إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 1 أبريل 2017

أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه

ابو طلحة الانصاري رضي الله عنه : 
في صحيح مسلم وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما رَمَى جمرةَ العقبةِ في حجة الوداع، ونحَرَ هديَهُ.. دعا الحلاق، فبدأ بشِقِّ رأسِه الأيمن، فأمر صلى الله عليه وسلم بقسمته بين الناس، وكان معه الآلاف من أصحابه، فتفرَّقَ بينهم شعرُ أكرم الخلق، منهم من كان نصيبُه شعرةً واحدة، ومنهم من ظَفِرَ بشعرتَيْنِ، وكُلٌّ فَرِحٌ بما نال.
 ثم قال صلى الله عليه وسلم: احْلِقِ الشِّقَّ الآخرَ. فحلَقَهُ.. واجتمع الشعرُ بين يديه، وتعلَّقَتْ به العيونُ، وإذا برسول الله يسأل: ههنا أبو طلحة؟ أين أبو طلحة؟ فتقدم أبو طلحة.. زيدُ بن سهلٍ الأنصاري... من بين جموع الناس، فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشعرَ كُلَّهُ.
 أيُّ منزلةٍ هذه.. التي بلَغَها أبو طلحة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بني أخواله ، وأحد أعيان البدريين ، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة . 

واسمه : زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، الخزرجي النجاري . 
اسلامه  :  قال مالكٌ أبو أَنَسٍ لامرأتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ – وهي أُمُّ أَنَسٍ – إنَّ هذا الرجلَ – يَعْنِي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يُحَرِّمُ الخمرَ – فانطلق حتى أتى الشامَ فهلَك هناك فجاء أبوطلحةَ ، فخَطَب أُمَّ سُلَيْمٍ ، فكَلَّمَها في ذلك ، فقالت : يا أبا طلحةَ ما مِثْلُكَ يُرَدُّ ، ولكنك امْرُؤٌ كافرٌ ، وأنا امرأةٌ مسلمةٌ لا يَصْلُحُ لِي أن أتزوجَكَ ! فقال : ما ذاك دَهْرُكِ ! قالت : وما دَهْرِي ؟ قال : الصفراءُ والبيضاءُ ! قالت : فإني لا أريدُ صفراءَ ولا بيضاءَ ، أريدُ منك الإسلامَ ، فإن تُسْلِمْ فذاك مَهْرِي ، ولا أسألُك غيرَه ، قال : فمَن لي بذلك ؟ قالت : لك بذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فانطلق أبو طلحةَ يريدُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في أصحابِه ، فلما رآه قال : جاءكم أبو طلحةَ غُرَّةُ الإسلامِ بين عَيْنَيْهِ ، فأَخْبَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما قالت أُمُّ سُلَيْمٍ ، فتَزَوَّجَها على ذلك قال ثابتٌ وهو الْبُنَانِيُّ أَحَدُ رُواةِ القِصَّةِ عن أَنَسٍ : فما بَلَغَنا أنَّ مَهْرًا كان أعظمَ منه أنها رَضِيَتِ الإسلامَ مَهْرًا ، فتَزَوَّجَها وكانت امرأةً مَلِيحَةَ الْعَيْنَيْنِ ، فيها صِغَرٌ…. ( البخاري ومسلم مختصرا )

مناقب وفضائل : 
ضيف رسول الله عليه الصلاة والسلام : في الصحيحين وغيرهما -:
أنَّ رجلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني مَجْهُودٌ - يعني أصابني الجَهْدُ والمشقةُ والجوع -.

أراد رسول الله أن يُواسِيَهُ، فبدأ بنفسِه وأهلِ بيته، أرْسََلَ إلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، فكان الجوابُوالذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما عندنا إلا الماء.

فتوجَّه صلى الله عليه وسلم إلى أصحابِه، قال: (مَنْ يُضِيفُ هَذَا.. الليلةَ، يرحمهُ الله). فبادرَ أحدُهم، ليغتنِمَ رحمةَ الله وثوابَه، وقال: أنا يارسول الله.

لم يكن هذا المُتكلِّمُ أكثرَ الحاضرين مالًا، ولا أوْفَرَهُم طعامًا وشَرابًا، وما كان هو الوحيد الذي توجَّه له الخِطابُ، فالحاضرون جماعةٌ، لكنَّهُ كان مِنْ أسْرَعِهِم إلى الخير، لقد كان أبا طلحة رضي الله عنه.

انطلقَ بالضيفِ إلى بيتِهِ، فقال لأمرأتهأَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تَدَّخِرِيْ عنه شيئا. قَالَتْ: والله مَا عِنْدَنَا.. إِلَّا قُوتُ الصبيان.

وقد يهُونُ على الإنسان أنْ يَجُوعَ؛ لكنَّ رؤيتَه لأطفالِه وَهُمْ جِياعٌ.. مؤلمةٌ و شديدةٌ على النفس.

نظَرَ أبو طلحة إلى الحال، والرُّجوعُ بالضيفِ وَرَدُّهُ مُحَال، فأخَذ يَضَعُ مع امرأتِهِ خِطَّةً لذلك الموقِف، قال: نَوِّمِي صِبيانَكِ، و إذا أرادوا العَشَاءَ فَعَلِّلِيْهِمْ - يعني اشغليهم بشيء -، فإذا دَخَل ضيفُنا فقرِّبي الطَّعامَ، وَأَرِيهِ أَنَّا نَطْعَمُ مَعَهُ، ثم قُومِي إلى السراجِ فأطفئيهِ، واتْرُكِي الطعامَ لِضَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فصَنَعَا ذلك، ونَجَحَتِ الخطَّة، وأكَلَ الضيفُ حتى شبع، وهو لا يشعُرُ بحرجٍ.. ولا إثْقَاٍل، ولا يَدريْ أنَّ البيتَ كلَّهُ جائعٌ مِنْ أجْلهِ!!!.

بَاتَ الضيفُ هَانِئَا، وباتَ أبو طلحةَ جائِعَا، وامرأتُهُ وصِبيانُه كذلك، ليس في بُطُونهم شيءٌ؛ إكرامًا لضيفٍ وَفَدَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فَلَمَّا تَنَفَّسَ الصباحُ، وَوُلِدَ الفَجْرُ، وانشَقَّ الضِّياءُ، غدا أبو طلحةَ كَعَادتِهِ، ليُصَلي الفجرَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإذا بالوحيِ قد نزَلَ من السماءِ، وإذا بالعَمَلِ الصالحِ الذي أخفَاهُ أبو طلحةَ في جوفِ بيتِهِ، لا يَعلمُ به ضيفُهُ ولا أحدٌ من الخَلْقِ، يتنزَّلُ به قُرآنٌ يُتلى إلى يوم القيامةوإذا بِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد عَجِبَ اللهُ - أَوْ قال: ضحِكَ الله - مِنْ صَنِيْعِكُما بضَيْفِكُما الليلةَ)، وأنزل سبحانه﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

بيرحاء : 
 كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . قام أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله ، إن الله يقول : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . وإن أحب أموالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله ، أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بخ ، ذلك مال رايح ، ذلك مال رايح ، وقد سمعت ما قلت ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ) . قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال حدثنى أبى عن ثمامة عن أنس - رضي الله عنه - قال فجعلها لحسان وأبى ، وأنا أقرب إليه ، ولم يجعل لى منها شيئا 
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري
موقف صبر ودعوة مستجابة :
قال ثابتٌ وهو الْبُنَانِيُّ أَحَدُ رُواةِ القِصَّةِ عن أَنَسٍ : فما بَلَغَنا أنَّ مَهْرًا كان أعظمَ منه أنها رَضِيَتِ الإسلامَ مَهْرًا ، فتَزَوَّجَها وكانت امرأةً مَلِيحَةَ الْعَيْنَيْنِ ، فيها صِغَرٌ ، فكانت معه حتى وُلِدَ له بُنَيٌّ ، وكان يُحِبُّه أبو طلحةَ حُبًّا شديدًا . ومَرِضَ الصبيُّ مَرَضًا شديدًا ، وتواضع أبوطلحةَ لِمَرَضِه أو تَضَعْضَعَ له ، 
فكان أبو طلحةَ يقومُ صلاةَ الغداةِ يتوضأُ ، ويأتي النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيُصَلِّي معه ، ويكونُ معه إلى قريبٍ من نِصْفِ النهارِ ، ويَجِيءُ يَقِيلُ ويأكلُ ، فإذا صلى الظهرَ تَهَيَّأَ وذهب ، فلم يَجِئْ إلى صلاةِ الْعَتَمَةِ فانطلق أبو طلحةَ عَشِيَّةً إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وفي روايةٍ : إلى المسجدِ ومات الصبيُّ 
فقالت أُمُّ سُلَيْمٍ : لا يَنْعَيَنَّ إلى أبي طلحةَ أَحَدٌ ابنَه حتى أكونَ أنا الذي أنعاه له ، فهيأت الصبيَّ فسَجَّتْ عليه ، ووَضَعَتْهُ في جانبِ البيتِ ، وجاء أبو طلحةَ من عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى دخل عليها ومعه ناسٌ من أهلِ المسجدِ من أصحابِه 
فقال : كيف ابْنِي ؟ فقالت : يا أبا طلحةَ ما كان منذ اشْتَكَى أَسْكَنَ منه الساعةَ وأَرْجُو أن يكونَ قد استراح ! فأَتَتْه بعَشائِهِ فقَرَّبَتْهُ إليهم فتَعَشَّوْا ، وخرج القومُ ، قال : فقام إلى فراشِه فوضع رأسَه ، ثم قامت فتَطَيَّبَتْ ، وتَصَنَّعَتْ له أَحْسَنَ ما كانت تَصَنَّعُ قبلَ ذلك ، ثم جاءت حتى دَخَلَتْ معه الفراشَ ، فما هو إلا أن وجد رِيحَ الطِّيبِ كان منه ما يكونُ من الرجلِ إلى أهلِه ، 
فلما كان آخِرُ الليلِ قالت : يا أبا طلحةَ أَرَأَيْتَ لو أنَّ قومًا أعارُوا قومًا عاريةً لهم ، فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوهم ؟ فقال : لا ؛ قالت فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان أعارك ابنَك عاريةً ، ثم قبضه إليه ، فاحْتَسِبْ واصْبِرْ ! فغَضِبَ ثم قال : تَرَكْتِنِي حتى إذا وَقَعْتُ بما وَقَعْتُ به نَعَيْتِ إلَيَّ ابْنِي ! فاسْتَرْجَعَ ، وحَمِدَ اللهَ ، فلما أصبح اغتسل ، ثم غدا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصَلَّى معه فأخبره ، 
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بارك اللهُ لكما في غابِرِ ليلتِكُما ، فثَقَلَت من ذلك الحملِ ، وكانت أُمُّ سُلَيْمٍ تسافرُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، تخرجُ إذا خرج ، وتدخلُ معه إذا دخل ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا وَلَدْتِ فأْتُونِي بالصبيِّ ، قال : فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ وهي معه ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أتى المدينةَ من سَفَرٍ لا يَطْرُقُها طُرُوقًا ، فدَنَوْا من المدينةِ ، فضربها الْمَخَاضُ ، واحْتَبَس عليها أبوطلحةَ ، وانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، 
فقال أبو طلحةَ يا رَبِّ إنك لَتَعْلَمُ أنه يُعْجِبُنِي أن أخرجَ مع رسولِك إذا خرج ، وأدخلَ معه إذا دخل ، وقد احْتَبَسْتُ بما تَرَى ، قال : تقولُ أُمُّ سُلَيْمٍ : يا أبا طلحةَ ما أَجِدُ الذي كنتُ أَجِدُ فانْطَلَقا ، قال : وضربها الْمَخَاضُ حين قَدِمُوا ، فوَلَدَتْ غلامًا ، 
وقالت لابنِها أَنَسٍ : يا أَنَسُ ! لا يَطْعَمُ شيئًا حتى تَغْدُوا به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وبَعَثَتْ معه بتَمَراتٍ ، قال : فبات يبكي ، وبِتُّ مُجْنِحًا عليه ، أُكَالِئُهُ حتى أصبحتُ ، فغَدَوْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وعليه بُرْدَةٌ ، وهو يَسِمُ إبِلًا أو غنمًا قَدِمَتْ عليه ، فلما نظر إليه ، قال لأنسٍ : أَوَلَدَتْ بنتُ مِلْحَانَ ؟ قال : نعم ، فقال : رُوَيْدَكَ أَفْرُغُ لك ، قال : فأَلْقَى ما في يدِه ، فتناول الصبيَّ وقال : أمعه شيءٌ ؟ قالوا : نعم ، تمراتٌ ،
فأخذ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعضَ التمرِ فمَضَغَهُنَّ ، ثم جَمَع بُزَاقَه ، ثم فَغَر فاه ، وأَوْجَرَهُ إيَّاه ، فجعل يُحَنِّكُ الصبيَّ ، وجعل الصبيُّ يَتَلَمَّظُ : يَمُصُّ بعضَ حلاوةِ التمرِ وريقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فكان أولُ مَن فَتَحَ أمعاءَ ذلك الصبيِّ على رِيقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : انظروا إلى حُبِّ الأنصارِ التمرَ ، قال : قلت : يا رسولَ اللهِ سَمِّهِ ، قال : فمسح وجهَه وسماه عبدَ اللهِ ، فما كان في الأنصارِ شابٌّ أفضلَ منه ، قال فخرج منه رَجِلٌ كثيرٌ ، واستُشْهِدَ عبدُ اللهِ بفارِسٍ .
استجابة لله والرسول عليه الصلاة والسلام :
كنتُ أَسقي أبا طلحةَ الأنصاريَّ وأبا عُبَيدَةَ بنَ الجرَّاحِ وأُبَيَّ بنَ كعبٍ شرابًا من فَضيخٍ، وهو تمرٌ، فجاءهم آتٍ فقال : إن الخمرَ قد حُرِّمَتْ، فقال أبو طلحةَ يا أنسُ، قُمْ إلى هذه الجِرارِ فاكسِرْها، قال أنسٌ : فقُمتُ إلى مِهراسٍ لنا فضرَبتُها بأسفَلِه حتى انكسرَتْ .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري

 5 بركة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام في بيت ابي طلحة :
قال أبو طلحةَ لأمِّ سُلَيمٍ لقد سمِعتُ صوتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضعيفًا، أعرِفُ فيه الجوعَ، فهل عِندَك من شيءٍ ؟ فقالتْ : نعمْ، فأخرَجتْ أقراصًا من شعيرٍ، ثم أخذَتْ خِمارًا لها، فلفَّتِ الخبزَ ببعضِه، ثم أرسلَتْني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذهَبتُ فوجَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجدِ ومعَه الناسُ، فقُمتُ عليهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أأَرسَلك أبو طلحةَ ) . فقلتُ : نعمْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَن مَعه : ( قوموا ) . فانطلَقوا وانطلَقتُ بين أيديهم، حتى جئتُ أبا طلحةَ فأخبَرتُه، فقال أبوطلحةَ يا أمَّ سُلَيمٍ، قد جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والناسُ، وليس عِندَنا من الطعامِ ما نُطعِمُهم، فقالتْ : اللهُ ورسولُه أعلمُ، فانطلَق أبو طلحةَ حتى لقِي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو طلحةَ حتى دخَلا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هلُمِّي يا أمَّ سُلَيمٍ ما عِندَك ) . فأتَتْ بذلك الخبزِ، قال : فأمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك الخبزِ ففُتَّ، وعصَرَتْ أمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً لها فأَدَمَتْه، ثم قال فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء اللهُ أن يقولَ، ثم قال : ( ائذَنْ لعشَرَةٍ ) . فأذِن لهم فأكَلوا حتى شبِعوا، ثم خرَجوا، ثم قال : ( ائذَنْ لعشَرَةٍ ) . فأذِن لهم، فأكَل القومُ كلُّهم وشبِعوا، والقومُ سبعونَ أو ثمانونَ رجلًا .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري
شجاعة ابو طلحة :
ما كان يومُ أُحُدٍ انهزَمَ الناسُ عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم ، وأبو طلحةَ بين يديِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم مُجَوِّبٌ به عليه بِحَجَفَةٍ له، وكان أبو طلحةَ رجلًا راميًا شديدَ القَدِّ، يكسِرُ يومَئذٍ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجلُ يمرُّ معَه الجُعبةُ من النبلِ، فيقولُ : ( انثُرها لأبي طلحةَ ) . فأشرَف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينظُرُ إلى القومِ، فيقولُ أبو طلحةَ يا نبيَّ اللهِ، بأبي أنت وأمي، لا تُشرِفْ يُصِبْك سهمٌ من سهامِ القومِ، نحري دون نحرِك . ولقد رأيتُ عائشةَ بنتَ أبي بكرٍ وأمَّ سُلَيمٍ، وإنهما لمشَمِّرَتانِ، أرَى خَدَمَ سوقِهما،تُنْقِزَانِ القِرَبَ على مُتُونِهما، تُفرِغانِه في أفواهِ القومِ، ثم تَرجِعانِ فتَملآنِها، ثم تَجيآنِ فتُفرِغانِه في أفواهِ القومِ، ولقد وقَع السيفُ من يدَي أبي طلحةَ، إما مرتينِ وإما ثلاثًا .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري
كان أبو طلحةَ يَتَتَرَّسُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بتُرْسٍ واحدٍ ، وكان أبو طلحةَ حسنَ الرَّمْيِ ، فكان إذا رمى تشرَّفَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فينظرُ إلى موضعِ نَبْلِهِ .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري
لَصوْتُ أبي طلحةَ في الجيشِ خيرٌ مِنْ ألفِ رجلٍ
الراوي : جابر بن عبدالله المحدث : الألباني المصدر : صحيح الجامع

وفي السيرة : ( أنَّ هوازِنَ جاءت يومَ حُنينٍ بالصِّبيانِ والنِّساءِ والإبلِ والغنمِ فجعَلوهم صفوفًا ليُكثِروا على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فالتَقى المسلمونَ والمشرِكونَ فولَّى المسلمونَ مدبرينَ كما قالَ اللَّهُ - تعالى - فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: يا عبادَ اللَّهِ أنا عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ، ثمَّ قالَ: يا معشرَ الأنصارِ أنا عبدُ اللَهِ ورسولُهُ فَهزمَ اللَّهُ المشرِكينَ ولم يضرِبْ بسيفٍ ولم يطعَن برمحٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومئذٍ: من قتلَ كافرًا فلَهُ سلبُهُ فقتلَ أبوطلحةَ يومئذٍ عشرينَ رجلًا وأخذ أسلابَهم ) 
من قتل كافرًا فله سلَبُه فقتل أبو طلحةَ يومئذٍ عشرين رجلًا وأخذ أسلابَهم ولقِيَ أبو طلحةَأمَّ سُلَيمٍ ومعها خِنجرٌ فقال يا أمَّ سُلَيمٍ ما هذا معك قالت أردتُ واللهِ إن دنا مِني بعضُهم أبعجُ به بطنَه فأخبر بذلك أبو طلحةَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) ( صحيح ابي داوود  الالباني  )

صلاة في منزل ابي طلحة "
أن أبا طلحةَ دعا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى عُمَيْرِ بنِ أبي طلحةَ حينَ توُفِّيَ ، فأتاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فصلَّى علَيهِ في منزلِهِم ، فتقدَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، وَكانَ أبو طلحةَ وراءَهُ ، وأمُّ سُلَيْمٍ وراءَ أبي طلحةَ ولم يَكُن معَهُم غيرُهُم
الراوي : أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث : الألباني المصدر : أحكام الجنائز
الصفحة أو الرقم126 | خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم له شاهد بمعناه
اقتحام من على الراحلة ":
أنه أقبَل هو وأبو طلحةَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَفِيَّةُ ، مُردِفُها على راحلتِه ، فلما كانوا ببعضِ الطريقِ عثَرَتِ الناقةُ ، فصُرِع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمرأةُ ، وإنَّ أبا طلحةَ قال : أحسِب - اقتَحَم عن بعيرِه ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا نبيَّ اللهِ جعَلني اللهُ فِداك ، هل أصابك من شيءٍ ؟ قال : ( لا ، ولكن عليك بالمرأةِ ) . فألقى أبو طلحةَ ثَوبَه على وجهِه فقصَد قصدَها ، فألقى ثَوبَه عليها ، فقامَتِ المرأةُ ، فشَدَّ لهما على راحلتِهما فركِبا ، فساروا حتى إذا كانوا بظهرِ المدينةِ ، أو قال : أشرَفوا على المدينةِ ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( آيِبونَ تائِبونَ عابِدونَ ، لربِّنا حامِدونَ ) . فلم يَزَلْ يقولُها حتى دخَل المدينةَ .
الراوي : أنس بن مالك المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري
10 رجل عبادة :
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس أن أبا طلحة صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة ، لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى ( قال في السير غريب على شرط مسلم )

وفاة ابو طلحة الانصاري : 
عن أنس أن أبا طلحة قرأ : انفروا خفافا وثقالا فقال : استنفرنا الله ، وأمرنا شيوخنا وشبابنا ، جهزوني ، فقال بنوه : يرحمك الله ! إنك قد غزوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، ونحن نغزو عنك الآن . 

قال : فغزا البحر ، فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها ، إلا بعد سبعة أيام ، فلم يتغير

مات سنة أربع وثلاثين وقال خليفة وحده : سنة اثنتين وثلاثين .











1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق