( حسن الخلق )
الخطبة الاولى :
فإن ربنا جلا في علاه قال لنبينا صلى الله عليه و على اله و سلم ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ (
ثم قال جلا و علا { وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } ثم وجهه ربنا سبحانه و تعالى لحسن الخلق و كيفية التعامل مع الناس فقال جلا في علاه { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } فبين الله جلا و علا انه مع مرتبة النبوة العظيمة و مع كونه عليه الصلاة و السلام هو سيد الأولياء و هو خاتم الأنبياء و هو المقدم يوم القيامة و سيد ولد آدم إلا أن ذلك لا يغنيهابداً أن يحسن خلقه مع الناس..
و لما اثنى الله جلا و علا على نبينا صلى الله عليه و سلم قال سبحانه و تعالى ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ. ) و لما سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها سالها عروة ابن الزبير عن اخلاقالنبي صلى الله عليه و سلم فقالت له : ( الست تقرأ القرءان، قال: بلى ، قالت: كان خلقه القرءان ( بمعنى ان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في القرءان قول الله جلا و علا ... و {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.. فيحسن إلى الكبير و الصغير يحسن إلى الغني و الفقير يحسن إلى المسلم و الكافر يحسن إلى القوي و الرقيق ...{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}....
يقرأ في القرءان قول الله جلا و علا ... { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }. فيتكلم باحسن الكلام ..
قالت ( كان خلقه القرءان ) و كان النبي صلى الله عليه و سلم يبين في احاديث كثيرة أن كثرة الصلاة و الصيام و كثرة العبادة و التقرب إلى الله تعالى إذا لم تؤثر في اخلاقك فلم ترزقك رفقا مع الناس و لم تكف أذاك عنهم فما حققت الغاية منهم..
ففي مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه و سلم ذكر له حال امرأة و ذكر له من صلاتها و صيامها و عبادتها قالوا يا رسول الله غير انها تؤذي جيرانها بلسانها المرأة هي كثيرة الصلاة و الصيام و كثيرة العبادة و القيام لكن هذه العبادات لم تؤثر في اخلاقهالكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عليه الصلاة و السلام هي في النار..
الحديث ) : قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ فذَكَرَ من كثرةِ صلاتِها وصدقتِها وصيامِها غيرَ أنَّها تُؤْذِي جيرانَها بلسانِها قال هيَ في النارِ قال يا رسولَ اللهِ فإنَّ فلانَةَ فذَكَرَ من قلَّةِ صيامِها وصلاتِها وأنَّها تصَّدَّقُ بالأثْوارِ من الأقِطِ ولا تُؤْذِي بلسانِها جيرانَها قال هي في الجنةِ ))
فكان نبينا صلوات ربي عليه و سلم يعلم اصحابه دائما أن التخلق بالاخلاق الحسنة هي رمز من رموز الاسلام.
سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة فقال عليه الصلاة و السلام ) : تقوى الله و حسن الخلق) حديث حسن .
و لما سئل عليه الصلاة و السلام عن اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة قال عليه الصلاة و السلام (( .. ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛))...حديث حسن صحيح
و لما تكلم عليه الصلاة و السلام عن اسعد الناس يوم القيامة بالقرب منه و اقرب الناس منه مجلسا يوم القيامة قال عليه الصلاة و السلام (( ان من احبكم الي و اقربكم الي مجلسا يوم القيامة احاسنكم خلقا الموطئون اكنافا الذين يألفون و يؤلفون... ثم قال ... و لا خيرَ فيمن لا يألَفُ و لا يُؤلَفُ)) ... اللفظ الغليظ هذا لا خير فيه.
و قال عليه الصلاة و السلام منبها إلى أن حسن الخلق يرفع العبد في الدنيا و الآخرة قال:( إنَّ الرجلَ لَيُدرِكُ بحُسنِ خُلُقِه ، درجاتِ قائمِ الليلِ صائمِ النَّهارِ)) حكم المحدث: صحيح
فلئن نافسك الناس في قيام الليل و نافسوك في صيام النهار فافعل ذلك إن استطعت و زد عليه أن تحسن اخلاقك مع الناس .... ان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار...
وكان نبينا صلوات ربي و سلامه ينبه دائما على هذه الفضائل لاجل ان يبين لاصحابهانكم باخلاقكم تكسبون محبة الناس بأخلاقكم تدعون الناس الى الاسلام بأخلاقكم تعيشون سعداء مع الناس مع والديكم مع زوجاتكم بل مع الناس جميعا من أبناء و أخوة و أخوات بالاخلاق تستطيع ان تأسر قلوب الناس جميعا ..
قال عليه الصلاة و السلام ( أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ و إنْ كان مُحِقًا ، و بَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ و إنْ كان مازِحًا ، و بَيتٌ في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ( خلاصة حكم المحدث: حسن
و أوصى النبي صلى الله عليه و سلم بأن يحسن المرء خلقه و تعامله مع اقرب الناس اليهيبدأ بهم ثم بعد ذلك ينثني إلى غيرهم فكان عليه الصلاة و السلام يقول : (( خيرُكم خيرُكملأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)) الراوي: عائشة أم المؤمنين خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
خيركم خيركم لاهله -يعني -أحسنكم و أجودكم و أعلاكم منزلة الذي يكون خيرا لاهله ثم قال و انا خيركم لأهلي..
إذا خيركم مع اهله من كان يكثر الإبتسامة معهم ..خيركم مع أهله من يرفق في التعامل معهم.. خيركم مع أهله من يتحمل أذاهم من يكف أذاه عنهم من يكون كريما و يوسع عليهم قال ... خيركم خيركم لاهله...
و انك لتعجب اليوم إذا وجدت بعض الناس ربما حسن خلقه أصحابه مع أصدقائه مع زملائه في عمل أو مع رؤساءه و إذا نظرت إلى تعامله مع زوجته مع أبناءه و بناته أو ربما مع أمه و أبيه أيضا لوجدته لا يحسن خلقه و لا يتحمل الاذى و لا يرفق و لا يحلم و لا يكظم غيضه كما يفعل إذا خالط أصدقاءه او زملائه..
و هو يسمع قول سيدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام و هو يقول.... خيركم خيركملاهله...فأولى الناس بحسن الخلق هم اهلك الذين تعيش معهم.
الإسلام ايها المسلمون :وصانا بوصايا يحفظ بها قلوب بعضنا مع بعض صافية متآلفة متحابة و كلما كان المرء محبوبا عند الخلق رفع الله قدره و أعلى منزلته إن ابتسامتك في وجه أخيك و رفقك معه و كفك لإذاك و اختيارك أحسن العبارات انه ليقع موقعا من الاجرالعظيم عند الله قبل أن يقع الموقع العظيم عند أخيك و لذلك حرم الاسلام علينا أشياء كلها لإجل أن تظل القلوب متآلفة.
فعجبا من أقوام يعلمون أنهم يكسبون محبة الناس بما هو أسهل و اقرب من ذلك بابتسامة و رفق و كف أذى عنهم و تآلف في الحديث معهم و لين جانب التعامل معهم فيستطيع بذلك ان يكسب قلوبهم و أن يرفع الله جلا و علا درجته.
و لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام حريصا على هذا و لذلك كان كثيرا ما يدعو قائلا ... (( اللهم اهدني لإحسن الاقوال و الاعمال و الاخلاق)).... عجبا يدعوا بذلك و ربنا قد مدحه فقال ... { وانك لعلى خلق عظيم} نعم يستزيد من فضل ربه ومنته و كرمه يقول ( اللهم اهدني لأحسن الأقوال و الأعمال و الأخلاق لا يهدي لأحسنها الا أنت و اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت. (
سئل عبد الله بن مبارك رحمه الله تعالى عن حسن الخلق فاختصرها في كلمتين فاحفظوها: قال حسن الخلق شيئ هين وجه طليق و كلام لين حسن الخلق شيئ هين وجه طليق مبتسم و كلام لين يعني رفيق مع الناس.
أسال الله جلا و علا أن يهدينا لأحسن الأقوال و الأعمال و الأخلاق لا يهدي لأحسنها الاهو.
اللهم و اصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا انت يا رب العالمين اقول ما تسمعون و استغفر الله رب العظيم لي و لكم من كل ذنب عظيم استغفروه و توبوا اليه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
فإن ربنا جلا في علاه قال لنبينا صلى الله عليه و على اله و سلم ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ (
ثم قال جلا و علا { وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } ثم وجهه ربنا سبحانه و تعالى لحسن الخلق و كيفية التعامل مع الناس فقال جلا في علاه { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ } فبين الله جلا و علا انه مع مرتبة النبوة العظيمة و مع كونه عليه الصلاة و السلام هو سيد الأولياء و هو خاتم الأنبياء و هو المقدم يوم القيامة و سيد ولد آدم إلا أن ذلك لا يغنيهابداً أن يحسن خلقه مع الناس..
و لما اثنى الله جلا و علا على نبينا صلى الله عليه و سلم قال سبحانه و تعالى ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ. ) و لما سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها سالها عروة ابن الزبير عن اخلاقالنبي صلى الله عليه و سلم فقالت له : ( الست تقرأ القرءان، قال: بلى ، قالت: كان خلقه القرءان ( بمعنى ان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في القرءان قول الله جلا و علا ... و {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.. فيحسن إلى الكبير و الصغير يحسن إلى الغني و الفقير يحسن إلى المسلم و الكافر يحسن إلى القوي و الرقيق ...{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}....
يقرأ في القرءان قول الله جلا و علا ... { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }. فيتكلم باحسن الكلام ..
قالت ( كان خلقه القرءان ) و كان النبي صلى الله عليه و سلم يبين في احاديث كثيرة أن كثرة الصلاة و الصيام و كثرة العبادة و التقرب إلى الله تعالى إذا لم تؤثر في اخلاقك فلم ترزقك رفقا مع الناس و لم تكف أذاك عنهم فما حققت الغاية منهم..
ففي مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه و سلم ذكر له حال امرأة و ذكر له من صلاتها و صيامها و عبادتها قالوا يا رسول الله غير انها تؤذي جيرانها بلسانها المرأة هي كثيرة الصلاة و الصيام و كثيرة العبادة و القيام لكن هذه العبادات لم تؤثر في اخلاقهالكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عليه الصلاة و السلام هي في النار..
الحديث ) : قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ فذَكَرَ من كثرةِ صلاتِها وصدقتِها وصيامِها غيرَ أنَّها تُؤْذِي جيرانَها بلسانِها قال هيَ في النارِ قال يا رسولَ اللهِ فإنَّ فلانَةَ فذَكَرَ من قلَّةِ صيامِها وصلاتِها وأنَّها تصَّدَّقُ بالأثْوارِ من الأقِطِ ولا تُؤْذِي بلسانِها جيرانَها قال هي في الجنةِ ))
فكان نبينا صلوات ربي عليه و سلم يعلم اصحابه دائما أن التخلق بالاخلاق الحسنة هي رمز من رموز الاسلام.
سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة فقال عليه الصلاة و السلام ) : تقوى الله و حسن الخلق) حديث حسن .
و لما سئل عليه الصلاة و السلام عن اثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة قال عليه الصلاة و السلام (( .. ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛))...حديث حسن صحيح
و لما تكلم عليه الصلاة و السلام عن اسعد الناس يوم القيامة بالقرب منه و اقرب الناس منه مجلسا يوم القيامة قال عليه الصلاة و السلام (( ان من احبكم الي و اقربكم الي مجلسا يوم القيامة احاسنكم خلقا الموطئون اكنافا الذين يألفون و يؤلفون... ثم قال ... و لا خيرَ فيمن لا يألَفُ و لا يُؤلَفُ)) ... اللفظ الغليظ هذا لا خير فيه.
و قال عليه الصلاة و السلام منبها إلى أن حسن الخلق يرفع العبد في الدنيا و الآخرة قال:( إنَّ الرجلَ لَيُدرِكُ بحُسنِ خُلُقِه ، درجاتِ قائمِ الليلِ صائمِ النَّهارِ)) حكم المحدث: صحيح
فلئن نافسك الناس في قيام الليل و نافسوك في صيام النهار فافعل ذلك إن استطعت و زد عليه أن تحسن اخلاقك مع الناس .... ان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار...
وكان نبينا صلوات ربي و سلامه ينبه دائما على هذه الفضائل لاجل ان يبين لاصحابهانكم باخلاقكم تكسبون محبة الناس بأخلاقكم تدعون الناس الى الاسلام بأخلاقكم تعيشون سعداء مع الناس مع والديكم مع زوجاتكم بل مع الناس جميعا من أبناء و أخوة و أخوات بالاخلاق تستطيع ان تأسر قلوب الناس جميعا ..
قال عليه الصلاة و السلام ( أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ و إنْ كان مُحِقًا ، و بَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ و إنْ كان مازِحًا ، و بَيتٌ في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ( خلاصة حكم المحدث: حسن
و أوصى النبي صلى الله عليه و سلم بأن يحسن المرء خلقه و تعامله مع اقرب الناس اليهيبدأ بهم ثم بعد ذلك ينثني إلى غيرهم فكان عليه الصلاة و السلام يقول : (( خيرُكم خيرُكملأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)) الراوي: عائشة أم المؤمنين خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
خيركم خيركم لاهله -يعني -أحسنكم و أجودكم و أعلاكم منزلة الذي يكون خيرا لاهله ثم قال و انا خيركم لأهلي..
إذا خيركم مع اهله من كان يكثر الإبتسامة معهم ..خيركم مع أهله من يرفق في التعامل معهم.. خيركم مع أهله من يتحمل أذاهم من يكف أذاه عنهم من يكون كريما و يوسع عليهم قال ... خيركم خيركم لاهله...
و انك لتعجب اليوم إذا وجدت بعض الناس ربما حسن خلقه أصحابه مع أصدقائه مع زملائه في عمل أو مع رؤساءه و إذا نظرت إلى تعامله مع زوجته مع أبناءه و بناته أو ربما مع أمه و أبيه أيضا لوجدته لا يحسن خلقه و لا يتحمل الاذى و لا يرفق و لا يحلم و لا يكظم غيضه كما يفعل إذا خالط أصدقاءه او زملائه..
و هو يسمع قول سيدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام و هو يقول.... خيركم خيركملاهله...فأولى الناس بحسن الخلق هم اهلك الذين تعيش معهم.
الإسلام ايها المسلمون :وصانا بوصايا يحفظ بها قلوب بعضنا مع بعض صافية متآلفة متحابة و كلما كان المرء محبوبا عند الخلق رفع الله قدره و أعلى منزلته إن ابتسامتك في وجه أخيك و رفقك معه و كفك لإذاك و اختيارك أحسن العبارات انه ليقع موقعا من الاجرالعظيم عند الله قبل أن يقع الموقع العظيم عند أخيك و لذلك حرم الاسلام علينا أشياء كلها لإجل أن تظل القلوب متآلفة.
فعجبا من أقوام يعلمون أنهم يكسبون محبة الناس بما هو أسهل و اقرب من ذلك بابتسامة و رفق و كف أذى عنهم و تآلف في الحديث معهم و لين جانب التعامل معهم فيستطيع بذلك ان يكسب قلوبهم و أن يرفع الله جلا و علا درجته.
و لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام حريصا على هذا و لذلك كان كثيرا ما يدعو قائلا ... (( اللهم اهدني لإحسن الاقوال و الاعمال و الاخلاق)).... عجبا يدعوا بذلك و ربنا قد مدحه فقال ... { وانك لعلى خلق عظيم} نعم يستزيد من فضل ربه ومنته و كرمه يقول ( اللهم اهدني لأحسن الأقوال و الأعمال و الأخلاق لا يهدي لأحسنها الا أنت و اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت. (
سئل عبد الله بن مبارك رحمه الله تعالى عن حسن الخلق فاختصرها في كلمتين فاحفظوها: قال حسن الخلق شيئ هين وجه طليق و كلام لين حسن الخلق شيئ هين وجه طليق مبتسم و كلام لين يعني رفيق مع الناس.
أسال الله جلا و علا أن يهدينا لأحسن الأقوال و الأعمال و الأخلاق لا يهدي لأحسنها الاهو.
اللهم و اصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا انت يا رب العالمين اقول ما تسمعون و استغفر الله رب العظيم لي و لكم من كل ذنب عظيم استغفروه و توبوا اليه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
وفي الصحيحين عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُحَدِّثُنَا إِذْ قَالَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا ، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ « إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا »
أن من تأمل سيرة رسولنا الله عليه الصلاة و السلام يجد انه كان يبتدئ الناس بالخلق الحسن فكان يتبسم في وجوههم يتلطف معهم يمازحهم و كان مع ذلك عليه الصلاة و السلام يتحمل أذاهم إذا آذوه فيأتي الأعرابي يجذبه من رداءه حتى يؤثر في عنقه عليه الصلاة و السلام فلا يغضب منه ..يأتي الاعرابي الأخر و يبول في المسجد فيتعامل معه برفق.. يأتي معاوية ابن الحكم يتكلم و هو في الصلاة جاهلا قيرفق عليه الصلاة و السلام ..يأتي يمازح عليه الصلاة و السلام الفقراء و المساكين و يتلطف معهم و يقف عليه الصلاة و السلام بجاهه معهم فكان يبتدئ الناس بالخلق الحسن ..و أيضا كان يتحمل الأذى اذااوذي عليه الصلاة و السلام.
أن من تأمل سيرة رسولنا الله عليه الصلاة و السلام يجد انه كان يبتدئ الناس بالخلق الحسن فكان يتبسم في وجوههم يتلطف معهم يمازحهم و كان مع ذلك عليه الصلاة و السلام يتحمل أذاهم إذا آذوه فيأتي الأعرابي يجذبه من رداءه حتى يؤثر في عنقه عليه الصلاة و السلام فلا يغضب منه ..يأتي الاعرابي الأخر و يبول في المسجد فيتعامل معه برفق.. يأتي معاوية ابن الحكم يتكلم و هو في الصلاة جاهلا قيرفق عليه الصلاة و السلام ..يأتي يمازح عليه الصلاة و السلام الفقراء و المساكين و يتلطف معهم و يقف عليه الصلاة و السلام بجاهه معهم فكان يبتدئ الناس بالخلق الحسن ..و أيضا كان يتحمل الأذى اذااوذي عليه الصلاة و السلام.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ...فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
كبر على المجتمع أربعاً اذا ذهبت أخلاق أفراده وتميعت واندثرت ، حينها ، لا أمانة ولا صدق ولا نصح ولا غيرة ولا مروءة ولا كرم ولا إحسان ولا رحمة لفقير ولا يتيم ولا محتاج ولا أرملة ويحل مكان ذلك كله : الخيانة والفجور والكذب والغش والبخل والشح والقوي يأكل الضعيف والغني يدوس على الفقير فلا تسل حينها عن حال المجتمع الى أين يصل والى أي قعر هاوية ينزلق ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق