إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 3 مايو 2015

خطبة واعظ الصيف

خطبة واعظ الصيف
أيها المؤمنون .. نعيش هذه الأيام موعظةً بليغة ودروسًا عظيمة، يشهدها الأعمى والبصير، ويدركها الأصم والسميع، لكنها لا تُؤتي أُكلها إلاّ حين تصادف من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.
نعيش هذه الأيام مع واعظ الصيف، فهل أصغت قلوبنا لموعظته؟! وهل وعينا درسه؟! هلمّ فلنقف قليلاً مع الصيف وما يحمل من عبر.

مَن مِنا الذي لم يؤذه حر الصيف، ولا لفحُ سمومِه؟!، فمن أين يأتينا هذاالحر؟
روى الشيخان وغيرهما أن النبي (عليه الصلاة والسلام )قال: ((إذا اشتد الحرفأبردوا بالصلاة ـ أي: أخروها حتى يبرد الجوّ ـ، فإن شدة الحرمن فيح جهنم))،
 وعند ابن ماجه بإسناد صحيح قال (عليه الصلاة والسلام ) : ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نَفَسين: نَفَسٌ في الشتاء، ونَفَسٌ في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها)).

أيها الأحبة، إنّ شدة الحر التي يجدها من وقف حاسر الرأس حافي القدمين في حرِّ الظهيرة ما هي إلاّ نَفَسٌ من فيح جهنم، نعوذ بالله منها ومن حرها، وقد كان من دعائه  (عليه الصلاة والسلام ): ((اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، ومن فتنة الدجال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن حرِّ جهنم)) رواه النسائي بإسناد صحيح.

في الصحيحين من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه ) أن رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) قال: ((ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم))، قالوا: والله إن كانت لكافية! قال: ((إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا كلهن مثل حرها)).
فحقٌ على العاقل أن يسأل نفسه وهو يتقي حرّ الدنيا: ماذا أعدّ لحرِّ الآخرة ونارها؟

يا من لا يصبر على وقفة يسيرة في حرِّ الظهيرة، كيف بك إذا دنت الشمس من رؤوس الخلق، وطال وقوفهم، وعظم كربهم، واشتد زحامهم؟!

 روى الإمام مسلم عن المقداد بن الأسود (رضي الله عنه ) قال: سمعت رسول الله (عليه الصلاة والسلام )يقول: ((تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا))، قال: وأشار رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) بيده إلى فيه.

تلكم نارُ الآخرة، وذاك حرُّ الموقف، فأين المتقون؟!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].
اللهم إن أجسادنا لا تقوى على النار، فأجرنا منها يا رحيم.

رأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فأبكاه حال الإنسان يألف النعيم والبهجة، حتى إذا وُسِّد قبره فارقهما إلى التراب والوحشة، وأنشد:

من كان حين تُصيبُ الشمسُ جبهته 
أو الغبارُ يخافُ الشَيـنَ والشَعثـا
ويألفُ الظـــلَّ كي تبقى بشاشته 
فسوفَ يسكنُ يومـًا راغمًا جدثًا
في ظــــل مَقْفَرَةٍ غبراءَ مظلمةٍ 
يُطيلُ تحت الثرى في غمها اللبثـا
تجهـزي بجَهَــازٍ تبلُغيـن بــه 
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثـا

أيها المؤمنون، لئن كنا نتقي الحرَّ بأجهزة التكييف والماء البارد والسفر إلى المصائف، وكل هذه نعمٌ تستوجب الشكر، فهل تأملنا وتفكرنا كيف نتقي حرَّ جهنم؟ كيف ندفع لفحها وسمومها عن أجسادنا الضعيفة ووجوهنا المنعمة؟.
      تفر من الهجير وتتقيه        فهلا من جهنم قد فررتا
     ولستَ تطيق أهونها عذابا*ولو كنت الحديد بِها لذبتا
     ولا تنكر فإن الأمر جد*وليس كما حسبتَ ولا ظننتا.
يقول(عليه الصلاة والسلام ): ((من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حرَّ جهنم عن وجهه سبعين خريفًا)) رواه النسائي بإسناد صحيح.

صيام الهواجر ومكابدة الجوع والعطش في يوم شديدٍ حرُّه بعيدٍ ما بين طرفيه، ذاك دأب الصالحين وسنة السابقين.
يقول أبو الدرداء(رضي الله عنه ): (صوموا يومًا شديدًا حره ، لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور).
أيها المؤمنون، إن من أعظم ما يُدفع به العذاب وتُتقى به النار الاستكثار من الحسنات والتخفف من السيئات، فذاك هو الزاد، وتلك هي الجُنّة، واللهِ لَلَّه أرحم بنا من أمهاتنا، ولكنه يريد التائب المقبل المنيب.


عن أبي الدرداء  (رضي الله عنه )قال: لقد رأيتنا مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) في بعض أسفاره، في اليوم الحار الشديدالحر ، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدةالحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) وعبد الله بن رواحة. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
خرج ابن عمر  ( رضي الله عنه )في سفر معه بعض أصحابه، فوضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعٍ، فدعوه إلى أن يأكل معهم، فقال: إني صائم، فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟! فقال: أُبادر أيامي هذه الخالية.
فهلم ـ عباد الله ـ نبادر أيامنا الخالية، حتى تلتذ أسماعنا، وما ألذه من مقال، يوم يُقال: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) [الحاقة:24].

لما مرض معاذ بن جبل  (رضي الله عنه )مَرَضَ وفاته قال في الليلة التي تُوفي فيها: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت، حبيبًا جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الليل ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَقِ الذكر.
هنيئًا لك ـ يا معاذ ـ أن يكون هذا أسفك على الدنيا، وهذا حزنك على فراقها.

أيها المؤمنون .. وإذا تذكرنا حر يوم النشور ، فلا ننسى فضل الصدقة ، وظلها الوارف لأصحابها في ذلك اليوم العظيم الذي تدنو فيه الشمس من الخلائق .

فقد روى الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في وصححه الألباني عن عقبة بن عامر  (رضي الله عنه ) أن النبي  (عليه الصلاة والسلام )  قال: كل إمرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال حتى يحكم بين الناس .
قال يزيد بن أبي حبيب: فكان أبو الخير مرثد بن أبي عبدالله –الراوي عن عقبة- لا يخطئه يوم لا يتصدق منه بشيء ولو كعكة ولو بصلة .

وفي رواية لابن خزيمة أن مرثد كان أول أهل مصر يروح إلى المسجد ، قال يزيد : وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة ، إما فلوس ، وإما خبز ، وإما قمح ، قال: حتى ربما رأيت البصل يحمله . قال: فأقول يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك . فيقول: يا ابن أبي حبيب ، أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره ، إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله  (عليه الصلاة والسلام )  أن رسول الله (عليه الصلاة والسلام )  قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته.
ألا فلنغتنم صيفنا بالطاعات، ولنستزد فيه من الحسنات، فالأجر يعظُم مع المشقة، وعند الصباح يحمد القوم السُرى. حذار حذار أن تُقعدنا عن المبادرة إلى الخير، نفوسٌ تعاف الحرَّ، وتحبُ الراحة، فنندم يوم لا ينفع الندم .

في غزوة تبوك ابتلي الناس بالخروج للجهاد، في زمن عُسرة وشدة من الحرِّ وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، فخرج المؤمنون الصادقون، وقعد الذين في قلوبهم مرض، (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ).

قال الله تعالى فيهم: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ،،،فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .

لقد كانت قلوب السلف الصالح حية.فكل ما يرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه، ويقولون لأهل الجنة {أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ} ومن ذلك: أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم، ويقال لهم: خلود فلا موت، فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادة.ومن ذلك أيضاً: أن بعض الصالحين صبّ على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر، فبكى وقال: ذكرت قوله{يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم. وما أعظم اعتبارهم!

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ...
أما بعد .. يقف بنا واعظ الصيف في موعظته مع ذلك الخلق العجيب وتلك الآية العظيمة . الشمس بحجمها الهائل وحرارتها المحرقة ولهبها المتوهج تسجد بين يدي ربها مذعنة ذليلة، فقد روى البخاري عنأبي ذر  (رضي الله عنه )قال: كنت مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) في المسجد حين غربت الشمس فقال: ((يا أبا ذر، أتدري أين تذهب الشمس؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها، فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها، ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)).
لقد استجاب الكون كله لله، الأرض والسماء، النجوم والأشجار، الجبال والبحار، الزروع والأنهار، الكل لبّى مطيعًا مذعنًا خاشعًا خائفًا مسبحًا لله .

 ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) 

سبحان الله .. كل أجزاء الكون تُعلن الوحدانية لمن خلقها، وتدين بالطاعة لمن فطرها، فلماذا يتلكأ الإنسان عن الاستجابة؟! لماذا يتمرد وهو المخلوق الضعيف، فيعصي العظيم الجليل سبحانه .

ومع حر الصيف يعاني الفقراء والمساكين معاناة عظيمة وأنت يا عبد الله تنعم بالهواء البارد في بيتك ومكتبك وسيارتك، يعيش بعض جيرانك أو القريبون منك تحت سموم الحر والفواتير الحمراء تلوح في أيديهم ليس لهم إلا الله -عز وجل- فكيف يهنأ المسلم برغد العيش وكثير من إخوانه على هذه الحال.
ولعل مما ندفع به سخط الله عنا أن نكثر من الصدقة لهؤلاء الفقراء، وعلى جميع المسلمين أن يتقوا الله تعالى في إخراج الزكاة فمن الملاحظ أن بعض التجار يفرطون في إخراج الزكاة إما بمنعها بالكلية أو بمنع بعضها أو بالتحايل في دفعها وهذا مع كونه ذنباً عظيماً يوجب غضب الله فإن الذي يذوق مرارته هم إخواننا المحتاجون الذين ابتلاهم الله بالفقر لاسيما الأيتام والأرامل وأصحاب الأعذار.

عباد الله: تصوروا لو انقطع الكهرباء في هذه الأجواء، وفي مثل هذه الأيام التي يصل فيها درجة الحرارة الخمسين، فهل أدركنا نعمة الكهرباء أولاً؟! ثم إن الأصوات التي تدعوا إلى الاقتصاد في الكهرباء أصوات ناصحة ولها مدخل شرعي؛ لأن الإسراف مذموم، ولكن اعلموا يا رعاكم الله أن خير ما تحفظ به نعمة الكهرباء إنما هو طاعة الله و الكف عن معصيته.
فهل من شكر نعمة الكهرباء أن تستخدمها في الحرام؟! هل من شكر نعمة الكهرباء أن نسخِّر هذه النعمة في معصيته؟! وكيف يشكر النعمة مسلم جلس في غرفة مكيفة ينظر إلى محرم ويستمع إلى الحرام ويلوك بلسانه الحرام! -نسأل الله الهداية للجميع-.

اعلموا أن الحر الذي نعاني منه اليوم مهما طالت أيامه فله غاية وأمد وبعد الحر الشديد ‏يأتي جو بارد طيب بإذن الله  وهكذا حال الدنيا بين حر وبرد , وغنى وفقر , وقوة ‏وضعف , وعز وذل , وصحة ومرض , وحياة وموت , وضيق وفرج , ‏لا تدوم على حال واحد.‏
أيها المسلمون :‏
اعلموا أن الحر لا يمنع الإنسان من أداء عباداته فالصائم في ‏صيامه والمصلي في صلاته والذاكر في ذكره والحافظ في حفظه , ‏والمتعلم في تعليمه. واعلموا أن الصيام في الصيف الشديد يزداد أجره ‏ويعظم ثوابه.بل يباعد الله  به وجهك عن نارجهنم والتى حرها هو الحر الذي لا واقي منه قال عليه الصلاة والسلام ((من صام يوما في سبيل الله  باعد الله به وجهه عن النار سبعين خريفا )
 
وأعظم صلاة تكون إذا اشتدت حرارة الشمس هي صلاة الضحى ‏لهذا جاء في الحديث صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
أيها المسلمون :‏
ونذكر لكم في ختام هذه الخطبة بعض العوازل التي تقينا من شدة ‏حرارة شمس الآخرة.‏
‏-‏فقد ذكرنا أن اليوم طوله خمسين ألف سنة لكن بوجود عازل ‏الإيمان يقصر على المؤمن التقي فتمر عليه هذه الفترة الطويلة ‏كفترة تقدر ما بين الظهر يوم)والعصر. أخرج الحاكم حديثاً عن أبي ‏هريرة مرفوعاً ان النبي قال: ‏ ‏.‏(القيامة على المؤمنين كقدر ما بين ‏الظهر والعصر

‏-‏ والشمس التي قلنا قريبة كقدر الميل جعل الله لك عوازل تأتي بها ‏معك إلى ذلك المكان فتظلك من حرارة الشمس فتكون أنت في ‏الظل والناس في الشمس يتعذبون بحرارتها حتى من شدة هول ‏الموقف يتمنى العباد أن ينتهي الموقف ولو إلى النار وما علموا ‏أن النار أشد .. ولا ينتهي الموقف إلا بشفاعة سيد المرسلين ‏محمد ‏ فهل تحب أخي المسلم أن تكون مع الواقفين في ‏الشمس بلا ظل هكذا خمسين ألف سنة أم تكون مع الذين ‏يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله فتكون الفترة عليك كصلاة ‏ظهر أو عصر.‏
أذكر لكم هنا بعض هذه العوازل المهمة أذكرها سريعاً :‏
‏-‏من هذه العوازل التي تقيك من حر يوم النشور الصدقة على المحتاجين حتى ولو كانت في ‏العلن مادمت تريد بها وجه الله. فقد جاء عند ابن خزيمة وأحمد الرجل في ظل ‏صدقته حتى يقضي الله بين الناس

‏-‏والعازل الآخر صدقة في الخفاء لما أخبر النبي ‏ ‏ أن سبعة ‏يظلهم الله في ظله ورجل تصدق بصدقة حتى ‏لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه

‏-‏وعازل أو واقي آخرمن حر يوم النشور : رجل أخذ منك ديناً محتاج فأمهلته من)أكثر من اللازم ‏أو وضعت عنه هذا المال أي: سامحته. ففي مسند أحمد ((‏ ‏أنظر معسراً أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه ‏يوم لا ظل إلا ظله )

‏-‏وعازل رابع : أن تحب الشخص لله لا لمصلحة دنيويه فيما رواه مسلم: ‏ المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش

‏-‏وعازل خامس : أن تذكر الله وحدك في الخلاء فتتذكر عظمة الله ‏ثم ينتج من ذلك البكاء وذرف الدموع ويكفي ولو مرة واحدة فقد ‏ثبت في الحديث أن من ‏(ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)ضمن السبعة الذين يظلهم الله ..... ‏ )

-‏وعازل سادس: تعلم سورة البقرة وسورة آل عمران قال الرسول ‏ ‏: البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان ‏صاحبهما يوم القيامة

وكذلك تعلق القلوب بالمساجد والعفة عن الزنا عند تهيؤ الظروف والعدل بين الرعية , هذه بعض العوازل وبالجملة فالإكثار من الأعمال الصالحات التي ‏تزيد في الإيمان هي الواقيات من حرارة شمس الآخرة.‏ نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل وأن يقينا من الذنب والخطأ ‏والمحن ما ظهر منها وما بطن. ونسأله أن يختم لنا بحسن الختام وأن يقينا ‏من حر شمس الآخرة وأن يجعلنا وإياكم في ظله يوم لا ظل إلا ظله.‏وصلوا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق