إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 11 أكتوبر 2018

قل هو من عند أنفسكم

( قل هو من عند أنفسكم ) 
أيها الناس: طاعة الله تعالى سبب للفلاح في الدنيا والآخرة، ومعصيته عز وجل شؤم وبلاء على العباد في الحال والمآل؛ ولذا جاءت النصوص من الكتاب والسنة تأمر بالطاعة، وتنهى عن المعصية، وتبين عاقبة الفريقين.
ومن أسباب النصر على الأعداء، وتآلف القلوب، واجتماع الكلمة التزامُ طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما أن المعصية سبب للتنازع والفشل والهزيمة، وذهاب القوة (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].
وهذه الآية الكريمة نزلت في سياق الحديث عن غزوة بدر، وقد التزم المؤمنون فيها بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، فكان لهم الظفر على المشركين.
ولكن في غزوة أحد قدَّر الله تعالى عليهم الهزيمة لحكمة أرادها عز وجل، وكانت هذه الهزيمة بسبب معصية طائفة منهم، مما يدل على أن سنن الله تعالى لا تحابي أحدا من خلقه، ولو كانوا خيار هذه الأمة، ولو كان فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الله تعالى.
لقد عاد المشركون للثأر من هزيمتهم في بدر بعد عام منها، وكان رأيُ النبي عليه الصلاة والسلام أن يتحصن المسلمون في المدينة، ولكن الحماسة للقتال دفعت كثيرا من المسلمين إلى أن يختاروا الخروج لملاقاة المشركين، فنزل النبي عليه الصلاة والسلام عن رأيه إلى رأيهم، ذكر عروة بن الزبير رحمه الله تعالى أن كثيرا من الناس أبوا إلا الخروج إلى العدو، قال: "ولو تناهوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره كان خيرا لهم، ولكن غلب القضاء والقدر، قال: وعامة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا، وقد علموا الذي سبق لأهل بدر من الفضيلةرواه البيهقي.
ولما بلغوا أحدا رتب النبي عليه الصلاة والسلام مواقع المسلمين، وجعل خمسين من الرماة على الجبل ليحموا ظهر الجيش، وأمرهم أن لا يبارحوا أماكنهم، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه وقال لهم: " إن رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هذا حتى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فلا تَبْرَحُوا حتى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ " رواه البخاري.
وأكد على ابن جبير، فقال: "إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتينَّ من قِبَلك"
وتقابل الصفان، والتحم الجيشان، وانتصر المسلمون في بادئ المعركة، ورأى الرماة أن وقت الغنيمة قد حان، وأن المعركة انتهت؛ فعصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلوا عن مواقعهم فكشفوا ظهر الجيش، فالتفَّ عليهم طائفة من المشركين فأتوهم من خلفهم، ووقع قضاء الله تعالى، وانقلب النصر إلى هزيمة، وجُرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكُسرت رباعيته، وقُتل سبعون من أصحابه رضي الله عنهم ,على رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة عم النبي عليه الصلاة والسلام ، وأُشيع في الناس مقتلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يُحدِّث عن ذلك الموقف العصيب البراءُ بن عازب رضي الله عنه فيقول " فقال أَصْحَابُ عبدِ الله بنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فما تَنْتَظِرُونَ؟ فقال عبدُ الله بنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ ما قال لَكُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لَنَأْتِيَنَّ الناسَ فَلَنُصِيبَنَّمن الْغَنِيمَةِ، فلما أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ في أُخْرَاهُمْ، فلم يَبْقَ مع النبي صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ " رواه البخاري.
وقال الزبير رضي الله عنه يحكي فعل الرماة " فرغبوا إلى الغنائم وتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يأخذون الأمتعة فأتتنا الخيل من خلفنا فحطمتنا وكرَّ الناس منهزمينرواه ابن راهويه.
وذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام أقام الرماة في مَوْضِعٍ ثُمَّ قال "احْمُوا ظُهُورَنَا فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلاَ تَنْصُرُونَا وإنْ رَأَيْتُمُونَا قد غَنِمْنَا فَلاَ تَشْرَكُونَا، فلما غَنِمَ النبي صلى الله عليه وسلم وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ أَكَبَّ الرُّمَاةُ جَمِيعاً فَدَخَلُوا في الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَهُمْ كَذَا -وَشَبَّكَ بين أَصَابِعِ يَدَيْهِ- وَالْتَبَسُوا، فلما أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ التي كَانُوا فيها دَخَلَتِ الْخَيْلُ من ذلك الْمَوْضِعِ على أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌرواه أحمد.
ولما عرض الله تعالى لهذا الموقف من كتابه العزيز بيَّن عز وجل أن المعصية هي سبب ما لحق المسلمين من التنازع والفشل والهزيمة، وأخبر عز وجل أنه سبحانه قد أنالهم ما وعدهم من النصر لولا معصيتهم فقال عز وجل ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ) [آل عمران:152].
فكان النصر أولاً، ثم كان فشلُ الرماة وتركهم ملازمة أماكنهم خشية فوات الغنيمة، ثم تنازعهم مع أميرهم في النزول عن الجبل، ثم تصميم معظمهم على ما أرادوا متأولين أن المعركة قد انتهت، وأن النصر تحقق؛ فلحقهم شؤم المعصية، وانقلبت موازين المعركة، وكان وبال معصيتهم عليهم وعلى سائر الجيش، فاختلطوا يضرب بعضهم بعضا، وطوقهم المشركون من كل جانب، فحمى الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام من كيد المشركين وشرهم.
والمعصية هي سبب الخلاف والتنازع، ثم هي سبب الفشل والهزيمة، كما أن الطاعة هي سبب التآلف واجتماع الكلمة كما أنها سبب النصر والظفر.
وفي مقام آخر بيَّن الله تعالى أن الهزيمة ما لحقتهم إلا بمعصيتهم له عز وجل (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165] فهو سبحانه قادر على نصركم وعلى خذلانكم، فلما عصيتم وجررتم لأنفسكم الغضب قدَّر الله سبحانه لكم الخذلان؛ فالنصر يطلب من الله تعالى، ومن أسبابه لزوم طاعته، ومن خذله الله تعالى فلن ينتصر مهما كان جمعه وقوته، ومن أعظم أسباب الخذلان معصية الله تعالى، وفي سياق الآيات التي أخبرت عن هذه الغزوة العظيمة تأتي هذه القاعدة الجليلة ليستفيد منها قُرَّاءُ القرآن في كل زمان ومكان (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) [آل عمران:160].
تقع الهزائم ليستيقظ الناس، وتتوالى الضربات لتحل المحاسبة محل النفس، ويتضح مثل هذا بما أتبع الله الآية بقوله: وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا )[آل عمران:166-167]
.لقد كتب الله سبحانه على نفسه النصر لرسله وأوليائه، فقال سبحانهكَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21]. 
ولكن الله سبحانه علق هذا النصر بتحقيق الإيمان في القلوب واستيفاء مقتضاياته في كل مناحي الحياة، وهذه هي سنة الله في النصر، وسنة الله لا تحابي أحداً، وحين تقصر الأمة وتفرط فعليها أن تقبل النتيجة المرة؛ لأنها مع كونها مسلمة إلا أن ذلك لا يقتضي خرق السنن وإبطال النواميس.
فيا لها من قاعدة عظيمة كانت غزوة أحد مثالا واضحا عليها، فهل ندرك ذلك -يا عباد الله- في زمن تكالبت فيه قوى الشر والطغيان على المسلمين يريدون تبديل دينهم، وسلبهم ما بقي من مقومات عزهم وقوتهم، ولن يظفروا بشيء منهم إلا إذا عصى المسلمون ربهم جل جلاله حيث يكون الخذلان، ومن خذله الله تعالى فلن ينتصر أبدا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:7-8].
الخطبة الثانية أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المسلمون- وأطيعوه؛ فإن في طاعته عز وجل فوز الدنيا والآخرة (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ) [النور:52].
أيها المسلمون: بلاء المعصية يتعدى أصحابها حتى يكون عاما على جماعة المسلمين، وفي غزوة أحد كان عدد الرماة قليلا بالنسبة لمجموع الجيش، ومن عصى منهم لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من المسلمين، ولكن شؤم هذه المعصية لحق الجيش كله فانكسر وقد كان منتصرا، ومن قتلوا من خيار الصحابة رضي الله عنهم كانوا أكثر من عدد الرماة كلهم، وكل هذا يدل على أن عموم الناس قد يؤخذون بذنوب بعضهم.
ولو نظرنا بعين البصيرة لمعاصينا لعلمنا كيف هانت أمتنا وخُذِلت وسُلِّط عليها أعداؤها؛ فكم فينا من العصيان، ومن التقصير في طاعة الله تعالى؟!
وإن من يلقي النظر على غزوة أحد ، وإلى السبب الرئيسي للهزيمة؛ يجد أنه يكمن في المعصية، والتي تلقى المسلمون بسببها لطمة موجعة أفقدتهم من رجالهم سبعين بطلاً، على رأسهم سيد الشهداء حمزة رضي الله تعالى عنه فردتهم الهزيمة إلى المدينة ، وهم يعانون الأمرّين من جرائها وشماتة كفار قريش. وإن تعجبوا يا عباد الله! فعجب أمر هذه المعصية في أحد ! إنها لم تكن في فشو زناً بينهم، ولا في احتساء خمرة مسكرة، ولم تكن في إقصاء شريعة وتحكيم قوانين خارجة عنها، ولا في فساد امرأة أو انحراف شباب، بل إنهم خرجوا إلى أحد ومعهم إيمانهم بالله، وحبهم لرسوله صلى الله عليه وسلم، ودفاعهم عن الحق، وطلبهم رفعة الدين ونصرته.
وكل ذلك في الواقع يرشحهم بأقوى أنواع الترشيح في أن ينتصروا ولا يهزموا، ولكن يبلوالله المؤمنين في أحد فينزل الرماة عن الجبل، لا لقصد عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لما رأوه من الانتصار للمسلمين، فخاف بعضهم فوات حظه من الغنائم، ثم كانت الكارثة .. هزيمة موجعة فاجعة مهولة، وأثابهم الله غماً بغم، وكسرت رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم، وشج رأسه، وقتل سبعون شهيداً.
فالله أكبر ما أعظم أثر المعصية على واقع المسلمين! حتى في أحلك الظروف.
تلك هي معصيتهم فما هي معاصينا إذاً؟
إنه لسؤال صعب والجواب عليه أشد من لعق الصبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه منكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) رواه أحمد وغيره.
إن من الناس من يظن أن دين الله تعالى هو سبب البلاء، وأن المحنَّ إنما تتوارد عليه بسبب استمساكه بالدين، وهذا هو ظنُّ المنافقين الذين قالوا يوم أحد فيمن قُتِلوا (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) [آل عمران:168] فكانت حجة الله تعالى عليهم (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
عباد الله: إذا كان الأمر كذلك، وكانت هزيمة المؤمنين في غزوة أحد بمعصية بعضهم فإنه لا مخرج للأمة من ذلها وهوانها وتخلفها إلا بطاعة الله تعالى، واجتناب معصيته التي هي سبب البلاء والمصائب، ولا رادَّ لتسلط الأعداء على المسلمين إلا اللهُ تعالى، ونصر الله تعالى وتأييده وحفظه إنما يستجلب بطاعته. كما أن معصيته سبب للفشل والهزيمة والخذلان، ولا بدَّ أن يدرك كل مسلم هذه الحقيقة المقررة في القرآن، والتي دلت عليها سنن الله تعالى في عباده؛ فكل عاصٍ من أفراد الأمة مسئول أمام الله تعالى عن ضعف الأمة وهزيمتها بما ينتهك من حرمات الله تعالى، ويأتي من معاصيه، ويفرط في طاعته؛ إذ هو سبب من أسباب الهزيمة والخذلان، ومن منا يزكي نفسه عن المعصية، فإذا كان الأمر كذلك فلنتب من ذنوبنا طلبا لرضى ربنا، وخلاصا لأمتنا من ضعفها وانحطاطها، وتسلط الأعداء عليها.
وأما ما يردده كثير ممن ينعتون أنفسهم بالمفكرين والمثقفين من زعمهم أن الدين هو سبب تخلف الأمة وتقهقرها، وأن التخلي عنه سبب لعزها ورفعتها فلا يعدو أن يكون كمقولة المنافقين حين ظنوا أن دين الله تعالى هو السبب في قتل من قتلوا من المسلمين في غزوة أحد، ولئن أطاعهم الناس فيما يريدون من تبديل دين الله تعالى فلن يزدادوا إلا انحطاطا مع انحطاطهم، مع ما يستوجبونه لأنفسهم من عقوبة الله تعالى في الدنيا والآخرة.
فخذوا -يا عباد الله- من غزوة أحد معتبرا، واعلموا أن سنن الله تعالى لا تحابي أحدا، وأن معصية بعض المسلمين جرَّت هزيمة قاسية إلى جيش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه خيار هذه الأمة، فكيف بنا ونحن في القرون المتأخرة، عسى الله تعالى أن يرحمنا ويعفو عنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق