( الاحتراز من كورونا )
الحمد لله .. عِبَادَ اللهِ.. قد حثَّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أَمته عَلَى التَّحَرُّزِ مِنَ الْأَمْرَاضِ ،وَأَرْشَدَهُمْ لِمُجَانَبَةِ الْمُصَابِينَ بِهَا،
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم بَايَعَ الرَّجُلَ الْمَجْذُومَ ثَمَّ قَالَ:”ِإنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَفَارْجِعْ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَال صلى الله عليه وسلم كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ: “وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسَدِ”، ،
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَبِأرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا” رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا.
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: (لا يوردن ممرض على مصح)
وَيُؤْخَذُ مِنَ هذه الأْحَادِيثِ وجوب الأخذ بالأسباب، وعَدَمُ إِلْقَاءِ النَّفْسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَأَنَّالتعقيم، ولبس الكمامات، وَعَمَلَ الْوِقَايَةِ مِنَ الْوَبَاءِ، وَعَدَمَ مُخَالَطَةِ المَرْضَى، ونحوها منالأسباب؛كل ذلك مقرر أصله في الشريعة ومن ذلك ما وجهت به الدولة من قرارات احترازيةفي الحرمين وفي سائر المساجد وفرض ما سمي التباعد الاجتماعي في المناسبات وسائرالتجمعات وكل ذلك أخذاً بأسباب الحماية ولِأَنَّ الْأَخْذَ بِالْحَيْطَةِ وَالْحَذَرِ مَنْهَجٌ شَرْعِيٌّ..قَالَ اللهُتَعَالَى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ”
فالإنسان يبذل ما في وسعه من الأسباب التي تقيه من الأمراض متوكلا على الله في سائرأحواله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي كافيه ما يهمه فالتوكل على الله إيمان بالغيب معاستنفاد الوسائل المشروعة وإمام المتوكلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
وسيرته جلية محفوظة؛ قد بذل الأسباب مع توكله على الله جل وعلا فقد اختفى في الغار عنالكفار، وظاهَرَ في بعض غزواته بين درعين ، وتعاطى الدواء ، وقال: "من يحرسنا الليلة" ،وأمر بغلق الباب وإطفاء النار والسراج عند المبيت ، وقال لصاحب الناقة "أعقلها وتوكل"
فخذوا بالأسباب المشروعة التي لَا تنَافِي التَّوَكُّلَ على الله (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىصِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
ولنعلم عباد الله أن الأمراض والأوبئة من جنود الله تعالى، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)،مسخرة مدبرة بأمره سبحانه لا تخرج عن ملكه وقوته وجبروته وسلطانه وإرادته، فالله تعالىيصيب من يشاء من عباده بما شاء ،فيصيب من عباده المؤمنين القَائِمِينَ بِأَمْرهِ اللهِ تَعَالَىفَيبتليهم ليصَبَرُوا وَيحْتَسَبُوا فيؤجِرُوا أَجْرًا عَظِيمًا.
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنهاا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ،فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍيَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا (الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ..
وعلى العبد إذا رأى مصاب قوم أن يدعو بما ورد، فعن عمر و أبي هريرة رضي الله عنهماأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافانيمما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء)..
فتذكروا عباد الله واعتبروا وتوبوا واذكروا الله وأعملوا بالأسباب والتحرزات
وذكر الله أولاها وأولها فاذكروا ربكم ليل نهار قال صلى الله عليه وسلم ما من عبدٍ يقولُ فيصباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا فيالسَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيء) رواه الترمذي وصححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) متفق عليه،أي كفتاه من كل آفة وشر.
وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب رضي الله عنه قل، قلت: يا رسول الله ما أقول؟قال: (قل هو الله أحد) و(المعوذتين) حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كلشيء. وغيرها من الأذكار نسأل الله لنا ولكم العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة
الخطبة الثانية :
عباد الله ... الله الله أن يؤتى المجتمع من قبلنا ، ولنستمر باتباع ما تمليه ضرورة الحال منأحكام وأحوال ، والتقيد بتوجيهات كل جهة مسؤولة بحسب ما سنستخدم من ميدانها ،فالمساجد نأتيها بلا ازدحام ولا إهمال، ونتقيد معها بالتعليمات المنجية والاحترازات اللازمة،
وكذا كل الميادين الأخرى من دوائر حكومية وأسواق وغيرها ، حتى يؤذن بانتهاء الوباءوانحسار آثاره وقريباً بإذن الله واشكروا الله بتعظيمه في قلوبكم وبالثناء عليه بألسنتكم،والتحدث بنعمته في طاعته ، والإنابة إليه،و اقتدوا بنبيكم عليه أفضل الصلاة و السلام،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق