إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 14 يونيو 2015

الاجازة الصيفية

الاجازة الصيفية :

فنحن على أبواب الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد .
* وهذه الإجازة لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم " عطلة " وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} .
* كما أن هذه الإجازة ليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكل من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظل بسمائه ، ونستنشق هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه في طرفة عين ، لا في سفرنا ولا في إقامتنا .

ساعة و ساعة :

نعم ساعة و ساعة .. لكن هل يعني ذلك أنها ساعة للطاعة وساعة للمعصية !؟ هل المراد ساعة لربك، وساعة لنفسك تفعل فيها ما تشاء وتختار !؟ إن هذا المفهوم لا يمكن أن يحتمله كلام النبي  صلى الله عليه وسلم  ، أو أن يفهم منه إذ كيف يتصور أن يأمر النبي  صلى الله عليه وسلم  بمعصية ربه ، والتعدي على حدوده؟! وانتهاك محارمه؟! أما علمت أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لم يكن يغضب لنفسه، ولكن إذا انتهكت محارم الله اشتد غضبه ، واحمر وجهه .. فكيف يأذن إذاً بالمعصية وهذا منهجه؟ وهذه طريقته؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .. إن المفهوم الصحيح لقول النبي  صلى الله عليه وسلم  " ساعة وساعة " هو ساعة لطاعة الله 
I، وساعة يلهو بلهو مباح .. يقول الله I : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [القصص: 77] هاهو ربك I يأمرك أن تستعمل ما وهبك من المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة ( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والمساكن والمناكح .. فأي دين أعظم من هذا؟ وأي شريعة أكمل من هذه الشريعة؟ التي راعت بين جوانب الحياة كلها وأعطت كل ذي حق حقه .
الحكمة من خلق الليل والنهار :

قال
 مبيناً الحكمة من خلق الزمن ، وماذا يجب على الإنسان أن يعمل فى الليل والنهار ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) ) [ الإسراء 12-15 ]

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : يمتن تعالى على خلقه بآياته العظام ، فمنها مخالفته بين الليل والنهار ؛ ليسكنوا في الليل وينتشروا في النهار ؛ للمعايش والصنائع والأعمال والأسفار ؛ وليعلموا عدد الأيام والجمع والشهور والأعوام ؛ ويعرفوا مضى الآجال المضروبة للديون والعبادات ، والمعاملات والإجارات وغ
ير ذلك . أ.هـ [ابن كثير3 /27] 

فالزمن لطاعة الله .. والزمن لعبادة الله .. والزمن للتقرب إلى الله .. لا لمعصيته ولا لمخالفة شرعه فكلُّ أقوالك وأفعالك ، وحركاتك وسكناتك ، مسجلة عليك بالليل والنهار ، ترى ذلك يوم القيامة فى كتاب منشور ، فإذا مررت بعمل طاعة استبشرت ، وإذا وجدت فيه معصية حزِنتَ وندِمتَ . ولذلك قال 
I ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً ) [الاسراء:13] .. أى ستجد كتاب أعمالك ملازماً لك لا يفارقك لا فى القبر ولا فى الحشر ، ( مَنْشُوراً ) أى مفتوحاً يقرؤه كل الناس .. يا فرحتاه إذا كان مملوءاً طاعات وحسنات .. ويا حسرتاه إذا كان مملوءاً سيئات ومعصيات . ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) [الاسراء:14] محاسباً . فاعلم وفقك الله : أن الوقت زمن تحصيل الأعمال والأرباح وقد أنّب الله الكفار إذ أضاعوا أعمارهم من غير إيمان فقال : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ ) [ فاطر:37 ] . ولعظم أهمية الوقت كان مما أفرد بالمسألة عند العرض .. يقول النبي  صلى الله عليه وسلم  : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه " [ حسنه الألبانى ] .

يقول ابن القيم [ رحمه الله ] : "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته .. فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته ".

إن الإسلام لا يقف في وجهك حجر عثرة عن التنزه والترفه إذا كان ذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل لك ولأسرتك السلامة والعافية في الدارين .. ولكن إذا صاحب ذلك تفريط وإفراط هنا يأتي التحذير والمنع لا من أجل حرمانك من التمتع .. كلا ؛ بل من أجل المحافظة عليك من أن تحيط بك السيئات من كل جانب فتهلك فتكون من الخاسرين ..

أهذا يرضى الله ؟! أهذا يرضى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ؟!! قل لى بربك : أتحب أن يُعرض هذا يوم القيامة فى ميزان أعمالك ؟ أتحب أن تراه مكتوباً فى كتابك ؟ أتحب أن يعرض هذا أمام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يوم القيامة ؟ وماذا تقول لربك حينما يقول لك : ألهذا خلقتُك ؟ وبهذا أمرتُك ؟ وأنتِ أيتها المسلمة : ماذا تقولين لربك غداً حين يقول لك : أمرتك بالحجاب فخلعتيه ، أمرتك بستر العورة فأبديتيها ، وأمرتك بالطاعة فعصيتِ ، أغضبتينى لشهوة عاجلة ولذةٍ فانية ..

أيها المصطاف المسلم : هل يمكن لك أن تنبسط مع أولادك وأهلك في مثل تلك التجمعات؟ هل يمكن لزوجتك أن تأخذ راحتها وأنسها والناس من حولها .. الأسرة بقرب الأسرة !؟ ثم كم من الشباب الذين يترصدون لاصطياد الفتيات في تلك التجمعات؟ والذين لا همّ لهم إلا النظر في عورات الناس؟ وكم من الشباب الذين نراهم في سيارتهم وقد رفعوا أصوات الموسيقى الصاخبة فهل يمكن أن تعمل شيئاً !؟؟ وهل يمكنك أن لا تسمع تلك الأصوات أولادك وأسرتك !؟؟ وكم من المشاهد ستراها أنت بنفسك لا تحل لك !؟؟ فمن الذي يبيح لك رؤية النساء المتبرجات !؟؟ وهل يمكنك في تلك الأماكن أن تغض طرفك !؟؟ وإن غضضته عن تلك فهل يمكن أن تغضه عن الأخرى وغيرها !؟؟ وماذا لو جاءك فجأة وأنت مشغول بهذه المحرمات الزائر الأخير !؟؟ .. هل تعلم من هو الزائر الأخير؟ إنه يأتي إليك في أي وقت وعلى أي حال ، كما أنه ليس له قلب يرق بحيث تؤثر فيه كلماتك وبكاؤك، أو ربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يمهلك مهلة تراجع فيها حساباتك، وتنظر في أمرك !! وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة ، إنه يريدك أنت .. لا شيء غيرك .. يريدك كلك لا بعضك.. يريد إفناءك والقضاء عليك .. يريد مصرعك وقبض روحك .. وإهلاك نفسك .. وإما
تة بدنك .. إنه ملك الموت !! . فإياك أخي أن تقضي الإجازة في الوقوع في الحرام ، أو في انتهاك حرمات الله أو مشاهدة من عصى الله ، أو الجلوس معه، فإن الله جعل العاصي والساكت في الإثم سواءً فقال I : ( فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) [النساء:140] . وأنصحك بالحذر من السفر إلى الأماكن أو البلاد التي تسهل طريق المعاصي، واعلم أن كثرة رؤية الحرام تهوّن المعاصي في القلب، وإن كنت تأمن على نفسك الفتنة فهل تأمنها أيضاً على من معك من الأبناء والبنات والزوجات ؟!

اخطار تواجه المسافرين : 
العقيده : 
إن من أشد أضرار السفر للخارج ما يقع على العقيدة، حيث تظهر مولاة الكفار والتقرّب إليهم والتشبه بهم قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) .
أن السفر لبلاد الكفار يحصل به محبة الكفار ومحبة مواطنهم وأماكنهم التي يرتادونها ويحصل أيضا التشبّه بهؤلاء الكفار والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أحمد. فلا يجوز التشبّه بهم وكم من الناس حين سافروا أحبوا الكفار وأحبوا ديارهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( المرء مع من أحب ) رواه البخاري- وما يحصل من اكتساب أخلاقهم وما يتعاملون به وحتى مظهرهم كم من أبناء المسلمين تأثروا بهؤلاء الكفار في مظهرهم في شعورهم وألبستهم ورقصهم وزمرهم وفسقهم.
يخدع الشاب بمظاهر الحضارة الزائفة والتي تقصي الأخلاق وتنحط قيمها وللأسف يخدع الشباب بحرية الفجور والفسق وتعظم تلك البلدان وأهلها في صدره ويهون أمر الإسلام وبلاد الإسلام في نظره فيعود مشبعاً بمظاهرهم وأخلاقهم ليكون عنصراً فاسداً في المجتمع، إنه لم يمعن النظر ولم يفكر في أنهم يفقدون أعظم أمر كرمنا الله تعالى به، ألا وهو دين الإسلام الذي إن تمسك به اطمأنت القلوب وحفظت الأعراض والأنفس والأموال.
السهم المسموم : المحاذير الشرعية في السفر لبلاد الكفار قصد السياحة والنزهة أهمها ما يقع على دين المرء، فالسفور والمنكرات متفشية في الشوارع فإذا سافر نظر لهذه المنكرات وهذا نقص على دين المسلم والنظر سهم مسموم من سهام إبليس ولو لم يكن في السفر إلا رؤية المنكرات وعدم القدرة على تغييرها لكفى ومع استمرار النظر إلى مظاهر السفور والتبرج يألف الناظر هذه المنكرات لتصبح أمراً معتاداً. 

الاموال الضائعة : 
      إسراف وتبذير يكتنف رحلات المسافرين يبذلون في ملذاتهم الأموال الطائلة والله جل وعلا يقول: ( ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ). ويقول جل ذكره: ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )

إن من الآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج صرف الأموال الباهظة في غير محلها حيث تنفق فيما يغضب الله تعالى وكم من شباب رجعوا لا يملكون إلا ثيابهم فقراء ذليلين بعد أن كانوا أغنياء مكرمين أهدروا أموالهم في الخمور ودور الخنا والفواحش – نسأل الله لهم الهداية - .

بالنسبة للشباب خاصة المسافرين للخارج بصفة عامة فحدث ولا حرج يتحملون من الديون لهذا الغرض مجاراة للأصدقاء السيئين ناهيك عن النتائج السيئة بعد ذلك فهو يعود مفلساً وقد يحرم من عمله فيتسلّط على أهله ويؤذيهم وقد يلجأ للسرقة ومقارنة ذوي السلوك المنحرف وقد يقع في مهلكة المخدرات استعمالاً وترويجاً فيكون بذلك أهلك نفسه وآذى أسرته ومجتمعه.

من الأضرار الملموسة والمشاهد في سفر الشباب للخارج انصراف الكثير منهم عن الذي حثهم الإسلام عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) رواه البخاري.
فمع كثرة سفر الشاب وتردده على البلاد الفاسدة وتوغله في الآثام وممارسة الفواحش والرذائل في تلك البلدان تضعف عنده رغبة الزواج وينتج عن ذلك الضرر العظيم عليه وعلى مجتمعه بكثرة النساء العوانس فيفضي ذلك إلى الفساد لأن منع المشروع يفضي إلى غير المشروع.

الخطر الاخلاقي :
        الأخطار الوخيمة والآثار السلبية المترتبة على السفر للخارج، حيث يتحلل المسافر من خلقه ودينه مرتكبا صنوفاً شتى من المحرمات والموبقات، حيث الوقوع في الجرائم من زنا ولواط وخمور ومخدرات، فالغرب الكافر يعيش حياة بهيمية، بل أسوأ منها انحلال وسفور وخلاعة معلن بها واختلاط مقيت بين الرجال والنساء وعدم الغيرة على المحارم والذي يندى له الجبين حين تموت الغيرة من قلوب بعض الناس فتسير نساؤه سافرات الوجوه متبرجات بالزينة لا حول ولا قوة إلا بالله.
كما يحصل أيضا التعرف على نوعيات فاسدة من البشر وأجناس منحرفة فكرياً وعقدياً وأخلاقياً لا هم لهم سوى حياة الفسق والمجون والعربدة والسكر والعهر والتردد على أماكن الخمور والمراقص ودور الخنا والفواحش .

الخطر الصحي : 

المخدرات والخمور محرمة في شرع الله جل وعلا والإنسان الذي يخاف الله ويتقيه يجب عليه أن يتجنب المخدرات والخمور وأن يبتعد عن مواطنها ورفقاء السوء الذين يقودون إليها وهي منتشرة في الخارج وتحدث في المجتمعات المصائب والاضطرابات والمشكلات المعقدة دمرت الإنسان والأسر ونشرت الرعب بين أفراد المجتمع ومتناول الخمور أو المخدرات قليلها أو كثيرها معرض نفسه لعقوبة الله جل وعلا ويتوب الله على من تاب، وهو بشربه للخمور أو تعاطيه للمخدرات يتعرض لحالة السكر وفقدان العقل ويترتب على ذلك حوادث سير خطيرة أثناء القيادة أو حوادث أخرى، كذلك تفتك المخدرات والخمور بأعضاء الجسم فالخمرة تؤدي إلى تليّف الكبد وجملة أخرى من الأمراض الفتاكة، وعلى ذلك فهي والمخدرات هلاك العقل والجسد.
ومن يتقي الله واجب عليه أن يخشاه أينما حلَّ وارتحل وسبحان علام الغيوب، والله جل وعلا يقول: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) .

الأمراض التناسلية [ الجنسية ] وهذه الأمراض الخطيرة تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي فجريمة الزنى واللواط من أكبر أسباب انتقالها وهي إنما تنتقل بقدرة الله جل وعلا فهي عقوبة ينزلها الله على من يشاء وهي أيضاً ابتلاء. 
     وأخطر هذه الأمراض هو طاعون العصر أو فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يعرف بـ" فيروس الإيدز" وتلك الأمراض أهم أسباب انتقالها عن طريق الاتصال الجنسي ومعظم الحالات لا تظهر عليهم الأعراض فليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على المصاب ومع ذلك تنتقل هذه الأمراض عن طريق الاتصال الجنسي وكثير من البغايا ليس لديهن أعراض ظاهرة عليهن ولكنهن حاملات للفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض آنفة الذكر، فقد تظهر المرأة صحيحة الجسم وبدون أي أعراض ومع ذلك تحمل مرض الإيدز أو جرثومة السيلان أو جرثومة الزهري وغيره وينتقل المرض بالتالي إلى الشخص الذي يتم معه الاتصال الجنسي وعلى ذلك فجريمة الزنى واللواط أساس لهذه البلايا والشرور ولقد حذّر الله جل وعلا من هذه الكبائر قال تعالى: ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ). وقال تعالى محذراً من جريمة قوم لوط ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) .

ووجد أن من البغايا من تقوم بنقل هذا المرض عن قصد، حيث تعلم أنها مصابة وتتعمد نقل المرض الجنسي الخبيث. علماً بأن الشخص قد يكون حاملاً للمرض لعدة سنوات ولم تظهر عليه الأعراض بعد، فحامل فيروس الإيدز قد لا يعلم به هو ولا من يخالطهم ولا الأطباء حتى يعمل التحليل المناسب. وهنا مكمن خطورة مرض الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية، حيث ينقلها المصاب إلى زوجته فبعد العلاقات الآثمة في الخارج واقتراف الفاحشة جاء يحمل الفيروس أو الجرثومة ليهديها إلى زوجته وهو بهذا قد ارتكب جرماً عظيماً بدءاً بالفاحشة ثم الظلم الواقع على الزوجة المسكينة التي وثقت به وزد على هذا أن فيروس الإيدز يمكن أن ينتقل م
ن الأم المصابة إلى الأولاد.

ماذا تقول لربك غداً ؟

فاليوم ذهبت الشهوات وبقيت الحسرات .. اليوم انقضت الأعمال وبقيت السجلات : سيئات .. شهوات .. حسرات .. ظلمات .. صراخ .. بكاء .. صياح ( رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [المؤمنون: 99 – 100] .. أيها اللاهى .. أيها اللاعب : اسمع إلى القرآن وهو يقول ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ) [ المعارج: 42 –44 ]

أيها المصطاف المسلم : أهذا العمل يقربك من الله أم يباعدك عن الله ؟ .. أيتها المصطافة المسلمة : أنت راضية عما تفعلين ؟ .. يا ربَّ الأسرة : أهذه هى الأمانة التى حمَّلك الله [ كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ] [ البخاري ومسلم ] .

مسؤول !!! .. سيسألك الله : لماذا ذهبت إلى المصيف ؟! فماذا ستجيب ؟ وبم ستنطق ؟ لا كذب .. لا خداع .. لا غش .. لا رياء .. فالله يقول ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) [غافر:19] .

أيتها الأخت المسلمة : أين حياؤكِ ؟ أين عفتُكِ ؟ أين كرامتُكِ ؟ أين خوفُكِ من الله ؟ .. الله .. الذى يعلم السر وأخفى .. الله .. الذى يعلم خلجات الصدور وخفايا النفوس .. الله .. الذى خلقكِ فسواكِ فعدلكِ .. الله .. الذى وهبَكِ الصحة والعافية ولو شاء لأخذهما فجلست مريضة .. طريحة الفراش .. الله .. الذى وهبكِ الجمالَ ولو شاء لسلبه فترككِ شوهاءَ تتقززُ منك النفوس ، وتنفرُ عنك القلوب .. الله .. الذى وهبكِ اللسان والشفتين ولو شاء لسلب نطقهما .. فظللتِ بكماء لا تنطقين خرساء لا تتكلمين .

ما البديل ؟

أخي الفاضل : لعلك تقول بلسان حالك أو بلسان مقالك شخّصت لنا الداء ولم تشخص لنا الدواء ومنعتنا من التنزه في تلك المنتزهات المختلطة ولم تذكر بديلاً عنها، وهاهنا أنبهك إلى أمر عظيم غفل عنه الكثيرون وغاب عن بال آخرين ألا وهو ذلك الخطأ الفادح والأمر المشين وهو مطالبة المسلم دائماً بالبدائل في كل شيء منع منه وحرم عليه، مع أن الواجب على المسلم أن يقول سمعنا وأطعنا ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [النور:51] هذا هو الأصل بالمؤمن فيما جاءه عن الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم  من الأوامر والنواهي، المبادرة والسمع والطاعة ولذلك يخاطب الله 
I عبادة المؤمنين بأجل الأوصاف وأحبها إليهم لاستجاشة قلوبهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) [الأنفال:24] ، وهكذا كان الجيل الفريد أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  من الاستجابة الحيّة لأوامر الله ورسوله بدون تردد ولا تلكّع فهاهم [ لمّا نزلت آيات الخمر في تحريمه، لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في نوادي المدينة : " ألا إن الخمر قد حرّمت " فمن كان في يده كأس حطّمها، ومن كان في فمه جرعة مجّها، وشقت زقاق الخمر وكسرت قنانيه .. وانتهى الأمر كأن لم يكن سكر ولا خمر ] ..

قال أنس رضى الله عنه [ما كان لأهل المدينة شراب حيث حرمت الخمر أعجب إليهم من التمر والبسر فإني لأسقي أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وهم عند أبي طلحة مر رجل فقال إن الخمر قد حرمت فما قالوا متى أو حتى ننظر قالوا يا أنس أهرقها ثم قالوا [ من القيلولة ] عند أم سليم حتى أبردوا واغتسلوا ثم طيبتهم أم سليم ثم راحوا إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فإذا الخبر كما قال الرجل قال أنس : فما طعموها بعد ] [ صحيح ] . إذاً لماذا كلما ذكرنا أمراً محرماً أو يؤدي إلى الحرام طالبنا الناس بقولهم : ما هو البديل؟ وكأن القائل يقول إذا لم تحضروا لي بديلاً لن أتراجع عمّا أنا فيه من المخالفة والعصيان وذلك ورب الكعبة لهو الخسران المبين، قال 
I : ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) [الرعد:18] ويقول I : ( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ) [الشورى:47] .
1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق