( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
يا ابن آدم لو كُشِفَ لك عما في الغيب، لم تختر غير ما اختاره الله لك، فكم من إنسان ما أتاه الغيث والغوث إلا بعدما أرعد القدر وأبرق فوق رأسه، فالمحن قد تكون مِنحًا، واللَّفحات يعقُبها النفحات، والكتاب والسنة والتاريخ دُوِّنت فيها وقائع لا تعَدُّ ولا تُحصى مما ظاهِرُها العذاب، وباطنها الرحمة والرزق والعُلوّ.
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ -رحمه الله- قَالَ: مَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا مُبْتَلًى بِعَافِيَةٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ شُكْرُهُ؟ أو مُبتلىً بِبَليةٍ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُهُ؟.
قد يُنعِمُ اللهُ بالبلوَى وإنْ عَظُمتْ ويَبتلِي اللهُ بعضَ القومِ بالنِّعَمِ
هي وقفات وجيزة مع قوله تعالى: { كُتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ..والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
في هذه الآية عدَّة حِكمٍ وأسرارٍ ومصالحَ للعبدِ:
فإن العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه. . ومِن أسرارِ ذلك : أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ المضرَّةوالهلاك فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك.
وهذا لا يمنع من الدعاء والطلب والرغبة والالحاح لكن لو لم يأتك ما دعوت وطلبت فلا تقنط ولا تجزع ولا تشك في رحمة الخالق سبحانه وتعالى ولا في برّه وعطاءه وكرمه
ما أجملَ أنْ تضع هذه الآية نصب عينيك عندما تواجه أمراً تكرهه، فأنتَ لا تدري أين الخير هل هو فيما تحب أو فيما تكره، فلا تنظر إلى ظاهر الأمور وتغفل عمَّا تنطوي عليه من الحِكَم والفوائد.
حينما أصدر فرعون قراره بقتل من يولد لبني إسرائيل من الذكور، ووضع كل المحاذير حتى لا يفلت منهم أحد، وُلد موسى -عليه السلام- فقدَّر الله سبحانه وتعالى أن يولد هذا المولود، ويربى في نفس دار فرعون ، وينشأ على فراشه، ويُغذى بطعامه وشرابه، ثم يكون هلاكه في الدنيا والآخرة على يديه لتصل الرسالة لجميع الخلق: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [يوسف: 21]
إخوة يوسف - عليه السلام - أرادوا قتله فلم يَمُت، أرادوا محوَ أثره فارتفع شأنه وعلا نجمه، أرادوا بيعَه مملوكًا فأصبح ملكًا، أرادوا أن يُزيلوا محبته من قلب أبيهم فما ازداد أبوهم إلا حبًّا وشغفًا به، وكأن الله تعالى يقول: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [النور: 11].
ويأتي موسى إلى الخِضر - عليهما السلام - ويخرق الخضر السفينة، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، ويقتل الغلام فالله يعلم وأنتم لا تعلمون، ويمنَع الرزق عن الأيتام ببناء الجدار، والله يعلم وأنتم لا تعلمون؛ لأن ما أخفاه الله من لطفه بعباده أعظم وأعظم.
ثمامة بن أثال -رضي الله عنه- السيد في قومه يقع أسيرًا بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فيحدث له ما تسمع، فعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: (( مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ )) فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: (( مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ )) قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: (( مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ )) فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ))، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللهِ، مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَا وَاللهِ، لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. ( البخاري )
وهذه أمة سوداء يقع عليها الظلم الشديد فيكون ذلك سببا في نجاتها من الكفر، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنَ العَرَبِ، فَأَعْتَقُوهَا، فَكَانَتْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ عَلَيْهَا وِشَاحٌ أَحْمَرُ فوَقَعَ مِنْهَا، فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ وَهُوَ مُلْقًى، فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ، قَالَتْ: فَالْتَمَسُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَتْ: فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ، إِذْ مَرَّتِ الحُدَيَّاةُ فَأَلْقَتْهُ، قَالَتْ: فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَهُوَ ذَا هُوَ، قَالَتْ: فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْلَمَتْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَ لَهَا خِبَاءٌ فِي المَسْجِدِ، فَكَانَتْ تَأْتِينِي فَتَحَدَّثُ عِنْدِي، فَلاَ تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا، إِلَّا قَالَتْ:
وَيَوْمَ الوِشَاحِ مِنْ أَعَاجِيبِ رَبِّنَا. . . أَلاَ إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجَانِي ( كان شراً ما حصل لها من الاتهام في نظرهم ، لكنه كان خيرا ً في عاقبته)
وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذهب ليَعتمر فتعترضه قريش بصُلحِ الحديبية، فلم تَحصل لهم العمرة وضاق بعض الصحابة بهذا الصلح، ولكن الله سمَّاه فتحًا فقال تعالى: { لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح: 27]
فعلم ما لم تعلموا، ما أجملَها من عبارة، وما ألطفَه من تقدير! وكما قال يوسف - عليه السلام -: { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ } [يوسف: 100].
ومَن وقفَ مع كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرأ التاريخ الصحيح لرأى من ذلك عجبا عجاباً ولكن هي إشارات وإلماحات. أسأل الله أن ينفع بها ويحيي بها قلوبنا ويشرح بها صدورنا وأن نكون على يقين بـ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
الخطبة الثانية :
وماذا بعـــــــدُ ، إذا تم علمك بالله وصحت المعرفة به سبحانه فلابد لك من أمور :
الأمر الأول : الرضا بالله وعن الله : ومعناه يجمع أمرين: الرضا بقضاء الله وقدره، والرضا بشرعه وأمره
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: (( ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ عليه الصلاة والسلام رَسُولًا )).
قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ -رحمه الله-: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إِلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ فَقَالَ: إِذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي قَبِلْتُ. وَإِنْ مَنَعْتَنِي رَضِيتُ. وَإِنْ تَرَكْتَنِي عَبَدْتُ. وَإِنْ دَعَوْتَنِي أَجَبْتُ.
ومقتضى الرضا أن لا تعترض على الله تعالى لا في قضائه وقدره ولا في أمره ونهيه
قال الحسن البصري -رحمه الله-: لا تكرهوا النقمات الواقعة والبلايا الحادثة فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك ولرب أمر تؤثره فيه عطبك.
الأمر الثاني: التفويض إلى الله في جميع الأمور
ما أحوجنا أن نتلبس بهذه الآية في كل أمورنا {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [غافر: 44]
فقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نستخير الله في جميع أمورنا، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: (( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ )).
فلرُبَّ أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أَمْر تُحِبّهُ فيه عَطَبك، لذلك صدق من قال: مَا خَابَ مَنْ اسْتَخَارَ، وَلَا نَدِمَ مَنْ اسْتَشَارَ.
ففوِّض أمرك إلى الله في كل ما يَجري حولك ، وثق بوعد الله وأنه لا يخلف الميعاد ، فكل شيء يسير وَفْقَ تقديره - عز وجل - وهو يعلم ونحن لا نعلم،
يعلم سبحانه وتعالى ما في أحكامه الشرعية من الخير والمصلحة للناس جميعاً ، ولكن الناس لا يعلمون
يعلم مافيه صلاحك فدلك عليه ويعلم مافيه ضررك فنهاك عنه ..تأكد وكن على يقين وثقة أن الله لا يأمرك الاّ بشيء فيه مصلحتك ولا ينهاك عن شيء الاّ فيه ضررك ...يعطيك الطبيب الاستشاري الدواء ( حبوب وشراب ودهانات ومراجعات واشعات ، ويأمرك بامور تفعلها تأكلها وتشربها ، وينهاك عن امور تجتنبها وتبتعد عنها من مأكولات ومطعومات ، بل لم منعك الماء لا متنعت ، ولو منعك من احب الاشياء إليك لاطعت ، فلا تراجعه بشيء وتستسلم لامره ونهيه ودواءه وشرابه .. وعندما تُسأل عن هذا تقول : هو أعلم وهو طبيب وهو استشاري ..
وهذا علم بشر ، لا يعلم الاّ ما علمه الله وقد يُصيب ويُخطئ وانت في غاية الاستسلام له ..
فكيف بعلم الله ؟
علم الله شامل كامل محيط بكل شيء لا يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان سبحانه وتعالى
يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون
يعلم السرائر وما في الضمائر وما تُخفي النفوس ، لا تخفى عليه خافية ، يعلم خائنة الاعينوما تخفي الصدور
إنّ علم الله أعظم مما وصفنا وأجلّ لا تدركه عقول البشر ولا تصل الى حقيقته وسعته ، واذاكان كذلك فينبغي للعبد ان يسلم لامر الله وشرعه وأمره ونهيه وأن ينقاد الى طاعته فإنه سبحانه يعلم من خلق ويعلم ما يصلحهم وما يضرهم وهو اللطيف الخبير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق