إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 أبريل 2021

رمضان مشروع حياة

 رمضان مشروع حياة 

عباد الله أن تفقه المسلم في دينه أمر مطلوب حتى يعبد الله  علي بصيرة , قال صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " رواه البخاري ومسلم

و نذكر في هذه الخطبة شيئاً من أحكام الصيام .

-المسلم البالغ العاقل القادر على تحمل الصيام والسالم من كل الموانع المقيم أوجب الله عليه صيام رمضان , وهو أحد أركان الإسلام (فمن شهد منكم الشهر فليصمه )البقره 184 

فالصغير غير البالغ فانه لا يطالب به فرضاً ولكنه يرغب فيه حتى يتعود على الصيام , أما فاقد العقل فإنه رفع عن المجنون حتى يفيق .

وأما الكبير الذي أعجزه الصيام أو أنه مصاب بمرض أعجزه عن الصيام فان الله  تعالىقال {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } البقره 184.

فهذا يطعم عنه كل يوم مسكين بمقدار نصف صاع أي كيلو ونصف تقريبا من طعام البلد " { وما جعل عليكم في  الدين من حرج }.

-أما المسافر فالله يقول " { فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر} .البقره184

فللمسافر سفراً مباحاً فالجواز له بالفطر في رمضان ويقضي بعد رمضان إذا كان السفر يشق عليه وإذا كان السفر لا يشق عليه فالأفضل أن يصوم كما ذكر ذلك بعض العلماء  .

-أما المريض فإن كان المرض يسيراً التي لا تؤثر عليه في الصيام فإنه يجب عليه أن يصوم ولكن إذا كان المرض يتعب الصائم ويشق عليه فإنه يجوز له الفطر وكذلك إذا كان المرض يهدد حياته فالواجب عليه الفطر في رمضان ويقضي اليوم او الايام التي افطرها .

-والمرأة المسلمة إذا جاءها الحيض فإنها تفطر ولو كان قبل الغروب بدقائق معدودة ويجب عليها القضاء للأيام التي أفطرتها , وكذلك الحال بالنسبة للنفساء وأما الحامل إذا شق عليها الصوم سواء لضعفها أو خوفاً على حملها وكذلك المرضعة إذا ضعفت بسبب الصيام فإنه يجوز لهما أن يفطرا ويقضيان بعد رمضان .

عباد الله...من المفطرات في نهار رمضان

من يتعمد الأكل والشرب في نهار رمضان  فإن صومه فاسد وعليه القضاء ,    -ومن أتى زوجته في نهار رمضان فإن صومه فاسد وعليه القضاء والكفارة مغلظة لأنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب فمن يأتي زوجته في رمضان عالماً ذاكراً فعليه عتق رقبة فإن لم يجد صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع يطعم ستين مسكيناً .

-ومن المفطرات القي عمداً أما إذا خرج بدون عمد فلا يفطر .

-وايضا ما يقوم مقام الأكل والشرب كالإبر المغذية فإنها تفطر وكذلك الحجامة أو التبرع بالدم فإنه يفطر الصائم وعليه  القضاء خروجا من خلاف العلماء,

-  وخروج المني منه لشهوة كالعادة السرية المحرمة فإنها تفطر الصائم وعليه القضاء  

وهناك أمور لا تؤثر في الصوم منها :-

الاحتلام في النوم وإن خرج منياً فإنه بغير اختيار النائم فالصيام صحيح ولا قضاء عليه ,

أيضاً خروج الدم اليسير من الفم بالسواك أو الأنف بالرعاف أو دم قلع الضرس أو جروح خفيفة فلا يؤثر ذلك في الصوم ,

كذلك استعمال قطرة العين والأذن أما قطرة الأنف فإنها تدخل للحلق وتفطر الصائم فالواجب تأخيرها عند الإفطار 

كذلك اخذ تحليل دم يسير واستعمال الإبر في العضل لا يؤثر في الصوم 

واستعمال السواك لا يؤثر في الصوم كذلك معجون الأسنان لكن لا يدخل منه شيء للحلق 

وكذلك العطر والبخور لكن لا يتعمد استنشاقه خاصة البخورفانه يؤثر في الصوم

وكذلك بخاخ الأكسجين لا يفطر وابر البنسلين والانسلين لمرضي السكر لا تفطرالصائم

 اللهم فقهنا في الدين وارنا الحق وارزقنا اتباعه وارنا الباطل وارزقنا اجتنابه

الخطبة الثانية :

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. هَا هِيَ أَنْسَامُ الخَيْرِ تَتَسَلَّلُ لِتَمْلَأَ أَجْوَاءَنَا عِطْرًا وَعَبِيرًا، وَهَا هِيَ أَيَّامُ رَمَضَانَ تَقْتَرِبُ لِتُعْلِنَ دُخُولَ شَهْرٍ مِنْ أَفْضَلِ شُهُورِ السَّنَةِ عَلَى الإِطْلَاقِ.

نَعَمْ.. هُوَ شَهْرُ الخَيْرِ، شَهْرُ البَرَكَةِ، شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ.

شَهْرٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ إِذَا دَخَلَ، أَخْرَجَ النَّسَائِيُ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ).

كُلُّ عَمَلٍ نَاجِحٍ لَابُدَّ أَنْ يَسْبِقَهُ تَخْطِيطٌ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُكَ لِهَذَا العَامِ نَاجِحًا، فَهَلْ خَطَّطْتَ لِذَلِكَ؟

هَلْ فَكَّرْتَ فِي مَشْرُوعِكَ الرَّمَضَانِيِّ؟ أَمْ لَا زِلْتَ تَنْتَظِرُ أَنْ يَدْخُلَ الشَّهْرُ وَيَنْتَهِي دُونَ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَيُّ مَشْرُوعٍ؟!

هَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَدَأَتْ تَهُلُّ نَفَحَاتُهُ، وَصِرْنَا نَسْتَمِعُ خُطُوَاتِهِ الأُولَى تَقْتَرِبُ، وَهَا أَنْتَ مَا زِلْتَ حَيَّاً وَغَيْرُكَ فِي بُطُونِ القُبُورِ! وَمُعَافَىً وَغَيْرُكَ يَئِنُّ مِنْ أَمْرَاضِهِ، وَحُرَّاً طَلِيقَاً وَغَيْرُكَ فِي غَيَاهِبِ السُّجُونِ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُ؟

إِنَّ رَمَضَانَ فُرْصَةٌ لَا تَتَكَرَّرُ فِي تَارِيخِ الِإنْسَانِ كَثِيرًا، كَونُهُ فِي العَامِ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَزَمَنُهُ مَحْدُودٌ، وَهُوَ كَذَلِكَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُسْتَهْلَكَ فِي أَعْمَالٍ بَسِيطَةٍ، وَجُهُودٍ غَيْرِ مُرَتَّبَةٍ.

 إِنَّ تَحْدِيدَكَ لِمَشْرُوعِكَ الرَّمَضَانِيِّ يَجْعَلُكَ تُرَتِّبُ أَوْلَوِيَاتِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَسْتَنْفِرُ كُلَّ طَاقَاتِكَ لِتَحْقِيقِ هَذَا الـمَشْرُوعِ.

 وَكَمْ هِيَ الأَعْوَامُ التِي عَانَقْنَا فِيهَا رَمَضَانَ، وَبَكَيْنَا فِيهَا أَسَفَاً لِفَوَاتِ حَظِّنَا مِنْهُ لَيْلَةَ العِيدِ.

إِنَّ مَشْرُوعَكَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ تَوْبَةً خَالِصَةً للهِ تَعَالَى، تُقْبِلُ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَلَى إِعْلَانِ عِزِّكَ بِالهِدَايَةِ، وَتَمَيُّزِكَ بِالاِسْتِقَامَةِ، وَتُعْلِنَ فِيهَا رُجُوعَكَ إِلَى رَبِّكَ وَمَوْلَاكَ، وَسُلُوكَكَ الطَّرِيقَ الصَّحِيحَ الذِي أَوَّلُهُ سَعَادَةٌ فِي الدُّنْيَا، وَآخِرُهُ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضِ، وَيَكْفِيْكَ مَحَبَّةُ اللهِ لَكَ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}.

كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ كَانَ رَمَضَانُ بِدَايَةَ حَيَاتِهِ السَّعِيدَةِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَفْرَاحُ قَلْبِكَ، وَسُمُوُّ رُوحِكَ، لَكَانَ كَافِياً، فَكَيفَ إِذَا عَلِمْتَ حَدِيثَ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الذِي رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ وَغْيرُهُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ).

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَشُرُوعُكَ: تَجْدِيدَ الصِّلَةِ بِاللهِ تَعَالَى، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَعِيشُ شَعَثَاً فِي وَقْتِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَصِلَتِهِ بِاللهِ تَعَالَى، فَلَيسَ لَهُ وِرْدٌ مُحَدَّدٌ مِنْ صَلَاةٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَو قِرَاءَةِ قُرْآنٍ أَوْ بِرٍّ وَصِلَةٍ وَمَعْرُوفٍ.

رَتِّبْ قَبْلَ دُخُولِ الشَّهْرِ وِرْدَاً ثَابِتَاً فِي هَذَا الـمَشْرُوعِ.. مِنْ قِرَاءَةِ قُرْآنٍ.. أَوْ أَذْكَارٍ وَتَسْبِيحَاتٍ وَأَوْرَادٍ.. أَوْ عَمَلِ صَالِحٍ آخَر.. وِرْدٌ ثَابِتٌ لَا تَتَنَازَلُ عَنْهُ فِي أَيَّامِ وَلَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلِّهِ، وَسَتَجِدُ مِنْ صَفَاءِ قَلْبِكَ وَرِقَّةِ مَشَاعِرِكَ وَحَيَاةِ رُوحِكَ مَا لَا تَسَعُهُ مَشَاعِرُ إِنْسَانُ.

ويُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَشُروعُ الإِنْسَانِ: تَدَبُّرُ كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، بِحَيثُ يَجْعَلُ لَهُ أَوْقَاتَاً مُحَدَّدَةً لِهَذَا الـمَشْرُوعِ بَعْدَ أَنْ يُحَدِّدَ لَهُ كُتُبَاً مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ تُعِينُهُ عَلَى تَحْقِيقِ مَشْرُوعِهِ.

وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَشْرُوعُ الإِنْسَانِ: إِغَاثَةُ الفُقَرَاءِ وَالأَيْتَامِ وَالأَرَامِلِ وَالـمَسَاكِينِ، وَالقِيَامِ عَلَى رِعَايَتِهِمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ، وَإِيصَالِ كُلِّ صَاحِبِ فَضْلٍ إِلَيْهِمْ، وَتَرْتِيبِ أَوْضَاعِهِمْ وَالقِيَامِ عَلَى خِدْمَتِهِمْ.

إِنَّ الـمُجْتَمَعَ اليَوْمَ بِحَاجَةٍ لِأَنْ يَنْزِلَ إِلَى مَيْدَانِ العَمَلِ الأَفْرَادُ الذِينَ يَجْلِسُونَ عَلَى دَكَّةِ الاِحْتِيَاطِ، 

إِنَّ رَمَضَانَ فُرْصَةٌ لِإِحْدَاثِ نَقْلَةٍ مَشَاعِرِيَّةِ وَجَسَدِيَّةٍ فِي حَيَاتِنَا، وَفُرْصَةٌ أَنْ نَقِفَ عَلَى الفَرْقِ الكَبِيرِ بَيْنَ العَمَلِ العَشْوَائِيِّ غَيرِ الـمُرَتَّبِ، وَبَيْنَ الـمَشْرُوعِ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ.

أَيُّهَا الأَخُ الحَبِيبُ.. سَتَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى تِلْكَ اللَّحْظَةُ التِي تَقِفُ فِيهَا عَلَى تَكْبِيرَاتِ الـمُسْلِمِينَ بِنِهَايَةِ رَمَضَانَ وَدُخُولِ العِيدِ، وَقَدْ كَتَبْتَ فِي تَارِيخِ حَيَاتِكَ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ عَلَى قُدْرَتِكَ فِي إِدَارَةِ مَشْرُوعِ حِيَاتِكَ، وَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق