الاختلاط وآثاره )
الخطبة الاولى :
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، فإن تقواه وطاعته سبب لصلاح أمور العباد في الدنيا والآخرة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) [الأحزاب:70-71].
أيها الناس: شريعة الله تعالى جاءت بكل خير، ومنعت من كل شر، فهي الصلاح والرشاد للناس في العاجل والآجل، بلغها النبيون عن ربهم، واستنكف عنها المجرمون من البشر، وحاربوا أتباعها والدعاة إليها، وزينوا للناس كل طريق تخرج الناس من دينهم، وتصدهم عن شريعة ربهم.
ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أنه حرَّم الزنا ونهى العباد عنه؛ لما ينطوي عليه من المفاسد، ويؤدي إليه من الهلاك ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) [الإسراء:32] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة أعظم ما يفتن الرجل فقال عليه الصلاة والسلام " ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ " رواه مسلم.
ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه لما جعل في كل من الرجل والمرأة ميلاً إلى الآخر نظم العلاقة بينهما بما يحقق المصلحة، ويروي الشهوة، ويحافظ على النسل، ويصون العرض، ويدرأ الشر، فرغب في النكاح وحض عليه ) فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) [النساء:3]
وأمر سبحانه وتعالى بالعفاف من لا يجد مؤنة النكاح ) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) [النور:33] وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فإنه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ " متفق عليه.
ثم أوصد الشارع الحكيم تبارك وتعالى كل طريق يؤدي إلى وقوع الفاحشة أو مقدماتها؛ فحرم خلوة الرجل بالأجنبية عنه، ومنع من سفر المرأة بلا محرم، وأمر النساء بالحشمة والستر والحياء والعفاف، ونهى عن اختلاط النساء بالرجال؛ لما فيه من الفساد والانحلال، ولما يخلفه من ذهاب الأخلاق وقلة الحياء، ولأنه سبب في وقوع الفواحش ونشرها.
والأدلة على تحريم خلط النساء بالرجال تظاهرت بها نصوص الكتاب والسنة، وأجمع عقلاء البشر على ما يخلفه الاختلاط من مفاسد وكوارث دينية وأخلاقية واجتماعية وصحية واقتصادية ، ولم يمار في ذلك إلا جاهل أو مكابر.
وقد اتجه جمع من الباحثين في الدول التي شرَّعت للاختلاط بعد عقود من تجربته - لدراسة آثاره ونتائجه؛ فأجمعت دراساتهم وإحصائياتهم على أن ضرره أعظم من نفعه، وأن المنافع التي توهمها من شرعوا للاختلاط خلفت من الأضرار الدينية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية ما لا يحصى.
ومن ذلك: أن معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا أجرى دراسة على المدارس المختلطة وغير المختلطة فتبين: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد غير المختلطة.
وفي تجربة أخرى تم فصل البنين عن البنات في الدراسة، فحقق الجميع نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل الدراسي كان مختلطا.
وفي دراسة أخرى بمعهد كيل بألمانيا تبين بعد الفصل بين الطلاب والطالبات أن البنات كن أكثر انتباها، ودرجاتهن أفضل كثيرا قبل فصلهن عن الطلاب.
وعلى إثر ذلك ذكرت الدكتورة كاولس شوستر خبيرة التربية الألمانية: أن توحد نوع الجنس في المدارس بحيث يكون البنين في مدارس البنين، والبنات في مدارس البنات يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ، أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع.
وهذه الدراسات المتعددة صدرت في ألمانيا وهي بلد نصراني علماني، ولم تصدر عن مسلمين حتى يقال إنهم منحازون للقيم الإسلامية، بل صدرت عن متخصصين يعنيهم الشأن الألماني أولا وأخيرا.
وفي مقام آخر أوفدت وزارة التربية السورية مهتما بشأن التعليم والتربية إلى بلجيكا في رحلة علمية زار فيها المدارس البلجيكية، وفي إحدى الزيارات لمدرسة ابتدائية للبنات سأل المديرة: لماذا لا تخلطون البنين مع البنات في هذه المرحلة؟ فأجابته: قد لمسنا أضرار اختلاط الأطفال حتى في سن المرحلة الابتدائية.
وفي أمريكا نشر الموقع الإخباري الأمريكي (سي إن إن) قبل سنتين خبراً تحت عنوان: " الطلاب الأمريكيون في الصفوف المختلطة يحصلون على علامات متدنية " وذكر فيه: " أن إدارة الرئيس قد منحت مديري المدارس العامة في البلاد حق فصل الصفوف بين الجنسين حسب ما يرونه من المصلحة التربوية للطلاب والطالبات " وهذا يعد أكبر تعديل يطال النظام التربوي في أمريكا منذ عقود كثيرة.
واستندت الدوائر التربوية الأمريكية في موقفها هذا على تقارير إحصائية أثبتت حصول الطلاب في الصفوف غير المختلطة على علامات أعلى من نظرائهم في الصفوف المختلطة، خاصة في مادتي الرياضيات واللغات الأجنبية.
هذا؛ وقد اشتهر ابتزاز الضباط والجنود في الجيوش المختلطة للمجندات والعاملات في الجيش، وأُجري أكثر من تحقيق في اغتصابهن والتحرش الجنسي بهن، وإكراههن على ما يريده رؤساؤهن منهن، وسبب ذلك هو الاختلاط.
وكشف تقرير صحفي لجريدة (نيويورك تايمز) أن الجيش الأمريكي يواجه اتهامات كثيفة تتعلق بتحرشات جنسية، واعتداءات جنسية بحق مجندات أمريكيات من جانب زملاء لهن وخاصة في العراق والكويت و أفغانستان، كما تشير إحصاءات صادرة في إسرائيل إلى ارتفاع حاد في ظاهرة تحرش الجنود بزميلاتهم المجندات.
ولكثرة الشكاية من التحرشات الجنسية في وسائل المواصلات المختلطة عمدت بعض الدول الوثنية إلى تخصيص عربات خاصة للنساء في بعض القطارات.
فمجلة فروندين الألمانية المتخصصة في شؤون المرأة في ألمانيا أظهرت أن 68% من النساء الموظفات يتعرضن للتحرش الجنسي المستمر أثناء العمل من زملائهن الرجال؛ ومن أراد أن يعرف الوضع المزري في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الاختلاط فليقرأ كتاب: (الابتزاز الجنسي) للمؤلفة الأمريكية لين فارلي.
في تقرير آخر للمكتب التحقيق الاتحادي (إف بي آي) ، بلغ عدد النساء التي اغتصبن بالقوة أو تحرش بهن جنسياً، وبلغت قضاياهن للجهات المختصة منذ عام 1960 وحتى 2001م ما يقارب 2.836.442 امرأة، أي بمعدل 190 عملية اغتصاب أو تحرش جبري يبلغ عنها يومياً، وهذا الرقم لايأخذ في الحسبان مالا يبلغ عنه، وهو كم مقدر وذلك وفقاً للاستبيانات والدراسات فقد بينت بعض الدراسات أن كثيراً من ضحايا الاغتصاب لايبلغون، ونصت بعض الدراسات على أن نسبة الذين لايبلغون قد تصل إلى 61%
" في دراسة بعنوان ضحايا الجنس من نساء الكليات الوطنيات، فكانت النتيجة (27.7) عملية اغتصاب أو حادثة محاولة اغتصاب جنسي من كل مجموع ألف طالبة أي 2.7%. خلال ستة اشهر فقط
وفي دراسة تربوية لبنانية تَبَين نتيجةً للاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات: أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب بها مع هذه العاطفة... وأن كثير من الطالبات سقطن في الامتحانات, وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في عواطفهن أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن.
وأشار تقرير حكومي ياباني إلى ارتفاع واضح في قضايا التحرش الجنسي بالنساء العاملات وصل إلى خمسة وأربعين في المائة، ونفس النسبة ثبتت في دراسة ميدانية في مصر على النساء العاملات، وهي نسبة تقارب النصف، أي: ما يقارب من نصف العاملات في أجواء مختلطة يتعرضن لمضايقات وتحرشات جنسية، وربما وصل الأمر إلى التهديد أو الاغتصاب.
وهناك مئات التقارير والدراسات تثبت أضرار الاختلاط ومآسيه في الغرب والشرق، والبلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وبعد تجربة مريرة عانى النساء من آثارها معاناة شديدة يعود العالم من جديد إلى اكتشاف أن الاختلاط شر وبلاء على الرجال والنساء، وهو ما نهت عنه شريعة الله تعالى؛ فالحمد لله الذي هدانا لها وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونسأله تعالى أن يثبتنا عليها إلى الممات.
الخطبة الثانية
أيها المسلمون: من نظر إلى البحوث الأكاديمية والإحصائية، والدراسات المتخصصة الجادة فيما يتعلق بمشكلة خلط الفتيات بالفتيان في المدارس والجامعات، وخلط النساء بالرجال في الوظائف والمهن والأعمال - وصل إلى ما قررته الشريعة الغراء من لزوم فصل الفتيات عن الفتيان، وإبعاد الرجال عن النساء، وإلا كانت المصائب والمشكلات.
وأكثر هذه البحوث والدراسات والإحصاءات صدرت في دول علمانية نصرانية سبقت العالم في الاختلاط، وجربته عقوداً متتابعة، ثم صدرت بحوث أخرى في بلاد عربية وأخرى شرقية أثبتت بجلاء ووضوح أن منع الاختلاط خير للنساء والرجال والمجتمع بأسره.
ولكننا قد ابتلينا بصحفيين وإعلاميين وكتاب وبعض الذين لهم علاقة بالشأن التعليمي لا ندري ما هم؟ ولا كيف يفكرون؟ ولا ماذا يريدون؟
لا يحفلون بشرع الله تعالى، ولا يرفعون به رأسا، ولا يرضون به حكما حتى نحتكم وإياهم في قضية الاختلاط إلى الشريعة التي ارتضاها لنا ربنا، وأمرنا بها!
وليسوا من عقلاء البشر حتى نحتكم وإياهم إلى بدائه العقل ومسلماته.
وليسوا من أهل الدراسات والبحوث والإحصاء حتى نعرض قضايا الاختلاف بيننا وبينهم على تلك الدراسات والبحوث والإحصاءات.
إنهم عالة على مجتمعاتهم ،لا حظَّ لهم من تجربة وخبرة، وليس لديهم أثارة من علم ولا معرفة، ولم يكونوا من أهل القراءة والثقافة ومتابعة آخر البحوث والدراسات .
ثم فجأة أُبرزوا للناس في هيئة خبراء ومفكرين ومثقفين، يلوكون كلاماً لا يدركون أبعاده ولوازمه، ويستعملون ألفاظا ومصطلحات لا يفقهون أكثرها، وقد أُذِن لهم وربما شُجعوا على أن يخوضوا في القضايا الكبرى للأمة، وأن يردوا شرع الله تعالى بمحض أهوائهم وشهواتهم، وأن يناكفوا بهذيانٍ كهذيانِ البُلْه والمجانين كبار علماء الشريعة، والمختصين في علوم النفس والاجتماع والحضارة، لا زمام لمقولاتهم ولاخطام، ولا تستند إلى قواعد حتى يحاكمها عقلاء البشر إلى تلك القواعد؛ لنقص عقولهم ومعارفهم، ومرض قلوبهم ونفسياتهم...
ومعهم لفيفٌ ممن يتسمون بالليبراليات ويرون ان الليبرالية هو خروج المرأة واختلاطها بالرجال في كل مجال وفي كل مكان، وانما يردن إفساد بنات المسلمين باسم الإصلاح وانتزاع حقوق المرأة من المجتمع زعموا...
ولن يعطي المرأة حقوقها، ويضعها في مكانها اللائق بها إلا من خلقها ) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ) [الملك:14] فمن عارض شريعته ضُرِب بكلامه عرض الحائط كائنا من كان، ووجب الأخذ على يده، ورده عن غيه وإفساده.
واجب علينا ـ معشر الآباء معشر الأمهات ـ أن ننشِّئ بناتنا على أن تعتزّ الواحدة وتحمد ربها على أن جعلها أنثى، قال الله عزّ وجل: ( وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:32]، ما ينبغي للمرأة أن تتمنى لو كانت رجلاً، ولا ينبغي للرجل أن يتمنى لو كان امرأة, لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمًا [النساء:32]، هذه التربية هي التي نشّأ عليها محمد الرجال والنساء ومَنع الاختلاط.
أيها الإخوة المسلمون، لا يقعدُ بالمرأة عن بلوغ أمل ولا عن تحصيل علم ولا تفاضل في عمل, فقد كان نساء من المؤمنات يشهدن صلاة الصبح مع رسول الله متلفعات بمروطهن ما يُعرفنَ من الغلس، كانت المرأة تشهد صلاة الصبح مع رسول الله ، وكنَّ يشهدن الجمعة والجماعة والغزو والجهاد، وكنّ يتلقّين العلم، ويسابقنَ في مضامير العمل, ما قعد بهن منع الاختلاط عن تحصيل ثواب أو التفوق في الحصول على أجر، لكن أعداء الله عزّ وجلّ يريدون أن يصوِّروا لنا أن منع الاختلاط معناه أن تحرم المرأة من العلم والعمل، يقولون لنا: أتريدون أن نعود إلى عصر الحريم؟! أتريدون لنا أنْ نرجع إلى القرون الوسطى، إلى العصور المظلمة؟! ونحو ذلك من كلام يهوِّلون به، ويخوّفون كل مُصْلِح, كل من يدعو إلى إصلاح، وكل من يدعو إلى منع الفساد، يهولون عليه بمثل تلك الشعارات الباطلة, لكن يبقى الحق حقًا، ويبقى الباطل باطلاً،
وإن من الواجب على عموم المسلمين أن يواجهوا الحملات المنظمة لإفساد المرأة والأسرة، وأن يدفعوا المحاولات المكرورة لتوسيع مجالات الاختلاط والفساد، وأن يسعوا في ردع المفسدين والمفسدات؛ ديانة لله تعالى في إنكار منكرهم، وصيانة لأعراضهم، وحفظا لنسائهم وبناتهم؛ فإن البلدان التي سبقت إلى الاختلاط يعاني نساؤها مشكلات تلو مشكلات، فإن استطاع المفسدون نشر الاختلاط وتعميمه أصابنا ما أصاب غيرنا، ولن يوقفهم عن غيهم إلا وقوفكم -عباد الله- في وجوههم، وفضح مخططاتهم، وبيان عوارهم، وكشف زيفهم، بالاحتساب عليهم، ونشر ما صدر من دراسات وإحصاءات تثبت ضرر الاختلاط، وذلك مسئولية الجميع، ولا يختص بأحد دون أحد؛ فإن الفساد إن انتشر عمَّ ضرره الجميع ( يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) [النساء:27].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق