موعظة الكسوف
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾
أحمده - جلَّ شأنه - خلَق الليل والنهار والشمس والقمر، وكلٌّ في فلك يسبحون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
أما بعد: عباد الله: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلَن والغيب والشهادة، فما استُمطِرت الرحمات ولا استُجلِبت النفحات ولا استُدفِعت المصائب والبليَّات، بمثل تقوى الله ربِّ البريَّات، فاتَّقوا الله أيها المؤمنون لعلكم تفلحون؛ ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61].
عباد الله: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].
خلق الله سبع سماوات طباقًا وجعل القمر فيهن نورًا وجعل الشمس سراجًا، فالشمس والقمر والليل والنهار آيات عظيمة باهرة، دالَّة على ربٍّ عظيم، وإلهٍ قوي قدير عليم؛ ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 61- 62].
أيها الناس: إن من آيات الله الباهرة في الشمس والقمر ما يُجرِيه الله عليهما من الخسوف والكسوف: وهو ذهاب ضوئهما واضمحلال سلطانهما، وزوال جمالهما وبهائهما:
عباد الله:
إن انكساف الشمس والقمر وخسوفهما يدلاَّن على قدرة الله النافذة وحكمته البالغة، وقد أشار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى حكمة هذه الآية العظيمة؛ ففي الصحيحين: أن الشمس كُسِفت على عهد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخرج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى المسجد فَزِعًا فصلى بأصحابه صلاة الكسوف، ثم خطب خطبة بليغة كان منها أن قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة))، وقال أيضًا: ((ولكنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهماعباده)).
فالحكمة الكبرى من الخسوف عباد الله - تخويف العباد وزجرهم عن السيئات وحثُّهم على الطاعات، فالله - تعالى، يا عباد الله - يخوِّفكم بهذه الآية الظاهرة التي يدركها الصغير والكبير، والحاضر والبادي، والعالم والجاهل، ينذركم بهذا الاختلال في نظام الكون حصولَ الكوارث والمصائب ونزولَ النكبات والعقوبات؛
قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، ولذلك وجَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمته عند ظهور علامات التخويف إلى ما تستدفع به الشرور والنكبات، ويحصل به الأمن من العقوبات، فأمر بالفزع إلى الأعمال الصالحات، من الدعاء والذكر، والصلاة والعتق، والصدقة والتوبة؛ حتى ينكشف ما بالناس، وينجلي عنهم الكسوف والخسوف؛ ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
أيها المؤمنون: وكان مما قاله - عليه الصلاة والسلام - في خطبة الكسوف: ((يا أمة محمد، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمَته، يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)).
وهذا يبيِّن ويشير - عبادَ الله - إلى التحذير من كثرةَ الذنوب والمعاصي، والغفلة عن الآخرة، والانهماك في الدنيا، إن كثيرًا من الناس غرَّتهم الأمانيُّ، وغرَّهم بالله الغرور، واتبعوا خطوات الشيطان؛ فتورَّطوا في المعاصي والموبقات.
عباد الله:إن الذنوب على اختلاف ألوانها من أعظم أسباب فساد الكون وخراب العالم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ﴾ [الأعراف: 56]، وقال - جل ذكره -: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
فهذه الخسوفات والكسوفات وغيرها من الآيات نُذُرٌ يخوِّف الله بها أولي الألباب. فاعتبروا - يا عباد الله - وتوبوا إليه واستغفروه لعلكم ترحمون.
أيها المؤمنون، أيها الناس، إن كسوف الشمس والقمر ليس مشهدًا طبيعيًّا مجرَّدًا خاليًا عن المعاني والمضامين، بل هو مشهد عظيم مروِّع، ترتعد له قلوب المؤمنين، وتنزعج منه أفئدة المتقين، إنه مشهد يذكِّر العبد المؤمن بيوم القيامة الذي قال الله فيه: ﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلاَّ لاَ وَزَرَ ﴾ [القيامة: 7- 11]؛ أي: لا ملجأ من الله: ﴿ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 12- 13].
ولذلك؛ لما كَسَفت الشمس في عهد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَزِعًا يجرُّ رداءه ، أفيسوغ بعد هذا - أيها المؤمنون - أن يقول قائل يؤمن بالله واليوم الآخِر: إن الكسوف أمرٌ طبيعي وحدَث عادي، كشروق الشمس وغروبها، لا يُوجِب قلقًا ولا فزعًا؟!
كلاَّ والله، بل الأمر كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ * أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 105- 107].
فلنتَّعظ - عباد الله - بما يدور من حولنا من الآيات والنُّذُر، ولنتب إلى الله، ونبادر إلى الطاعة والإحسان قبل فوات الأوان.
جعلنا الله وإياكم من المتَّعظين المعتبِرين، الذين يقفون عند آيات الله يتأمَّلون ويعتبِرون؛ فيزيدهم ذلك إيمانًا ورجوعًا إلى الله.
الخطبة الثانية : فقد خلق الله الليل والنهار والشمس والقمر لحكمة بالغة وغاية سامية ، فهم يسبحون الله تعالى لقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } ، فالليل سكن وراحة واطمئنان والقمر نوره ، أما النهار فمعاش وكد وتعب ونصب والشمس ضياؤه ، ولهذا قال الله تعالى : { وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً } ،
عباد الله : من حكمة الله تعالى أن جعل في تلك الآيتين العظيمتين _ الشمس والقمر _ جعل فيهما تخويفاً لعباده إذا طغوا وبغوا ، أن يراجعوا دينهم قبل أن يحل بهم عذاب ربهم ، ولهذا كان الكسوف والخسوف ظاهرتين غريبتين يخوف الله بهما عباده ، قال تعالى : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } ، لذلك كان الدافع للكسوف والخسوف هو تخويف العباد ، وليس أموراً فلكية عادية طبيعية فحسب كما يصورها البعض ، ليبعدوا المسلمين عن دينهم ، لتقسوا قلوبهم ، ولا يعد لديهم أي اهتمام بهذه الآية العظيمة ، حتى أن البعض منهم يفرح ويستبشر بوجود هاتين الآيتين ، ومنهم من يذهب إلى قمم الجبال ، وأعالي التلال ، ليشاهدوا ذلك الحدث العظيم بالمناظير والتلسكوبات ، ويغمرهم الفرح والسرور ، وغفلوا بل عميت عقولهم عن السبب الحقيقي لذلك
عباد الله : هناك سببان للكسوف والخسوف ، سبب حسي ، وآخر شرعي ، فالسبب الحسي لكسوف الشمس ، أن القمر يقع بينها وبين الأرض فيحجب ضوءها عن الأرض ، أما سبب خسوف القمر ، فهو وقوع الأرض بين الشمس والقمر ، فتحول الأرض بينهما ، ومعلوم أن القمر جرم معتم يستمد نوره من الشمس ، فإذا حالت الأرض بينهما وقع الخسوف .
أما السبب الشرعي وهو المهم ، في حدوث الكسوف والخسوف هو تخويف الله للعبادليتعضوا ويتذكروا بهذه الاية اليوم العظيم وهو يوم القيامة وما يحصل فيه من الاهوالالعظيمة
أما السبب الشرعي وهو المهم ، في حدوث الكسوف والخسوف هو تخويف الله للعبادليتعضوا ويتذكروا بهذه الاية اليوم العظيم وهو يوم القيامة وما يحصل فيه من الاهوالالعظيمة
النداء لصلاة الكسوف : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي : إن الصلاة جامعة ) رواه البخاري
الجماعة لصلاة الكسوف : روى مسلم في صحيحة من حديث عائشة قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه ...
قال النووي رحمه الله : فيه استحباب فعلها في المسجد الذي تصلى فيه الجمعة وفيه استحبابها جماعة وتجوز فرادى وتشرع للمرأة والعبد والمسافر وسائر من تصح صلاته . شرح مسلم ص473
قال النووي رحمه الله : فيه استحباب فعلها في المسجد الذي تصلى فيه الجمعة وفيه استحبابها جماعة وتجوز فرادى وتشرع للمرأة والعبد والمسافر وسائر من تصح صلاته . شرح مسلم ص473
أعمال تستحب عند الكسوف : الدعاء والتكبير والصلاة والصدقة
روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا )
التعوذ من عذاب القبر قال البخاري رحمه الله : باب التعوذ من عذاب القبر
(( ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر ) رواه البخاري ( أي بعدما انتهي من صلاة الكسوف )
الاستغفار روى البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ) قال ابن حجر رحمه الله : وفيه الندب إلى الاستغفار وغيره مما يدفع به البلاء . الفتح 2/ ص
روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا )
التعوذ من عذاب القبر قال البخاري رحمه الله : باب التعوذ من عذاب القبر
(( ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر ) رواه البخاري ( أي بعدما انتهي من صلاة الكسوف )
الاستغفار روى البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ) قال ابن حجر رحمه الله : وفيه الندب إلى الاستغفار وغيره مما يدفع به البلاء . الفتح 2/ ص
( ثم انصرَفَ فقال : قد دَنَتْ مِنِّي الجنةَ ، حتى لو اجترأتُ عليها ، لجِئْتُكُمْ بقِطافٍ منقِطافها ، ودَنَتْ مِنِّي النارَ ، حتى قلتُ : أَيْ رَبِّ ، وأنا معهم ؟ فإذا إمرأةٌ - حسبتُ أنَّهُ قال - تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ ، قلتُ : ما شأنُ هذهِ ؟ قالواْ : حبستُهَا حتى ماتتْ جُوعًا ، لا أَطْعَمَتْهَا ، ولا أَرْسَلَتْهَا تأكُلُ - قال نافعٌ : حسبتُ أنَّهُ قال - من خشيشِ أو خَشَاشِ الأرضِ ) ( البخاري ) والذي بعده كذلك
( ثم انصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد تجلَّتِ الشمسُ . فخطب الناسَ فحمد اللهَ وأثنى عليه . ثم قال : " إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ . وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه . فإذا رأيتُموهما فكبِّروا . وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا . يا أُمةَ محمدٍ ! إنَّ من أحدٍ أغْيرُ من اللهِ أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أمَتُه . يا أُمةَ محمدٍ ! واللهِ ! لو تعلمون ما أعلم لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا . ألا هل بلغتُ ؟ " . وفي رواية مالكٍ : " إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات اللهِ " . وفي رواية : " أما بعد . فإنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ " وزاد أيضًا : ثم رفع يدَيه فقال : " اللهمَّ ! هل بلغتُ " .)
عن اسماء قالت : أتَيتُ عائشةَ وهي تصلِّي، فقلتُ : ما شأنُ الناسِ . فأشارَتْ إلى السماءِ، فإذا الناسُ قِيامٌ، فقالتْ : سبحانَ اللهِ، قلتُ : آيةٌ ؟ فأشارَتْ برأسِها : أيْ نعمْ، فقُمتُ حتى تجلَّاني الغَشيُ، فجعَلتُ أصُبُّ على رأسي الماءَ، فحمِد اللهَ عز وجل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأثنى عليه ثم قال : ما من شيءٍ لم أكنْ أُريتُه إلا رأَيتُه في مَقامي، حتى الجنةَ والنارَ، فأُوحِي إليَّ : أنَّكم تُفتَنونَ في قبورِكم - مثلَ أو - قريبَ - لا أدري أيَّ ذلك قالتْ أسماءُ - من فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ، يُقالُ ما عِلمُك بهذا الرجلِ ؟ فأما المؤمنُ أو الموقِنُ - لا أدري بأيِّهما قالتْ أسماءُ - فيقولُ : هو محمدٌ رسولُ اللهِ، جاءَنا بالبيناتِ والهُدى، فأجَبْنا واتبَعْنا، هو محمدٌ، ثلاثًا، فيُقالُ : نَمْ صالحًا، قد علِمْنا إن كنتَ لموقنًا به . أما المنافقُ أو المُرتابُ - لا أدري أيَّ ذلك قالتْ أسماءُ - فيقولُ : لا أدري، سمِعتُ الناسَ يقولونَ شيئًا فقلتُه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق