( اجتهاد السلف في العبادة )
الخطبة الاولى :
من الخطأ أن يدخل الشهر ويخرج ونحن في غمرة الغفلة، ومن الخطأ أن يكون دخول هذا الشهر وخروجه عادياً، يمر علينا من غير تفكير، ومن غير إعداد خطة لمزيد من التقرب إلى الله -تبارك وتعالى-، واغتنام الأوقات في هذه المناسبة، فهذا تقصير ليس بعده تقصير، والإنسان يحتاج إلى أن يقف مع نفسه لينظر كيف يستقبل هذا الشهر، وبأي شيء تتصرم عليه ساعته وأيامه ، وكيف ينتهي؟، فهو كما تعلمون بمجرد ما يدخل فإنه عما قليل تنقضي أوقاته، ثم ينتصف، وبعد ذلك يتلاشى في عملية مكررة لربما يتأسى بعضنا بعد فواتها في كل مرة، ولكن هل فكرت في تصحيح حالك كيف تستقبل هذا الشهر الكريم؟
هذا شهر بكاء وقراءة للقرآن، وجدّ واجتهاد في الطاعة، شهر حبس للنفس، وفطام عن كل شهواتها التي حرمها الله -عز وجل-، وعن شهواتها المباحة في نهاره، فلماذا قلبت القضية وانعكست الآية، وصار بالنسبة لكثير من المسلمين شهر لهو وعبث وخيبة؟؟
إن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- قد شغلوا أوقاتهم بالعبادة، ولم يكن لديهم فراغ
الكثير يتعذر بالاشغال ، هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- ألم يكن مشغولاً؟ ألم يكن هو الزوج، والمدبر لشئون الأمة، والمربي، والقائد، والمرتب للجيوش؟ ألم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرجل الأول في المجتمع المدني؟
بلى كان كذلك -عليه الصلاة والسلام-، فكيف كانت عبادته؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله [ يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول: يا رسول الله! أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً».
وعن عبد الله بن عمير قال: «دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: حدثينا بأعجب شيء رأيتهِ من رسول الله [، فبكت، فقالت: قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة! ذريني أتعبد لربي، قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك، ثم قام فتطهر فقام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذنه للصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ...}». رواه أبو الشيخ في (أخلاق النبي)، و ابن حبان في (صحيحه)، وصححه الألباني .
وكان رسول الله [ إذا نام ثلث الليل قام فقال: «أيها الناس! اذكروا الله، جاءت الراجفة، من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» يذكر الناس بالموت وبالقيامة لعلهم يقومون لصلاة الليل،
وربما قام الليل كله بآية يرددها إلى الصباح: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة: 118).
هذا عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- يصف صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قال: "فاستفتح البقرة فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوَّذ، ثم ركع فمكث راكعاً قدر قيامه، ويقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر ركوعه يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم قرأ آل عمران ثم قرأ سورة ففعل مثل ذلك هذه الصلاة الطويلة كم تستغرق من ساعات؟
وهذه عائشة كما أخرج مسلم في صحيحه تصف صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقول: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء -وهي التي يدعو الناسُ العَتَمَة- إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة"
وهذا زيد بن خالد الجهني يصف صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليله حيث قال: "لأرمقن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الليلة، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طـويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة"
ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه- واصفاً حاله مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث المخرج في الصحيحين: ": صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأطال حتى هممت بأمر سوء، قال: قيل: وما هممتَ به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه"
وهذا حذيفة صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: ((سبحان ربي العظيم))، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: ((سمع الله لمن حمده))، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: ((سبحان ربي الأعلى))، فكان سجوده قريباً من قيامه"
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم وهو القائم بجميع أعباء الأمة وكلها مناطة به، بأبي وأمي هو -عليه الصلاة والسلام.
وأما خلفاؤه الراشدون ومن جاء بعدهم من الخلفاء فكذلك أيضاً كانت عبادتهم، ولم تكن أعباء الخلافة تشغلهم عن التقرب إلى الله -تبارك وتعالى.
فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصـلاة الصلاة.
وهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما اجتمع عليه أولائك وأرادوا قتله قالت امرأته: إن تقتلوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن
يقول عبد الرحمن بن عثمان: قلت ليلة: لأغلبن على مقام إبراهيم -أي يريد أن يصلي الليل خلف المقام-، يقول: فبكرت وسبقت إليه، فقمت أصلي، فإذا برجل يضع يده على ظهري، فإذا هو عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في أيام خلافته كأنه ينحيه قليلاً، يقول: فتنحيت عنه، فقام فافتتح القرآن حتى فرغ منه ثم ركع وجلس وتشهد وسلم في ركعة واحدة لم يزد عليها، فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة قال: هي وتري، سبحان الله ختم القرآن خلف المقام في ركعة واحدة
وهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مع ما جرى في وقته من الفتن والمصائب العظام، والحروب بين المسلمين؛ دخل عليه رجل من أصحابه بعد هجعة الليل وهو قائم يصلي، فقال: يا أمير المؤمنين: صوم بالنهار وسهر بالليل وتعب فيما بين ذلك، فلما فرغ علي -رضي الله عنه- من صلاته قال: سفر الآخرة طويل يحتاج إلى قطعه بسير الليل.
وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- في أيام خلافته تقول زوجته فاطمة: كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده، ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه ثم ينتبه، فلا يزال يدعو رافعاً يديه يبكي حتى تغلبه عينه، يفعل ذلك ليله أجمع،
هذا علقمة بن قيس النخعي بات مع عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، يقول: فنام أول الليل ثم قام يصلي حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها، ثم أوقف
وأما أنس بن مالك فقد كان يصلي حتى تقطُر قدماه دماً من طول القيام، وهذا تميم الداري من علماء الصحابة -رضي الله عنه- كان يصلي بالناس في زمن عمر، فكان يقرأ القرآن في ركعة إذا صلى لنفسه، ولربما بقي يردد آية واحدة حتى يصبح، وكان يردد ليلة قول الله-عز وجل-: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [(21) سورة الجاثية]، رددها ليلة كاملة.
وهذا سعيد بن جبير الذي قال فيه الإمام أحمد: قتله الحجاج وليس على وجه الأرض أحد إلا هو محتاج إلى علمه، إنه عالم كبير بكتاب الله -عز وجل-، وفقيه في الدين، قام يصلي ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن في ركعة واحدة، وهذا مسروق الأجدع كان يصلي حتى تتورم قدماه، حتى إن امرأته كانت تبكي مما ترى من تعبه ومعاناته.
وأما عروة بن الزبير وهو من فقهاء المدينة فكان يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف في النهار، ثم يقوم به في الليل، لقد كان يقرأ بمعدل نصف القرآن في يومه وليلته، وما تركه إلا ليلة واحدة حينما قطعت رجله في سفرته المعروفة حينما ذهب إلى الشام.
وهذا عبد الرحمن بن مهدي كان ورده كل ليلة طوال السنة نصف القرآن، وهذا طلق بن حبيب كان إذا افتتح سورة البقرة في الصلاة لا يركع حتى يبلغ العنكبوت -أي أكثر من نصف القرآن- وكان يقول: أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي.
وهذا عبد الرحمن بن مهدي كان ورده في كل ليلة نصف القرآن، وهذا وكيع بن الجراح كان لا ينام حتى يقرأ جزأه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
وهذا شعبة بن الحجاج جبلٌ في حفظ السنة ما ركع قط إلا ظن الناظر إليه أنه نسي من طول الركوع، ولا قعد بين السجدتين إلا ظن الناظر إليه أنه نسي، ويقول بعض من رأى قيامه: كان يقوم يصلي حتى تتورم أقدامه.
الخطبة الثانية :
وهذا سفيان الثوري يقول بعض من شاهده أمام الكعبة يصلي: رأيته ساجداً فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه، طاف سبعة أسابيع أي أنه طاف سبعة أطواف في كل طواف سبعة أشواط ولا زال سفيان الثوري على حاله في السجود!
ولما قدم إلى اليمن قدم على عبد الرزاق الصنعاني، يقول عبد الرزاق: فأتيته بسَكْباج -وهو اللحم الذي طهي بالخل- وبزبيب من زبيب الطائف فأكل ثم قال: يا عبد الرزاق، أعْلِف الحمار وكُدَّه، ثم قام يصلي حتى الصباح!.
فعلينا أن نتذكر هذه الكلمة حينما نجلس على ألوان الموائد والأطعمة والتي أصبحنا لا نعرف أسماءها، وأصبحت تجلب إلينا ألوان المطعومات من مشارق الأرض ومغاربها نتقلب في هذه النعم والله-عز وجل- يقول: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [(8) سورة التكاثر]، فهل تذكرت هذا حينما تجلس أمام المائدة وأنت لا تعرف أسماء الكثير مما وضع عليها؟، هل قدمت في مقابل ذلك شكراً بجوارحك لله -عز وجل- والله يقول: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [(13) سورة سبأ]؟ هل صليت تلك الليلة؟، هل صمت اليوم الثاني، أم أننا في أحسن أحوالنا نحمد الله -عز وجل- بلساننا فقط مع غفلة كبيرة في قلوبنا وفي واقعنا؟.
وأما الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة فكان -كما وصفه ابنه عبد الله- لا يفتر من الصلاة بين العشاءين، فيصلي بين المغرب والعشاء، ويصلي بعد العشاء في ورده من صلاة الليل، وكان ساعة يصلي العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو
وقد يقول بعضنا: قد رقت عظامي ووهنت، وبلغت من الكبر عتياً، فأقول: حتى مع الشيخوخة وتقدم العمر بالإنسان لم يكونوا يفرطون في طاعة الله -تبارك وتعالى.
الأحنف بن قيس بلغ سناً كبيرة، وضعف وشاب فكان يصوم، وكان أهله ومن حوله يقولون: إنك ضعيف، والصوم يضعفك!! فكان يقول: إني أُعده لسفر طويل، وكان عامة صلاة الأحنف بالليل
وهذا ابن عباس صحبه ابن أبي مليكة من مكة إلى المدينة فكان يصلي ركعتين على الراحلة، فإذا نزل قام شطر الليل، ويرتل القرآن حرفاً حرفاً، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب
وبعضهم كان يقسم الليل أثلاثاً لكن بطريقة أخرى، فكانوا يقسمونه على أهل الدار يقوم هذا وينام الآخرون، ثم ينام هذا ويقوم الآخر، ثم ينام هذا ويقوم الثالث، وكان الحسن بن صالح مع أخيه ومع أمه قد قسموا الليل أثلاثاً، فلما ماتت أمه قسموه على نصفين يصلي الحسن بن صالح شطراً، ويصلي أخوه الشطر الآخر، فلما مات عليٌّ كره الحسن بن صالح –رحمه الله- أن يقطع عادته من إحياء بيتهم بصلاة الليل فكان يصلي الليل جميعاً يقوم بورده ويصلي الوقت الذي كان يصلي فيه أخوه وأمه.
كم نسمع من مثل هذه الآثار والأخبار لكن هل تؤثر فينا؟ هل تُغير من واقعنا شيئاً؟
عبدالله بن عمر قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام : ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل))، يقول سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: "فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً"
إنها كلمة واحدة سمعها: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل))، فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً، حتى كان يصلي ثم إذا قارب الفجر يقول لمولاه نافع: أسْحَرْنا؟، أي أدخلنا في السحر؟ فيقول: لا، فيعاود الصلاة ثم يقول ذلك ثانية وثالثة ويقعد يستغفر ويدعو حتى يصبح، وكان له محراب يقوم فيه ويصلي -رضي الله عنه.
وأما صلاة التراويح إذا صلوا جماعة فقد صور لنا ذلك أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: "لقد كنت أقرأ بهم ربع القرآن في كل ليلة، فإذا أصبحت قال بعضهم: لقد خففت بنا الليلة".
وكان أبو رجاء العطاردي يختم بهم في رمضان في كل عشرة أيام ختمة، يعني أنه في الشهر يختم بهم في التراويح ثلاث ختمات،
هكذا كانت ليالهم، فلم تكن الليالي مشغولة أمام غرف المحادثات بجميع أنواعها في الإنترنت، ولم تكن لياليهم مشغولة أما الفوازير والمسلسلات والتمثيليات والممثلات اللاتي يستعرضن الفتنة أمام الصغير والكبير، ولم تكن لياليهم تُقضى في القيل والقال، ولعب الورق والغيبة والنميمة والتجول في الأسواق.
قد لا نصل الى عبادتهم واجتهادهم ، ولكن على الاقل ان نتشبه بهم ، ان نبادر الى الطاعة ، ان نجتهد فيها وخاصة في الاوقات والازمنة الفاضلة ، ان يكون لنا ورد نداوم عليه وان كان قليلا ، ان نستعد للرحيل ، فالموت لا يعرف صغيراً او كبيرا ولا ذكراً او انثى ولا غني او فقير ولا وضيع او وزير ... فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق