إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 10 ديسمبر 2018

فضائل الاستغفار

( فضل الاستغفار )
الخطبة الاولى : 
إن حال المسلمين -يا عباد الله- حال شديدة، وإننا أمام الدنيا في ضعف، وأمام الكفار في ضعف، وقد انغمس المسلمون في الشهوات، واشتغلوا بالدنيا، واسلموا إخوانهم للأعداء، وهذا الحال يحتاج إلى تغيير، ولابد أن يكون لنا وقفة؛ لنصلح ما أفسدنا بيننا وبين ربنا -عز وجل- هذا تقصيرنا واضح، قد أدى فيما أدى إليه، من ذهاب بعض بلاد المسلمين، وحصول تداعي أعداء الله علينا، وغلاء الاسعار وقلة الامطار ونقص الاموال.. إن المخرج يكون في الصلح مع الله تعالى، ولابد للمسلمين اليوم من أن يؤبوا إلى ربهم، ، هذا القحط، والجدب، واحتباس المطر، وانقطاع الغيث، أليس تذكرة من الله؛ ليرجع العباد إليه تائبين مستغفرين؟ 
والاستغفار ، العودة إلى الله: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ ) ونحن لا نخلوا من المعاصي والتقصير، فنحن في حاجة إذاً إلى التوبة، 
والاستغفار ليس شيئاً باللسان يقال: فقط، وإنما هو يقع في القلب، ومن قال بلسانه: استغفر الله، وهو غير مقلع بقلبه فهو داع بلسان، لكن القلب غير حاضر، ، 
طلب المغفرة هي : طلب وقاية شر الذنوب مع سترها، وإذا غفر الله لعبد فقد وقاه شر ذنبه، وغطى عنه ذلك الذنب، ، والله يذكر عباده بالشدائد، وما يحدث لنا اليوم شدائد، لما وقع الزلزال في زمن عمر بن عبد العزيز؛ كتب إلى عماله في البلدان، أمرهم أن يأمروا المسلمين بالتوبة إلى الله، والضراعة، والاستغفار من ذنوبهم، 
إنه استغفار فيه لجوء إلى الرب، والله -عز وجل- لا يعذب القوم المستغفرين، كما قال: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الأنفال:33. الاستغفار: طلب المغفرة من الغفار، ومن أسمائه أيضاً الغفور -سبحانه وتعالى- كثر ستره لعباده، وتجاوزه عن خطاياهم، والعبد أحوج شيء إلى الاستغفار؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار طلب إقالة العثرات: ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ  )غافر:3.
الاستغفار من أعظم الطاعات وأنفع القربات ، ختام الأعمال الصالحة مع كونها صالحة، فتختم الصلوات بالاستغفار، وقيام الليل بالاستغفار، وكذلك في الحج: ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ) 
وختام المجالس الاستغفار، الاستغفار بالأسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيضاً، وليس في المعاصي فقط؛ لأن العبد لا يخلو من التقصير، وأما إذا ظلم نفسه، فإنه يستغفر ربه ) : ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ(  . وقد أمرنا الله تعالى به فقال( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) هود:3) .  فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ) فصلت:6
وهكذا أمر الأنبياء أقوامهم ) : وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )  هود:52كما قال هود لقومه، وكذلك قال صالح - عليه السلام-: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ هود:61 .وقال شعيب لقومهوَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) هود:90
إن هنالك أناساً يأتون يوم القيامة في غاية السرور والحبور لماذا؟ قال -عليه الصلاة والسلام (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا) ، رواه ابن ماجة وهو حديث صحيح، 
بل ( إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ من أين لي هذا؟ لا يراه في عمله، فيقول: أنا هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)، وهو حديث حسن، 
وكذلك قال -عليه الصلاة والسلام (من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار)، فهنيئاً إذاً للمستغفرين، وهنيئاً لآباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم، 
بل النبي –صلى الله عليه وسلم– وهو العليم بأحوال النساء قال (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار)،
إن الاستغفار ينتج عملاً عظيماً، ويغفر الذنب الكبير، قال -عليه الصلاة والسلاممن قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحفإن الفرار من الزحف كبيرة ؛ لكن الاستغفار يرفع ذلك كله، 
والله -عز وجلينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ليقول للعباد: هل من مستغفر فأغفر له حتى ينفجر الصبح )، 
والنبي -عليه الصلاة والسلام- إمامنا، وقدوتنا، وحبيبنا، وأعظم الأمة، وأعبد العباد قال(وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة )،.
عباد الله: 
إن مغفرة الله عظيمة (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي) ؛ لأن الله لا يعجزه شيء؛ لأن الله لا يثقل عليه شيء، لا يصعب على الله شيء (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي).
إن الاستغفار لجوء العبد إلى الله؛ ولذلك لو كان العباد لا يذنبون لذهب الله بهم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم، 
فالله يريد من العباد أن يستغفروه، يريد منهم أن يلجأوا إليه، يريدهم أن يطلبوا منه المغفرة: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ) . هؤلاء في الخشوع، والتصدق، والصيام، وحفظ الفرج، وذكر الله؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- أعد لهم مغفرة، هؤلاء الله -سبحانه وتعالى- يغفر لهم على أعمالهم هذه ...هؤلاء الله -عز وجل- يوفقهم لأنهم من المستغفرين بالأسحار
يقول أبو موسى: كان فيكم أمانان، كان فيكم -أيها الصحابة- أمانان، كانت فيكم يا -أيها الأمة- في صدرها أمانان: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ الأنفال:33 . هذا الأمان وجود النبي في الأمة: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ الأنفال:33. هذا الأمان الثاني، الاستغفار، قال: أما النبي عليه الصلاة والسلام فقد مضى لسبيله، ، ، قال: وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة، فبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا 
الاستغفار هو الاستغفار الحقيقي الذي فيه الندم، والإقلاع عن الذنب، أما استغفار بلا إقلاع، قال العلماء: توبة الكذابين، 
سئل سهل التستري عن الاستغفار الذي يكفر الذنوب قال: أول الاستغفار الاستجابة، ثم الإنابة، ثم التوبة، فالاستجابة أعمال الجوارح، والإنابة أعمال القلوب، والتوبة: الإقبال على المولى؛ رجاء أن يغفر له ما فعل،
القرآن يدلنا على الداء والدواء، الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة، 
قال ابن دينار: "كان الأبرار يتواصون بثلاثة: بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة" أي: عدم مخالطة الخلق إلا فيما ينفع، 
قال أحد السلف : أنتم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار، فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفار سره مكان ذلك، إذا رأيت بين كل سطرين في صحيفتك استغفاراً، فأنت لا تفعل شيئاً إلا وتستغفر بعده إن كانت طاعة استغفرت من التقصير من العجب من الرياء، وإن كانت معصية استغفرت منها؛ لئلا يعاقبك.
جاء سفيان إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين زين العابدين قال: لا أقوم حتى تحدثني قال: أنا أحدثك وما أكثرت الحديث لك الا بخير ، يا سفيان: إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها، فأكثر الحمد والشكر، فإن الله قال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ )إبراهيم:7
يا سفيان: إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، فإن الله قال: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ) نوح:10-11، 
يا سفيان: إذا حزبك أمر من سلطان، أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها  مفتاح الفرج، وكنز من كنوز الجنة. 
إبليس أهلك الناس بالمعاصي وبأي شيء يهلكونه بالاستغفار، 
وقال الأعرابي:من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فإن مع الاستغفار القطار، وما هو القطار: السحاب العظيم القطر.
استغفر الله من استغفر الله من***  لفظة بدرت خالفت معناها،
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد ***  سددت بالذنب عند الله مجراها
يا عباد الله: العبد بين ذنب ونعمة ، فيحمد ربه على النعمة، ويستغفر ربه من الذنب،
الاستغفار طاعة لله، الاستغفار سبب مغفرة الذنوب: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً )نوح:10، الاستغفار سبب نزول الأمطار: يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً نوح:11 . الاستغفار مدد بالمال والبنين: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) نوح:12
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً نوح:10. هذه الفائدة الأولى للاستغفار يغفر الذنوب، 
اثنين: نزول الأمطار: يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ) نوح:
ثلاثة: الرزق بالأموال: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ ) نوح:12، 
أربعة: الاولاد ، نوح:12، 
خمسة: دخول الجنة: وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات ) نوح:12
ستة، كما في الآية الأخرى: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ )هود:52. قوة بدنية، قوة السلاح. القوة بجميع أنواعها، 
سبعة: المتاع الحسن: يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً ) هود:3..راحة البال وطمأنية القلب ، ليس متاع فقط ، بل متاعاُ حسنا
ثمانية دفع البلاء والعذاب: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )الأنفال:33
إنها أسباب تدفع للحرص على هذه العبادة، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسررنا، وما أعلنا، وما أسرفنا أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، 
الخطبة الثانية : 
عباد الله، قال -عليه الصلاة والسلام- مذكراً بالمناسبات التي تكون فيها هذه العبادة، كان إذا دخل المسجد صلى على محمد –صلى الله عليه وسلم-، وقال: ( رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك) ، وإذا خرج -صلى على محمد وسلم-، وقال: (رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) . حتى في المسجد دخولاً وخروجا، 
وبعد الوضوء مع أنه عباده علمنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبد الله ورسوله تفتح أبواب الجنة الثمانية بهذا الدعاء العظيم:" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك"، فيقال ختام المجلس، ويقال بعد هذه العبادة أيضاً، 
وكذلك الاستغفار في الركوع والسجود كان يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم أغفر لي"،
وبين السجدتين: " رب أغفر لي رب أغفر لي"، 
وأيضاً فإنه كان يقول هذا في التشهد الأخير علمه للصديق: " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، 
وعقب الصلاة: استغفر الله استغفر، الله استغفر الله، ثلاثاً، 
وكذلك يودع الميت بالاستغفار، وفي دعاء الجنازة استغفار للميت، وأعظم ما يصل للميت ما هو؟ الدعاء، الدعاء بالمغفرة والرحمة، والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فضله عظيم، وأجره كبير، وربما يكون له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة،
وقال عليه الصلاة والسلام (( سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة. ومن قالها من الليل وهو موقن به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )) رواه البخاري.
وتأمل في حديث: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، واسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي، وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير) هل أبقى شي ؟
عباد الله، إن هذا القحط، وتأخر نزول المطر لا شك بذنوبنا، ولابد أن نرجع إلى الله -سبحانه وتعالى- فإنه -عز وجل- يرزق العباد إذا رجعوا إليه.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقي عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق، اللهم أسقنا الغيث، أغثنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً، مريئاً، غدقاً، مجللاً، عاماً، طبقاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير ضار، يا أرحم الراحمين.
اللهم أحيي البلاد والعباد، اللهم أسق عبادك وبهائمك وأحيي بلدك الميت، اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان والسلامة والإسلام.

3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق