( فضل عشر ذي الحجة )
أما بعد: اتقوا الله عباد الله وعظموا شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب فمن رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بـيـن الأزمـنــة، فـاصـطـفـى واجتبى منها ما شاء بحـكـمـتــه، ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.) فأعظم الأشهر عند الله تعالى الأشهر الحرم ، وأعظمها شهر ذي الحجة ، وأفضل أيام ذي الحجة العشر الأول منها التي من فضائلها
- أنّ الله تعالى أقسم بها بقوله :{والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [2] ، قال الإمام الطبري :"والصواب من القول في ذلك عندنا أنها عشر الأضحى لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه"وقال الشوكاني رحمه الله: "هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين"
- أنّ الله تعالى أقسم بها بقوله :{والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [2] ، قال الإمام الطبري :"والصواب من القول في ذلك عندنا أنها عشر الأضحى لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه"وقال الشوكاني رحمه الله: "هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين"
- وهي الأيام المعلومات التي أُمرنا فيها بذكر الله تعالى ، قال تعالى :} وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ قال ابن عباس عن الأيام المعلومات: "أيام العشر"
- وهي العشر المذكورة في قوله تعالى :} وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً{ [8]، ثلاثون من ذي القعدة وعشر من ذي الحجة فكلم الله فيها موسى تكليما
- وهي الأيام التي أكمل الله الدين لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك في قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً..".
- وهي أفضل أيام الدنيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل أيام الدنيا العشر))
- وهي أيام يتضاعف فيها ثواب العمل ، لما ثبت عند البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ)) . قَالُوا : وَلَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ (وَلَا الْجِهَادُ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ)) .
وللترمذي (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)) . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ))
ومن أراد أن يستشعر فضل هذه الأيام ويتصور ذلك فليتدبر هذا الحديث :
عن أبي هُرَيْرَةَ t قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ ؟ قَالَ : ((لَا أَجِدُهُ)) . قَالَ: ((هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ ، وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ ))؟ قَالَ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؟
عن أبي هُرَيْرَةَ t قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ ؟ قَالَ : ((لَا أَجِدُهُ)) . قَالَ: ((هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ ، وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ ))؟ قَالَ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؟
ومع ما للجهاد من هذه المكانة يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الطاعة في العشر -التي هي دون الجهاد في غير العشر – أفضل منه، أما الجهاد فيها بالنفس والمال فلا شيء يعدله بشرط أن لايرجع من ذلك بشيء
- وفيها يوم عرفة قال فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة)
- وفيها أعظم يوم عند الله ، وهو يوم العيد ، وهو يوم الحج الأكبر قال صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ
قال الحافظ ابن حجر :"والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيره"
وقال ابن القيم رحمه الله: "فالزمان المتضمن لمثل هذه الأعمال أهل أن يقسم الرب عز وجل به"
فالغنيمة الغنيمة عباد الله بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة . فما منها عوض. والمبادرة المبادرة بالعمل . والعجل العجل قبل هجوم الأجل .
قبل أن يندم المفرط على ما فعل . قبل أن يسأل الرجعة ليعمل صالحا ً فلا يجاب إلى ما سأل . قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل . قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل وإنك لتعجب من كثير من الناس حتى أهل الصلاح منهم كيف يحرصون ويجتهدون في العشر الأواخر من رمضان ويفرطون في أفضل أيام العام أفضل أيام الدنيا كما سبق في الأثر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم
فترى التباين الكبير بين كـــون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكناً، والأكثر لم يقم الأمــر عنده ولم يقعد،
عباد الله هاهي ليالي العشر وأيامها قد أقبلت ضيفا عزيزا فماحق الضيف على مضيفه ..وإن ضيفا هذه خصائصه لابد أن نستقبله :
- بالتوبة النصوح من الذنوب والمعاصي من ترك للواجبات وفعل للمحرمات والتوبة واجبة بأمرالله تعالى(يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً
- الاعتناء بالفرائض ؛ إذ لا أحب إلى الله منها وذلك في كل وقت، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ . وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ))
ومن أعظم الفرائض الصلاة فالصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر كماأخبر بذلك سيد البشر وقال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر
فما هو عذرك يا تارك الصلاة خوف أم مرض أم تكاسل ونوم والله المستعان فإذا سمعت النداء فأجب فلو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول من الأجر لأتوهما ولوحبوا واحرص على الصف الأول
جاء في الحديث أن الله وملائكته يصلون على الصف الأول )
ومن أعظم النماذج من سلف هذه الأمة سعيد بن المسيب قال رحمه الله ما أذن مؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد .
وقال :ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنه وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنه .
وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه يستعد للصلاة قبل الأذان فيقول ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .
وإن الناظر في حالنا اليوم وحال المساجد وبالأخص صلاة الفجر ليعلم تفريط وتهاون كثيرمن الناس في هذه الصلاة وألقي نظرك في صلاة الفجر وفي يومي الجمعة والسبت خصوصا فيسهر كثير من الناس على ما يعلم الله ويطلع ثم ينامون متأخرين فلا يصلوهافي وقتها ولاحول ولا قوة إلا بالله فاتقوا الله عباد الله واستقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خيرأعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة وما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود)
ومن الفرائض الزكاة قرينة الصلاة فأدوها طيبة بها نفوسكم فالمال مال الله فأنفقواوتصدقوا صح عنه صلوات الله وسلامه عليه: ((ثلاث أقسم عليهن ما نقص مال عبد من صدقة
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا) فأنفق يابن آم ينفق عليك
ومن الفرائض الحج قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)) وقال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) فمن استطاع الحج فليعجل به فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ( وقرينة الحج العمرة فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات كلهنّ في أشهر الحج وأعمر عائشة في أشهر الحج، وندب أصحابه إلى التمتع الذي يأتي فيه الإنسان بعمرة في أشهر الحج،وقرن في حجه بينه وبين العمرة)
- ومن الأعمال كثرة الذكر قال صلى الله عليه وسلم" ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : ذكر الله تعالى"
وخصت هذه الأيام بالذكر؛ لقول الله تعالى :} وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ{ . قال ابن رجب :" و أمّا استحباب الإكثار من الذكر فيها – في أيام العشر - فقد دلَّ عليه قول الله عز و جل:}وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ{ ، فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء "ومنه التكبير والتهليل والتحميد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))
قال البخاري رحمه الله :" كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناسُ بتكبيرهما" فيسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلاناً بتعظيم الله (تعالى). ووقت التكبير يبدأ من دخول هلال ذي الحجة إلى غروب شمس يوم الثالث عشر
والتكبير فيها قسمان :
مطلق ، ويكون في الأيام كلها في جميع الأوقات والأحوال .
ومقيد بدبر الصلاة المكتوبة والنافلة،ويبدأ لغير الحاج مِن صُبح يومِ عرفة إلى العصرِ من آخر أيّام التشريق وأمّا للحاجّ فيبدأ التكبيرُ المقيّد عقِب صلاةِ الظهر من يوم النحر.
- ومن الأعمال صيام التسع ، فمن غُلب أخذ منها ما يُطيقه ، فعن هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ امْرَأَتِهِ قَالَتْ : "حَدَّثَتْنِي بَعْضُ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَتِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ قال الإمام النووي رحمه الله يستحب صيامها استحبابا شديدا وفضل الصوم عظيم فقد اختصه الله من عمل ابن آدم ووعد وتكفل بجزاءه وما ظنكم بربنا الكريم وإذا غُلب الإنسان فلا أقل من صوم يوم عرفة لغير الحاج، لقول نبينا ( صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسـنة التي بعده
فيا أخي المسلم اعمل لدنياك بقدر بقائك فيها واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها وإياك والتسويف فالموت أمامك والمرض يطرقك والأشغال تتابعك وحوادث الزمان ستفاجئك والخلاص بأمان من ذلك كله أن تستعين بالله وتبادر إلى عمل الصالحات وتقدر الأيام الفاضلات حق قدرها
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيَات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيد المرسلين وبقَوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من ذلك ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله الذي عمّت رحمته كل شيء ووسعت، وتمت نعمته على العباد وعظمت، نحمده على نعم توالت علينا واتسعت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها يوم تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ما ابتهلت الوفود بالمشاعر العظام ودعت.أما بعد فاتقوا الله رحمكم الله، وارغبوا فيما عنده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا، فطالبها مكدود، والمتعلق بها متعب مجهود، والزاهد فيها محمود
- ومن الأعمال في هذه العشر الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعض المحققين من أهل العلم كابن تيمية بوجوبها، وقد أمر الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) [الكوثر: 2] فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي،
فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ عليها، قال ابن عمر (رضي الله عنهما): أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عشر سنين يضحي ومن الأحكام الخاصة بالأضحيةعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا)) وله (فلا يأخذنَّ شعراً ولا يقلمنَّ ظفراً )) .
فالحديث يدل على تحريم أخذ شيء من الأشعار والأبشار والأظفار ومن نوى الأضحية قبل العيد بأيام أمسك عن الحلق وإن لم يكن أمسك من قبل بل يمسك من حين نيته. ولا فدية على من تعمد أخذ شيء من ذلك ، وإنما تلزمه التوبة للوقوع في النهي . من احتاج إلى الأخذ أخذ ، كمن كُسر بعض ظفره وتأذى بباقيه ، أو تدلى جلده .وليعلم أن المُضحَّى عنهم من الأباء والأبناء والزوجة ومن شاء لا يتناولهم هذا الحديث ، فلا عليهم الإمساك
فالحكم خاص بالمضحي وإذا وكّل شخص شخصاً ليضحي عنه فالمخاطب بالحديث الموكِّل لا الموكَّل ، فالوكالة لا أثر لها في تحريم أخذ المضحي من شعره وبشره .
فاتقواالله عباد الله وخافوه وراقبوه واعلموا أن من آكد الأمور في هذه العشر البعد الشديد عن طريق المعصية وسبيل السيئة .
فقد قال بعض أهل العلم بمضاعفة السيئة في الأشهر الحرم، وهي رجب، وذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم، قال الله تعالى:}إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ{ [35] .فعليكم بفعل الواجبات وترك المحرمات وعظموا الحرمات وتقربوا إلى مولاكم بأنواع القربات من فعل الفرائض والنوافل وتلاوة لكتاب الله والدعاء والتضرع فاعدوا للقاء رب الأرباب
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يوم يقال { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [ الحاقة:24]
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}
فالحكم خاص بالمضحي وإذا وكّل شخص شخصاً ليضحي عنه فالمخاطب بالحديث الموكِّل لا الموكَّل ، فالوكالة لا أثر لها في تحريم أخذ المضحي من شعره وبشره .
فاتقواالله عباد الله وخافوه وراقبوه واعلموا أن من آكد الأمور في هذه العشر البعد الشديد عن طريق المعصية وسبيل السيئة .
فقد قال بعض أهل العلم بمضاعفة السيئة في الأشهر الحرم، وهي رجب، وذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم، قال الله تعالى:}إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ{ [35] .فعليكم بفعل الواجبات وترك المحرمات وعظموا الحرمات وتقربوا إلى مولاكم بأنواع القربات من فعل الفرائض والنوافل وتلاوة لكتاب الله والدعاء والتضرع فاعدوا للقاء رب الأرباب
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يوم يقال { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [ الحاقة:24]
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق