِلَةِ الَّتِي ظَنُّوهَا تَعْجِيزِيَّةً سَاقُوهَا لِيُسْقِطُوا مِنْ جَنَابِ النُّبُوَّةِ وَيَهْدِمُوا بِنَاءَ الْإِسْلامِ، وَهاهُمْ أَحْفَادُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَأَلْسِنَتِهِمْ؛ فَيَدْعُونَ إِلَى التَّحَرُّرِ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ تَزَنْدُقٌ، وَإِلَى الْحَدَاثَةِ وَهِي فِي الْحَقِيقَةِ عَلْمَانِيَّةٌ مَقِيتَةٌ، وَيَدْعُونَ إِلَى الاِخْتِلاطِ وَنَزِعِ الْحِجَابِ وَسَمَاعِ الْغِنَاءِ، نَاهِيكَ عَمَّنْ يَسْخَرُ مِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ بِحُجَّةِ التَّطَوُّرِ وَالتَّقَدُّمِ وَهَذَا فِي الْحَقِيقَةِ تَقَدُّمٌ إِلَى الْمَهَالِكِ وَالْفَسَادِ... 
وهكذا؛ تتقاطر الشبهات من كل مكان رجاء تبديل الدين وتكييفه من خلال الفضائيات والصحف وبعض المواقع، وسيقوم بعض المنتسبين إلى العلم بتشريع أحكام تخالف ما اجتمع عليه العلماء من سلف الأمة، وهو تكسير بطيء؛ لكنه رتيب، تكسير لكثير من ثوابت الدين ومسلماته.
 تراهم يناقشون الاختلاط بقصد تشريعه وتكريسه، ويناقشون الموسيقى بهذا القصد ايضاً، وأيضا يناقشون بعض أحكام المرأة المسلمة لتعطيلها، كالسفر بلا محرم واسقاطالولاية ، وحدود الحجاب، وخروجها في محافل الرجال ؛ وحذلقة الكلام، وإدخال الفلسفة العقلانية لِلَيِّ أعناق النصوص في هذه المسائل القطعية وأشباهها، وتغيير مفهوم الولاء والبراء وغيرها،. أَلَا فَلْيَتَّقِ اللهَ كُلُّ مُغْرِضٍ وَمُغْرِضَةٍ، وَلْيَعْلَمُوا أَنَّهُمْ فِي الْأُمَّةِ مِعْوَلُ هَدْمٍ لَا بِنَاءٍ، وَمَشْرُوعُ فَسَادٍ لَا نَمَاءٍ، وَطَرِيقُ هَلَكَةٍ لَا نَجَاةٍ..
أيها الإخوة: إن من يقبض بيده على جمرة مشتعلة سيحس بلسع النار في راحته، وهو شعور مؤلم جدا، وسيبادر إلى إلقاء الجمرة بسرعة حتى يسلم من إحراقها، ولن يبقيها في قبضته إلا أن يرى في بقائها منفعة يهون في سبيلها الألم.
 القابض على دينه إذا هجمت عليه الأهواء من كل مكان إما أن يفك قبضته عن دينه فيتنازل عن مبادئه شيئا فشيئا، ويتدرج في الشبهات الواحدة تلو الأخرى، إلى أن ينزلق في الحرامإما أن يكون كذلك، وإما أن يعز عليه دينه فيصبر عليه كما صبر الأنبياء وأتباع الأنبياء، وها هنا يكون الابتلاء ويكون الاجر والثواب وأجر خمسين من الصحابة .
الخطبة الثانية : 
وَجَّهَ عُمَرُ جَيشًا إلى الرُّومِ، فأسَروا عَبدَ اللهِ بنَ حُذافةَ، فذَهَبوا به إلى مَلِكهم، فقالواإنَّ هذا مِن أصحابِ محمَّدٍ. فقال: هل لكَ أنْ تَتنَصَّرَ، وأُعطيَكَ نِصفَ مُلكي؟ قال: لو أعطَيتَني جَميعَ ما تَملِكُ، وجَميعَ مُلكِ العَربِ، ما رجَعتُ عن دِينِ محمَّدٍ طَرفةَ عَينٍ! قالإذَنْ أقتُلُكَ. قال: أنتَ وذاك. فأمَرَ به، فصُلِبَ، وقال للرُّماةِارْموه قَريبًا مِن بَدنِه. وهو يَعرِضُ عليه، ويَأبى، فأنزَلَه، ودَعا بقِدْرٍ، فصَبَّ فيها ماءً حتى احترَقَتْ، ودَعا بأسيرَينِ مِن المُسلمينَ، فأمَرَ بأحدِهما، فأُلقيَ فيها، وهو يَعرِضُ عليه النَّصرانيَّةَ، وهو يَأبى، ثُمَّ بَكى، فقيلَ للمَلِكِ: إنَّه بَكى. فظَنَّ أنَّه قد جزِعَ، فقال: رُدُّوه. ما أبكاكَ؟ قال: قُلتُ: هي نَفْسٌ واحدةٌ تُلقى السَّاعةَ فتَذهَبُ، فكنتُ أشتَهي أنْ يَكونَ بعَددِ شَعري أنفُسٌ تُلقى في النَّارِ في اللهِ. فقال له الطَّاغيةُ: هل لك أنْ تُقبِّلَ رَأْسي، وأُخلِّيَ عنكَ؟ فقال له عَبدُ اللهِ: وعن جَميعِ الأُسارى؟ قال: نعمْ. فقَبَّلَ رَأْسَه، وقدِمَ بالأُسارى على عُمَرَ، فأخبَرَه خَبرَه. فقال عُمَرُحَقٌّ على كلِّ مُسلمٍ أنْ يُقبِّلَ رَأْسَ ابنِ حُذافةَ، وأنا أبدَأُ. فقَبَّلَ رَأْسَه. الراوي : أبو رافع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم: 1/14 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد 
عِبَادَ اللهِ... فِي هَذَا الزِّحَامِ يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِدِينِهِ، وَلا تَغُرُّهُ مُخَالَفَةُ الْمُخَالِفِ، وَلا يُحْزِنُهُ تَشْنِيعُ الْجَاهِلِ؛ وَصَدَقَ ابْنُ الْقَيِّمِ حِينَ قَالَ: "فَإِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قَدْ رَزَقَهُ اللَّهُ بَصِيرَةً فِي دِينِهِ، وَأَرَاهُ مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ وَتَنَكُّبِهِمْ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْلُكَ هَذَا الصِّرَاطَ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى قَدْحِ الْجُهَّالِ فِيهِ، وَطَعْنِهِمْ عَلَيْهِ، وَإِزْرَائِهِمْ بِهِ وَتَنْفِيرِ النَّاسِ عَنْهُ وَتَحْذِيرِهِمْ مِنْهُ، كَمَا كَانَ سَلَفُهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ يَفْعَلُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ غَرِيبٌ فِي دِينِهِ لِفَسَادِ أَدْيَانِهِمْ، غَرِيبٌ فِي تَمَسُّكِهِ بِالسُّنَّةِ لِتَمَسُّكِهِمْ بِالْبِدَعِ، غَرِيبٌ فِي اعْتِقَادِهِ لِفَسَادِ عَقَائِدِهِمْ، غَرِيبٌ فِي طَرِيقِهِ لِضَلَالِ وَفَسَادِ طُرُقِهِمْ، لَا يَجِدُ مِنَ الْعَامَّةِ مُسَاعِدًا وَلَا مُعِينًا فَهُوَ عَالِمٌ بَيْنَ جُهَّالٍ، صَاحِبُ سُنَّةٍ بَيْنَ أَهْلِ بِدَعٍ، دَاعٍ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَيْنَ دُعَاةٍ إِلَى الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ..  آمِرٌ بِالْمَعْرُوفِ نَاهٍ عَنِ الْمُنْكَرِ بَيْنَ قَوْمٍ الْمَعْرُوفُ لَدَيْهِمْ مُنْكَرٌ وَالْمُنْكَرُ مَعْرُوفٌ، أَسْمَعَ وَاللَّهِ لَوْ صَادَفَ آذَانًا وَاعِيَةً، وَبَصَّرَ لَوْ صَادَفَ قُلُوبًا مِنَ الْفَسَادِ خَالِيَةً".
  أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ... لَا نَجَاةَ لِلْعَبْدِ مِنَ الْفِتَنِ صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا إلَّا بِالاِمْتِثَالِ لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، وَالْأَخْذِ بِمَا أَمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ.. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَتَوَاصَى فِيمَا بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَأَنْ نَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَنْ نَرْضَى بِذَلِكَ بِقُلُوبِنَا، فَإِنَّنَا -يَا عِبَادَ اللَّهِ- رُكَّابُ سَفِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَنَحْنُ قَدْ فُضِّلْنَا عَلَى الْأُمَمِ بِالْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، 
 وَإِذَا فَقَدَتِ الأُمَّةُ التَّوَاصِيَ بِالْحَقِّ والرِّضَا بِهِ والْحَثَّ عَلَيْهِ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُحَتَّمُ، والْهَلَاكُ الْمُنْتَظَرُ؛ قَالَ رَبُّكُمْ سُبْحَانَهُ ﴿ وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].
 فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللَّهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَأَنْ نَجْعَلَ التَّوَاصِيَ بِالْحَقِّ وَالصَّبْرَ عَلَيْهِ شِعَارَنَا فِي الْحَيَاةِ، وَزَادَنَا بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَحُجَّتَنَا عِنْدَ السُّؤَالِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ.
فلْنُدْمِن الدعاء بالثبات، الثبات على الحق، كما كان -صلى الله عليه وسلميفعل؛ فقد صح في ابن خزيمة  وغيره أن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر في دعائه: "اللهم يا مقلِّب القلوب؛ ثبِّتْ قلبي على دينك". فقلت: يا رسول الله، وإن القلوبَ لتتقلَّب؟. قال: "نعم، ما مِن خَلْقٍ لله من بني أدم إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه".
رمضان والثبات على العمل الصالح وترك القنوات والملهيات وما يجرح الصيام والقبض على العمل الصالح  

الخميس، 25 أبريل 2019

أهمية استقبال رمضان

أهمية استقبال رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. ياأيها الناس اتقوا ربكم  حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون …


أما بعد:أيها المؤمنون: إن الله -جل وعلا- يمن على عباده بمواسم خير وبركة، يضاعف فيها الحسنات، ويكفر فيها السيئات، وتتنزل فيه الرحمات، وما ذاك إلا نزر يسير من بركاته، فنعمه جل وعلا على خلقه تعد ولا تحصى.فإنه سبحانه هو الجواد الكريم.

وإن من مواسم الخيرات التي تمر بعباد الله، موسماً عظيماً لا يستقبله المسلم لوحده، بل تستقبله الأمة الإسلامية بأسرها.

يدخل هذا الموسم المبارك على الناس وقد أثقلتهم الذنوب، وأنهكتهم العيوب، وأصبحوا على شفا هلكة، فيحط -بإذن ربه- أثقالهم، ويستر عيوبهم، ويباعد بهم عن مواطن الهلاك.

 عباد الله: إن أمثال هذه المواسم يجب أن تعد لها العدة، وأن يتأهب لها المسلم بما استطاع من زاد الآخرة.

لقد كان سلف هذه الأمة يستقبلون شهر رمضان بالتوبة النصوح، والإقلاع عن الذنوب، وترويض النفس على الطاعة، حتى إذا دخل رمضان إذا بهم يملكون بين جنوبهم نفوساً طيبة، مقبلة على الطاعة، كارهة للمعصية، منيبة إلى ربها، فيسهل عليها أن تخشع مع الخاشعين، وتذكر مع الذاكرين، وتركع مع الراكعين ، فلا حض للهوى في عملها؛ لأنها عرفت طريق الطاعة، فهي على درب الخير تسير,وهذا عكس ما نحن عليه الآن إلا من رحم ربي، فالنفوس على المعاصي مطبوعة، وسيماها الإعراض عن الطاعة، فإذا دخل شهر رمضان إذا بأصحاب هذه النفوس يحملون بين جنوبهم عدواً لهم، يهرب من الطاعة، ويغرق في المعصية، يصعب عليها أن تتوب، يصعب عليها أن تخشع مع الخاشعين، أو تركع مع الراكعين، أو حتى تذكر مع الذاكرين.

أيها المؤمنون: إن النفس تحتاج إلى وقت للترويض، فبادرها بذلك قبل هذا الموسم العظيم.

فيا من يشكوا من قحوط دمعه، وخشوع قلبه في رمضان، عليك بالإقبال على ربك، والإكثار من الطاعات، وهجران المعصية من الآن

.يا من تصعب عليه قراءة القرآن، والخلوة لذكر الرحمن، عود نفسك من الآن، فإن الفرصة ممكنة، والزمن يسير

.يا من فرط في رمضان الماضي ها قد أقبلت فرصة أخرى، فإياك والتسويف. ولنعلم جميعاً أن لنا رباً غفوراً رحيما، يفرح بتوبة عبده، إذا تاب وأناب ورجع إليه، أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة؛ فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح”.

عباد الله: فلنرجع جميعاً إلى ربنا، ولنجعل هذا الشهر المبارك شهر توبة وإنابة، وإخلاص لله -تعالى-.وعلينا جميعاً أن نضمر النية الصالحة للأعمال الصالحة في هذا الشهر، فإن بعض المسلمين تكون نيته خيراً من عمله، فمن أضمر نية صالحة لهذا الشهر، ينوي فيها أن يعمل العمل الصالح، ويتوب من جميع الذنوب، فمن فعل ذلك بنية صالحة، فإنه على خير عظيم، ولو أدركه أجله قبل رمضان، فإنه يرجى له ثواب ذلك، والله ذو الفضل العظيم.

وأما المسوف، فإنه قد يحرم بلوغ الشهر فيجتمع له حرمان الشهر؛ وحرمان النية الصالحة

.أعاذنا الله وإياكم من الخذلان ، اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه الأعمال الصالحة، يا أرحم الراحمين. أقول قولي هذا ……..

                                        الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الأخيار الأبرار: إن إدراك رمضان نعمة عظيمة، وهبة جسيمة، يهبها الله لمن شاء من عباده بتقدير امتداد أجله إلى ذلك. فعلى من أدرك هذا الموسم العظيم أن يقدر هذه النعمة، ويسعى جاهداً لإتمامها بالمغفرة، والعتق من النار. قال عبد العزيز بن مروان -رحمه الله-: “كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهم أظلنا شهر رمضان، وحضر، فسلمه لنا وسلمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، ورازقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط، وأعذنا فيه من الفتن”. وقال معلى بن الفضل: “كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم”.وقال يحيى بن أبي كثير -رحمه الله-: “كان من دعائهم: “اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا”.أيها المسلمون: يجب على كل من كان عليه قضاء من شهر رمضان الماضي، أن يقضي ما عليه قبل أن يدخل عليه رمضان الآتي، ويحرم عليه تأخيره، فمن أخره بلا عذر وجب عليه القضاء والكفارة، كما أننا في أيام هي أيام كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يصومها أو يصوم أغلبها ، ألا وهي: أيام شهر شعبان ، إلا أنه لا يجوز أن يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا لمن كانت له عادة كصوم يوم وفطر يوم، أو صوم الاثنين والخميس، ونحو ذلك، أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تقدموا شهر رمضان بصوم قبله بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوماً فليصمه”.كما أنه لا يجوز صيام يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان، فمن صامه فقد عصى الله ورسوله “سواء كان يوم غيم أو كانت السماء صحواً” ، بل يجب إكمال الشهر، حتى يرى الهلال، أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين”.

وينبغي للناس أن يتراءوا الهلال، فإنه من باب التعاون على البر والتقوى، فمن رأى الهلال فليخبر به القاضي ونحوه.ولا يجوز الاعتماد على الحساب في معرفة دخول الشهر، بل لا يصوم الناس حتى يروا الهلال، ولا يفطروا حتى يرونه كذلك ، ومن سمعه من الإذاعة السعودية، فعليه الصيام إذا تحقق أنها أعلنت ثبوت الشهر.

كما يجب على المسلمين: أن يمسكوا عن ابتداء الإشاعات أو بثها، من التشكيك في دخول الشهر، كما هي عادة بعض الناس هداهم الله ، أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون” قال الترمذي -رحمه الله-: “فسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: “إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة، وعظم الناس”.

 اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام على الوجه الذي يرضيك عنا.

السبت، 20 أبريل 2019

العفة ( درس قيمي أخلاقي سلوكي)

العفة :
(( يقدم كدرس قيمي سلوكي أخلاقي أو ممكن الاستفادة من موضوعاته كإضافة لخطبة العفة )) 

اولاً: العفة كقيمة تربوية :
القيم التربوية الإسلامية، يطبعها التوازن والشمول، والحركية والإيجابية، وما ذاك إلا بفضل ارتباطها القوي بالفطرة،
العفة خلق إيماني رفيع،
العفة صبر وجهاد واحتساب،
العفة قوة وتحمل وإرادة،
العفة صون للأسرة المسلمة من الأهواء والانحرافات والشذوذ،
العفة دعوة إلى البعد عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء،
العفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية، 
العفة إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات، حقاً.. 
إنها عفة الإسلام، التي تضبط سلوكيات الآدميين عن الانحراف إلى مهاوي الرذيلة والانحطاط، وتحفظ إراداتهم وشهواتهم عن الانخراط في الزلل وعدم الانضباط.

العفة مقام تربوي ، يعكس مقام العبودية لله ، قد افلح من زكاها وخاب من دساها ، صناعة العفة في المجتمع تتطلب تكريم بني آدم ، التدسيه تخالف التكريم  
العفة : تربيه عقديه 
العفة  : تربيه ثقافية ، حتى تصبح العفة ثقافة مجتمع من خلال مؤسسات المجتمع وعنوان حضارة الاسلام
العفة : جزء لا يتجزأ من بناء الامة الاسلامية ، لانها الامة الشاهدة على الناس ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) ، وهذا لايمكن الاّ ان يكون المجتمع الاسلامي مجتمع يمثل نموذجاً للاخرين ، الضابط لغرائزه جميعاً 

وأفضلُ ما يحفظُ العفّةَ - بإذنِ الله سبحانَه -: هو خيرُ ما أُلقِيَ في الضّمائر، وخيرُ ما يَقِي من الشرورِ والمخاطر: يقينٌ بالله وتقواه، وأن يطلبَ المسلمُ مقامَ الإحسان، فيعبدَ اللهَ كأنَّهُ يراه؛ فإن لم يكنْ يراه؛ فإن الله تعالى يراه، فهذا هو ما يغرسُ في المسلمِ شجرةَ المراقبة، ليستظلَّ بثمرِها حيثُمَا حلّ وأيانَ كان، يُعَظِّمُ الرقيبَ الأكبرَ على الرقيبِ من البشر.









مجالات العفة : 

العفة عن المال الحرام :



حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: ( افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلا فِضَّةً، إِنَّما غَنِمْنا الْبَقَرَ وَالإِبِلَ وَالْمَتاعَ وَالْحَوائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلى وادي الْقُرى وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقالُ لَهُ مِدْعَمٌ، أَهْداهُ لَهُ أَحَدُ بَني الضِّبابِ؛ فَبَيْنَما هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جاءَهُ سَهْمٌ عائِرٌ حَتّى أَصابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فَقالَ النَّاسُ: هَنيئًا لَهُ الشَّهادَةُ 
فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَلى وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتي أَصابَها يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغانِمِ لَمْ تُصِبْها الْمَقاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نارًا فَجاءَ رَجُلٌ، حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِشِراكٍ أَوْ بِشِراكَيْنِ، فَقالَ: هذا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: شِراكٌ أَوْ شِرَاكانِ مِنْ نارٍ)
وعن عبد الله بن عمرو قال((كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: كَرْكرة، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو في النار فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءة قد غلّها)) رواه البخاري

عفة اللسان : 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَعَّانِ وَلَا الَلَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ ) .
رواه الترمذي ( 1977 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار. قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قالهي في الجنة.

اللسان العفيف لا يشهر بالغير، ولا يتحدث عن عورته أمام الاخرين.
اللسان العفيف لا يستخدم ألفاظًا معيبة.
اللسان العفيف لا يتلفظ بألفاظ جنسية بذيئة.
اللسان العفيف لا يذكر قصصًا أو فكاهات جنسية، مخلة بالأدب

بَذاءة اللسان ضُعف في الإِيمان:
لاشك أن بذاءة اللسان دليل ضعف الإيمان وقلة الدين، وأن بذاءة اللسان دليل خبث الطوية، وأن بذاءة اللسان يسبب قلة الأصحاب، وبعد الأهل والأحباب، ويحتاج صاحب اللسان البذيء إلى أن يعتذر كثيراً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«إيَّاكَ وما يُعتَذَرُ مِنهُ». صحيح للألباني، بصحيح الجامع)

بذاءة اللسان تؤدي إلى الهوان على الناس ، بذاءة اللسان دليل قلة الحياء ، بذاءة اللسان تؤدي إلى الفحش والفاحشة في المجتمع وبين الناس

طيب الكلام يورثكِ الجنة:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظاهِرُها من باطِنِها ، و باطِنُها من ظاهِرِها ، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَنْ أطعمَ الطعامَ ، و ألانَ الكلامَ ، و تابعَ الصِّيامَ ، و صلَّى بِالليلِ ، و الناسُ نِيامٌ».حسن للألباني، بصحيح 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمأطِب الكلام، وأفشِ السلام، وصِل الأرحام، وصلِّ بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام ».صحيح للألباني، بصحيح الجامع)

قال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما كان يظنُّ أن تبلغ ما بلغت، يكتُبُ الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظنُّ أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه». حسن للألباني، بصحيح الترغيب)

وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلتُ:« يا رسول الله! حدِّثني بأمرٍ أعتصم به؛ قال: "قل: ربي الله ثم استقم". قلت: يا رسول الله! ما أخوفُ ما تخاف عليَّ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: "هذا"». صحيح الترمذي)

قل خَيراً أو اصْمت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»«عليك بُحسن الخلُق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمَّل الخلائق بمثلهما». حسن للألباني، بصحيح الجامع)

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أي المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»  (صحيح- مسند أحمد-).

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ».





أثر الاعلام على الاطفال في جانب خلق العفة : 

إذا جلس الطفل أمام شاشة التلفاز فإنه يعيش لحظات ممتعة بالنسبة له ، وأقوى تعليم ورسوخاً في ذهن الطفل هو : التعليم عبر الترفيه والشاشة الصغيرة أجادت ذلك وتفننت فيه ، فكيف كان الأثر ؟
في إحصاء عن الأفلام التي تُعرض على الأطفال عالمياً , وُجد أن :
29.6% منها يتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
27.4% منها يعالج الجريمة والعنف والمعارك والقتال الضاري .
15% منها يدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري المكشوف .
 وهنا انقل مقولة مهمة للطبيب النفسي (فريدريك ورثام) حيث يقول : " إن الأطفال في سن الحادية العشرة يتأثرون بالعنف والجنس ، ويحيون حياة أشبه بأحلام اليقظة ويمارسون العادة السرية , ويربطون بين القسوة والعنف والجنس " .

دعونا نقترب لأطفالنا أكثر ونحرص أن نشاهد ما يشاهدونه أيضاً ولكن ننظر إليه بعين البصير الناقد ، وحقيقة هذا ما قام به مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية الأستاذ / عبد المنعم الأشنيهي ، في دراسة خطيرة  تناولت أثر البرامج التليفزيونية الموجهة لأطفالنا ، تم رصد إحدى القنوات العربية المتخصصة في الأطفال لمدة أسبوع واحد فقط فكانت النتائج التالية :
فقد قام الأشنيهي في دراسته بتحليل مضمون ما تبثه 

قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية ، تم اختيارها عشوائيًا في ما بثته 

خلال أسبوع من برامج أطفال مستوردة من الغرب ، 

أكد أنها عرضت أكثر من 300 جريمة قتل بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف ، وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن :


 30% منها تتناول موضوعات جنسية ، 

و27% تعالج الجريمة ، 

و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني .

قد يقول البعض ولكنها لن تؤثر على سلوك أطفالنا وإنما هي للترفيه فقط ؟
الطفل – كما هو معلوم – لا يملك رقابة ذاتية من وعيه وإدراكه وشعوره ؛ لأنه في طور تكوين فكرة عن الحياة , وعمره لا يسمح له – إلا في حدود يسيرة – التمييز بين الغث والسمين , والطيب والخبيث , والقبيح والجميل .
يضاف إلى ذلك أن مؤثرات الصوت والصورة والحركة التي يراها الطفل أمامه في الرسوم المتحركة تشده وتنقله إلى عالم آخر غير واقعي , فتراه متسمراً أمام التلفاز يتابع الأحداث بكل اهتمام وانتباه , ويكاد نفسه ينقطع إذا ما تأزّم الموقف , ثم تنطلق صيحاته وتتحرك يداه بعنف وعفوية عند أي موقف مثير , ناسياً ما حوله ومن حوله .

هذا بخلاف العاب البلايستيشن واثرها السلبي في هذا الجانب 
تربية الابناء على العفة :
للابويين دور كبير في تربية أبنائهم على العفة و تعويدهم منذ نعومة أظفارهم على خلق الحياء و العفاف متحلين بالصبر و محتسبين للأجر
التربية الإيمانية :
أعظم عاصم من المعاصي و أعظم رادع عن المحرمات هو الإيمان بالله و استشعار مراقبة الله للعبد في جميع أحواله .
فالتربية الإيمانية غايتها عقد الصلة الدائمة بين المرء و ربه تحقيقاً للاستقامة في جميع جوانب حياته ، كما أن شعور الفرد بأن الله قريب منه يسمعه و يراه و يحصي سيئاته و حسناته فيبعث في نفسه الرهبة و الرغبة و الاطمئنان .
فعلى الأم تربية أبنائها على حب الله و الخوف منه و الحياء و تذكيرهم بالآخرة .

المواظبة على أداء الفرائض و التقرب بالنوافل : 
إذ أن أداء الفرائض الواجبة و التقرب إلى الله بأداء النوافل المستحبة من صلاة و صيام و صدقة و عمرة والربط بالقرآن الكريم تلاوة و عملاً مما يزكي النفس ، و يطهرها ، و ينمي التقوى ، و يقوي المسؤولية ، و بها ينال المرء شرف محبة الله له ، والذي يحبه الله تكفل بحفظ سمعه و بصره ويده و رجله و ذلك مصداقاً للحديث القدسي " ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى ّ مما افترضت عليه . و ما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري .

 
التربية على الأخلاق الفاضلة :
و قد عني الإسلام بالأخلاق الفاضلة المستمدة من القرآن الكريم و السنة النبوية .
عناية كبيرة فجعلها قرينة للإيمان و دليلاً عليه و سبباً من أسبابه و باعثاً من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " صحيح الجامع الصغير..بواعثه قال 
و العفة من مكارم الأخلاق و عند التأمل فيها نجد أنها دليل على مجموعة من الأخلاق منها الصبر و الحياء . فعلى قدر ما عند الفرد من صبر تكون العفة ، بالصبر يستطيع أن يضبط نفسه و يتحكم فيها و لا يتبع هواه و شهواته .
و الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب القبائح و المنكرات و يردعه عن الفواحش . قال صلى الله عليه و سلم " الحياء لا يأتي إلا بخير " . قال الألباني : صحيح .

فيببن الوالدين :أن الله يمنح العفة من طلبها منه و درب نفسه عليها حتى تصبح خلقاً له ، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : و من يستعفف يعفه الله ، و من يستغن يغنه الله ) أي من يطلب العفاف يعطيه الله إياه . و زاد مسلم : ( و من يصبر يصبره الله ) .

فعلى الأم تربية الأبناء على كل خلق فاضل ، لأن الالتزام بحسن الخلق من الواجبات و ذلك منذ الصغر ، فتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر لذا ينبغي استغلال فترة الطفولة في توجيه الأبناء نحو الخير و تركيز المعاني الحسنة في نفوسهم و عقولهم لأن له الأثر الأكبر بعد توفيق الله في استقامة الأبناء و صلاحهم عند كبرهم

تربية الأبناء على الآداب و العادات السليمة .
من التربية على العفاف تعويد الأبناء آداب الاستئذان و اللباس و الزينة ، فينبغي تعويد الأبناء عدم الدخول على الوالدين أو على الإخوة و الأخوات بدون استئذان ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ } (58) سورة النــور .
إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " صححه الألباني و قال رسول الله

و الاستئذان حتى لا يقع البصر على عورة أو هيئة يكره الشخص أن يُرى عليها . 
و من الآداب التي ينبغي تربية الأبناء عليها آداب اللباس و ستر العورة .
من تمام التنعم بزينة الله عز وجل التي و هبها لعباده التحلي باللباس و ستر العورة عن أعين الناس . و في هذا يقول الله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف .
فينبغي عدم التهاون بظهور عورات الأبناء مع بعضهم البعض حتى و إن كانوا إخوة , و عدم التهاون بالنظر إلى عورة الطفل الصغير حتى و إن كان لا يدرك فينبغي عدم تغيير ملابسه أو تنظيفه أمام إخوته .
و كذلك تعويد الأبناء سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً اللبس الساتر المحتشم

التربية على علو الهمة و سمو الاهتمامات :
ينبغي على الأم أن تكون عالية الهمة و تربي أبناءها على ذلك ، فكلما علت همة الإنسان كانت مطالبه أسمى و صغرت مطالب الدنيا في عينه ، لذا فهو لا يدنس نفسه بالدناءات و محقرات الأمور و لا يبذل رأس مال حياته من جهد و طاقة و عمر فيما لا جدوى منه أو فيه مضرة له أو لغيره.
علو الهمة يبعد صاحبه عن المعاصي و الآثام و يدفع صاحبه لمجاهدة نفسه عن شهواتها ، الهمة العالية تدفع للمسارعة في مجال الطاعات طمعاً بالمراتب العالية في الجنة لذا ينبغي تعويد الأبناء على أن تكون أفكارهم و تطلعاتهم و طموحاتهم عالية ، فلا تقتصر على اتباع الشهوات و الرغبات و تتبع الموضات و الشكل الخارجي و الملابس و الترفية
 
الاحتواء العاطفي :
مما يعين على العفاف الاحتواء العاطفي للأبناء و إشباع حاجتهم من الحب و الاهتمام . و تعويدهم سماع الكلمات التي تدل على الحب من الوالدين حتى لا يبحثوا عنها خارج المنزل و يكون ذلك بكثرة الجلوس معهم و استثمار ذلك في التربية و التوجيه و استغلال الفرص و المناسبات و المواقف .
الصحبة الصالحة :
توجيه الأبناء منذ الصغر لكيفية اختيار الأصحاب و ملاحظة أصدقائهم و من يجالسون و رواه في ذلك يقول الرسول   الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " الترمذي ، و قال الألباني : حسن .

ــ القدوة الحسنة :
الأم و الأب هما القدوة للأبناء و لكن تأثير الأم أكبر لذا من المهم أن تكون الأم قدوة صالحة لأبنائها فإذا رأوا منها العفاف في المطعم و المشرب والملبس و الحديث و السلوك فإن من الطبيعي أن يستقوا العفاف منها سلوكاً و منهاجاً قبل أن يتلقوه منها حديثاً .

ــ ضرب الأمثلة و سرد القصص :
و هي من الأساليب التربوية التي اعتمدها القرآن الكريم و انتهجها الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه ، فكثيراً ما يضرب الأمثله ليقربها للأذهان .
كما جاء في القرآن الكريم القصص الذي يعزز القيم الإسلامية و الأخلاق الفاضلة . مثل قصة يوسف عليه السلام و تعففه عن الحرام مع وجود دواعيه و قصة موسى عليه السلام مع المرأتين العفيفتين .
6