إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

أليس الله بعزيزٍ ذي انتقام

( أليس الله بعزيز ذي انتقام )
الحمد لله الذي بيده الإفناء والإنشاء ، والإنهاء والإبداء ، والإماتة والإحياء ، والمنع والإعطاء ، والعافية والبلاء ، والداء والدواء ، سبحانه وبحمده ، خلق الإنسان وخلق له الأشياء ، الأرض والسماء ، والإصباح والمساء ، والشجر والماء ، والدواب والهواء ، وكل ما على هذه الغبراء .. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} ...
سبحانه وبحمده أبدع الكون بقدرته ، وأطت السماء لعظمته ، وتصدعت الجبال من خشيته ، وسبح الرعد من خيفته ، ودبر كل شيء بحكمته ، وخضع كل شيء لمشيئته .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يفعلُ ما يُريدُ ، ويحكُمُ ما يشاءُ .. {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .. 
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين ، والناصح المبين ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وقدوة للعاملين ، وإماما للمتقين ، ومحجة للسالكين ، وحجة على المعاندين ، وحسرة على الكافرين .. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين وصحابته المكرمين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد: فــ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} .. عجباً لمن لم ير محسناً غير الله كيف لا يميل بكليته إليه ، عجباً لمن يحتمي من بعض الأطعمة (مع حلها) مخافة المرض .. كيف لا يحتمي من الذنوب (مع حرمتها) مخافة النار .. عجباً لقوم يعملون لدارٍ يرحلون عنها كل يوم .. ويهملون داراً يرحلون إليها كل يوم .. من زرع خيرا حصد أجراً ، ومن أيقن بالمعاد استكثر من الزاد ، ومن أحسن عمله بلغ أمله .. {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} ..

عباد الله : وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ، هذا الإله العظيم .. القوي العزيز ، وهو على كل شيء قدير .. الجبار القهار المنتقم ، يفعل ما يشاء ، ولا يعجزه شي في الارض ولا في السماء ، إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون ، ولأن هذه الحقيقة قد تغيب عن بعض البشر اليوم فيتجبروا بقوتهم ، ويطغوا بأسلحتهم ، ويتباهوا بما لديهم .. ولأن بعض الضعفاء يطول عليهم الأمد فيضعف يقينهم ، وتخور نفوسهم ، وتتحطم معنوياتهم .. لهذا وذاك يرسل الله بين الحين والآخر .. ما يكسر حدة طغيان المتجبرين ، ويجبر كسر المنكسرين ، ويرفع الإيمان في قلوب المستضعفين ..
نعم يا عباد الله .. فتوالي الأخبار بقوة الكفار يجب ألا ينسينا قوة الواحد القهار سبحانه وتعالى ، الذي أهلك الأقوام المكذبة ، وقد عرفنا ما فعل سبحانه وتعالى بقوم نوح وعاد وثمود .. {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِم} ْغضب عليهم فدمرها عليهم ، {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} {فكيف كان عذبي ونذر} .. صاروا كالشجر اليابس الذي يجمعه من يريد اتخاذ حظيرة لبهائمه، وقال عن أهل مدين {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ..
وقال عن عقوبة قوم لوط ، {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} .. 
وفرعون الذي ادعى الألوهية والربوبية ، وقال: مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي .. ثم قال: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ، فأخذه نكالاً للعالمين ، أغرقه بالماء الذي كان فرعون يتباهى به ويقول: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي من تحتي } ، فغشيهم من اليم ما غشيهم ، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إن ربك لبمرصاد} ..
أيها الأحبة : كان الحسن رحمه الله إذا أتى على هذه الآية: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} قال: إن لله أسواطاً كثيرة ، فأخذهم بسوط منها ..
وهكذا يمضي مسلسل انتقام الله من الطغاة على المستوى الفردي والجماعي، وينتقم الله من قارون لما تجبر بأمواله العظيمة ، وكنوزه الهائلة ، حين استخدمها في البغي والظلم والعدوان ، واختال وتكبر بها ، وقال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ، فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ، انشُقَت الأرض بقدرة الله ، وابتلعته بكل ما يملك ، {فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} ..  أعرابي أعقل من قارون كان عنده غنم فسئل: لمن الغنم؟ قال: لله في يدي، أمانة عندي، أما الملك لله.
وهكذا أصحاب القرية في سورة يس .. لما كذبوا ثلاثة من الرسل الكرام ، وقتلوا الناصح ، انتقم الله منهم .. قال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء} فالأمر لا يحتاج إلى ذلك ، لا يحتاج إلى إنزال ملائكة ولا جنود ، الأمر عند الله أيسر من ذلك ، {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ * يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} .. 
نعم يا عباد الله ، ما أهون الخلق على الله إن هم عصوه ..
أهل الفيل لما جاءوا بقضهم وقضيضهم وأفيالهم ، يريدون تخريب البيت العتيق ، ماذا فعل الله بهم؟ قال تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} جاءتهم جماعات إثر جماعات ، {تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ} .. فلا يغتر أصحاب أسراب الطائرات التي تحملها البوارج والحاملات ، وفيها أنواع القنابل الموجهة بالأشعة والكميرات، فإن الله أقوى منهم ، وهو عز وجل قاهر فوقهم ، {أرسل عليهم طيراً أبابيل * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} .. العصف المأكول ، هو التبن المسحوق ، أو الثمرة المأكولة ، أو الزرع اليابس الحطيم ..
قال ابن إسحاق: لما رمتهم الطير بالحجارة .. خرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك ..
وأهل البستان في سورة ن لما اتفقوا على منع حق الله ، وحرمان المساكين ، وتواصوا {وأَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ} .. فماذا حصل لها؟ {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} .. أصابتها آفة سماوية ، فاحترقت وصارت فحماً أسود ، فما عرفوها حين أقبلوا عليها .. 
وهكذا أهلك الله جنتي المتكبر في سورة الكهف ، ذلك الرجل الذي جعل الله له جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وحولهما نَخْلٍ وبينها زروع كثيرة .. ويجري في وسطها نهر .. فكان له ثمر، وكان له نفر ، فاغتر وتكبر ، وقال لصاحبة الفقير : {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} .. فماذا فعل الله به؟ {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} .. أصابته آفة أتلفت الزروع والاشجار والثمار ، حتى تحول كل ذلك إلى خراب يباب، وأصبح يقلب كفيه ندماً وألماً وحسرة ..
ونحن اليوم ، نقول للكفار كما قال الله عز وجل لقريش: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ} ، لقد أهلك الله من كان قبلكم أيها الغرب المتغطرس أقواماً كانوا أشد منكم قوة وأكثر جمعاً ، فلستم تعجزونه في شيء ، وسيهلك الله من بعدكم من هم كذلك أشد منكم قوة وعدداً .. 
سيهلك الله يأجوج ومأجوج الذين يأتون من كل حدب ينسلون ، فيغطون الأرض ، ويشربون بحيرة طبريه كاملة ، ويتلفون الزروع ، ويخربون الحرث والنسل ، ويُحاصر عيسى عليه السلام والمؤمنون الذين معه ، ويرغبون إلى الله بالدعاء لتخليصهم من هذا العدو الذي لا طاقة لهم به ، فيرسل الله على يأجوج ومأجوج ، على هؤلاء الملايين .. يرسل الله عليهم النغف في رقابهم ، وما هو النغف .. دود صغير عادة ما يكون في أنوف الغنم ، يرسله الله عليهم فيصيب رقابهم ؛ فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، كلهم يموتون بهذا الدود ، وما يعلم جنود ربك إلا هو ،
وتمتلئ الأرض من زهمهم ، ورائحتهم الكريهة ، فيرغب عيسى ومن معه إلى الله مرة أخرى بالدعاء ، ويتضرعون إليه ، فيرسل الله طيراً ضخمة كأعناق البخت ، أين كانت؟ ومن أين جاءت الله أعلم ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً لا يقي منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يدعها كالزلقة ، وهكذا تتطهر الأرض وتنظف منهم .. بعد أن أمتلاءت بجثثهم ورائحتهم النتنة .. ، فما أعظم قدرة الله : أرسل من أهلكهم ، وأرسل من حملهم ، وأرسل ما غسل آثارهم ، والقصة في صحيح مسلم ..
يا أيها الغرب المتغطرس ، إن الله سيهلك من بعدكم ذلك الجيش الكبير الذي سيغزو الكعبة ، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم) ، جيش كامل يخسف به ، وما العجب ، أليس الله على كل شيء قدير ، فلماذا إذن تغيب هذه الحقائق عن الأذهان .. وما قدروا الله حق قدرة .. أليس الله بعزيز ذي انتقام ..
الخطبة الثانية :
أما بعد : فلله جنود السماوات والأرض .. فله سبحانه وبحمده من الآيات والجنود ما يُذل به الجبابرة ، وربما أذل جباراً بناموسة ، أو بذبابة ..، وإننا نرى من حولنا آيات الله التي تضرب الكفار ، {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ} .. أليس الله قد أرسل الله على بعض بلدانهم الحرائق الهائلة .. فأكلت الأخضر واليابس .. وأتت على الغابات والمدن والبلدات والمصانع والثكنات .. ألوف من الهكتارات احترقت ، عشرات الألوف من الناس هربوا من بيوتهم التي تحولت إلى هشيم وحطام .. مئات المفقودين ، مليارات الدولارات من الخسائر .. وما خفي كان أعظم ، 
وقبلها ألم يرسل الله سبحانه وتعالى الفيضانات على بلدان من أوروبا تغرقهم وتدمر اقتصادهم .. أليس الله جل جلاله هو الذي جعل الأرض تنهار بقرى سياحية كاملة ، إلى أن دفنت معالمها تحت الطمي والطين؟! ألم يسلط الله الزلازل والبراكين على بعض مدنهم وقراهم فدمرت وهدمت وأحرقت كثيراً من حضارتهم ، وقتلت الآلاف من سكانهم ؟! أليس الله عز وجل قد أرسل على بهائمهم أنواعاً من الأمراض ، فانتشر فيها جنون البقر ، وحمى المواشي ، وحمى الخنازير والطيور ، وبلغت الخسائر مليارات الدولارات؟! ومات الكثير منها ومنهم .. أليس الله قد ضربهم بالإيدز الذي أصاب أكثر من أربعين مليوناً منهم ، وقتل أكثر من اثنين وعشرين مليون شخص؟! والأعداد مرشحة للزيادة .. أين مختبراتهم؟! أين أطباؤهم؟! أين أدويتهم؟! أين التكنولوجيا؟أين التقدم العلمي؟! أين المخترعون؟! أين الأطباء المهرة؟! حائرون، عاجزون، واقفون يتفرجون على هذا المرض الذي يكتسح الأرض.{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .. {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ...
ولو تأملت فيما يصيبهم من الامراض النفسية وارتفاع نسبة الانتحار وانتشار القتل والجريمة والمخدرات والمسكرات والتفكك العائلي وابناء الزنا وارتفاع نسبة الاجهاض وابناء بلا أباء وغيرها وغيرها من المصائب والبلايا التي سلطها الله عليهم ، لعلمت وتيقنت أن لله جنوداً لا نعلمها ...
أليس الله الذي فجر مكوكهم الذي أسموه "المتحدي" تشالنجر ! فجعله الله فرجة للعالمين ، حتى غدا كمناظر الألعاب النارية .. وتحول بمن فيه إلى أشلاء متناثرة .. ومن قبل لما تواقحوا ، وتعالوا بسفينة "التايتنكالمشهورة ، أكبر سفينة في التاريخ .. وقائل قائلهم ، حتى الله لا يستطيع أن يغرقها .. فأغرقها الله بكل من فيها .. وعندما يتساءل المرء كيف غرقت هذه السفينة التي لا تغرق بزعمهم .. يأتيه الجواب الصادم : لقد اصطدمت بقطعة جليد طافية .. فأحدثت فيها ثقباً هائلاً .. وحقاً .. وما قدروا الله حق قدره .. كلا إن الانسان ليطغى .. . هكذا هم بعض البشر .. يتعجرفون ويتجبرون ويتكبرون ويطغون ؛ لأنهم لا يقدِّرون الله حق قدره ، لأنهم يغترون بما وصلوا ِإليه من قوة وإمكانيات .. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} .. 
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ..
1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق