إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 17 ديسمبر 2021

اللحظة الفارقة

 اللحظة الفارقة                         

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. التَخْطِيْطُ السَلِيْمُ عِمَادُ كُلِّ مَشْرُوعٍ نَاجِحٍ، فَإِذَا أَرَدْتَ لِمَشْرُوعٍ مَا أَنْ يَكُونَ مَآلُهُ النَجَاحَ فَلَا بُدَّ أَنْ تَبْذُلَ كُلِّ مَا فِيْ وُسْعِكَ فِي التَّخْطِيْطِ الـمُسْبَقِ لَهُ، حَتَّى تَقْطِفَ ثَمَرَةَ نَجَاحِهِ بِإِذْنِ اللهِ.

وَلَا شَكَ أَنَّ أَعْظَمَ مَشْرُوعٍ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ هُوَ مَشْرُوعُ حَيَاتِهِ.. فَإِذَا أَرَدْتَ لِحَيَاتِكَ أَنْ تَكُونَ حَيَاةً نَاجِحَةً دُنْيًا وَأُخْرَى فَلَا بُدَّ أَنْ تَحْرِصَ عَلَى التَخْطِيْطِ السَّلِيْمِ لَهَا مِنْ جَمِيْعِ النَوَاحِيبقدر الإمكان ، تخطيطاً سليماً واقعياً ..

وَإِذَا كَانَ النَّجَاحُ هُوَ نَتَاجُ التَّخْطِيْطِ وَالتَّنْفِيذِ فَإِنَّ بعض النَّجَاحَاتِ كقد تكون بِسَبَبِ مَوْقِفٍ فَارِقٍ، قَطَفَ الإِنْسَانُ ثَمَرَةَ النَّجَاحِ بِسَبَبِهِ.

رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ).

هُوَ مَوْقِفٌ وَاحِدٌ.. كَانَ السَبَبَ فِي أَنْ تُغْفَرَ ذُنُوبُ هَذَا الرَّجُلِ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له ) رواه البخاري ومسلم

وفي رواية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق ، فقال : والله لأنحّين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم ، فأدخل الجنة ) رواه مسلم .

 وفي رواية أخرى : ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق ، كانت تؤذى الناس ) 

هَذِهِ اللَّحَظَاتُ الفَارِقَةُ قَدْ تَكُونُ عَلى شَكْلِ اِبْتِلَاءٍ وَاِمْتِحَانٍ، وَقَدْ تَكُونُ عَلَى شَكْلِ جِدٍّ وَاِجْتِهَادٍ، أَوْ تَكُونُ لَحَظَاتِ إِخْلَاصٍ وَتَفانٍ.

لَوْ تَأَمَّلْنَا حَدِيْثَ السَّبْعَةِ الذِيْنَ يُظِلُّهُمُ اللهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ..

لَوَجَدْنَا ثَلَاثَةً مِنْهُ سَيَنْعَمُونَ بِالظِّلِّ بِسَبَبِ لَحْظَةٍ فَارِقَةٍ: رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، بِسَبَبِ مَا وَقَرَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الـمَحَبَّةِ الخَالِصَةِ وَالخَشْيَةِ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، 

وَرَجُلٌ دَعَتْهُ اِمْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ، فَكَانَتِ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ لَهُ نَجَاحُهُ فِي الاِبْتِلَاءِ وَالاِمْتِحَانِ، 

وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، فَكَانَتِ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ لَهُ إِخْلَاصُهُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَـمِيْنَ.

هَذِهِ اللَّحَظَاتُ الفَارِقَةُ لِهَؤُلَاءِ الثَلَاثَةِ وَإِنْ جَاءَتْ فِي صُورَةِ لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا أَنَّهَا فِي وَاقِعِ الأَمْرِ نَتِيْجَةَ بِنَاءٍ طَوِيْلٍ، فَالذِي ذَكَرَ اللهَ خَاليًا مَا فَاضَتْ عَيْنَاهُ إِلَّا بِمَا اِجْتَمَعَ فِي قَلْبِهِ عَبْرَ الأَيَامِ واللَّيَالِي وَالـمَوَاقِفِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَحَبَّتِهِ وَرَجَاءِ مَا عِنْدَهُ، وَبِمَا وَقَرَ فِي قَلْبِهِ مِنِ اِسْتِعْظَامِ ذَنْبِهِ، وَتَذَكُّرِهِ لِمَا اِقْتَرَفَ، وَمَا يُؤَمِّلُهُ عِنْدَ رَبِّهِ مِنَ الثَوَابِ العَظِيمْ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ، وَكَذَلِكَ الحَال بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ دَعَتْهُ الـمَرْأَةُ وَالـمُتَصَدِّقُ.

وَإِذَا كَانَ هَذَا الأَمْرُ يَصْدُقُ عَلَى مَوَاقِفِ الآخْرَةِ فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَصْدُقُ عَلَى مَوَاقِفِ الدُّنْيَا، فَنَجَاحُ الطَّالِبُ فِي مَادَّةٍ دِرَاسِيَّةٍ وَإِنْ كَانَ بِسَبَبِ جِدِّهِ وَاِجْتِهَادِهِ طَوَالَ الفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ، إِلَّا أَنَّ اللَّحْظَةَ الفَارِقَةَ هِي لَحْظَةُ الاِخْتِبَارُ، فَلَوْ جَدَّ وَاِجْتَهَدَ طِيْلَةَ الفَصْلِ الدِرَاسِيِّ وَأَخْفَقَ فِي الاِخْتِبَارِ فَإِنَّ نَتِيْجَتَهُ الرُسُوبَ فِي هَذِهِ الـمَادَّةِ.

وَكَذَلِكَ الـمُتَقَدِّمُ لِوَظِيْفِةٍ، فَإِنَّ اِحْتِمَالَ قَبُولِهِ فِي الوَظِيْفَةِ يَنْبَنِي بِدَرَجَةٍ كَبِيْرَةٍ عَلَى أَدَائِهِ فِي الـمُقَابَلَةِ الشَخْصِيَةِ، وَالتِيْ هِي بِالنِّسْبَةِ لَهُ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ لِمُسْتَقْبَلِ حَيَاتِهِ الوَظِيْفِيَةِ، مَعَ أَنَّ أَدَاءَهُ فِي هَذِهِ الـمُقَابَلَةِ سَيَكُونُ بِالتَّأْكِيْدِ مَبْنِيًا عَلَى عُلُومِهِ وَمَهَارَاتِهِ الحَيَاتِيَةِ التِي كَانَ يُحَصِّلُهَا فِي مَاضِي أَيَامِهِ.

وَإِذَا كَانَتِ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ قَدْ تَأْتِي فِي صُورَةِ اِمْتِحَانٍ أَوْ جِدٍّ وَاِجْتِهَادٍ، فَإِنَّهَا أَيْضًا قَدْ تَأْتِي عَلَى صُورَةِ فُرْصَةٍ يَقْتَنِصُهُا الإِنْسَانُ الـمُوَفَّقُ، 

أَخْرَجَ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّ مِنْ أُمَّتِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِلَا حِسَابَ وَلَا عَذَابَ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: (أَنْتَ مِنْهُمْ)، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ: (سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ).

هِي فُرْصَةُ.. فَلَيْسَ بَيْنَ طَلَبِ عُكَّاشَةَ وَصَاحِبِهِ إِلَّا لَحَظَاتٍ، لَكِنَّ الفُرْصَةَ كَانَتْ مِنْ نَصِيْبِ مُقْتَنِصِهَا.

إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاِغْتَنِمْهَا *** فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ

روى الإمام أحمد (12482) ، وابن حبان (7159) ، والحاكم (2194) عَنْ أَنَسٍ : " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً ، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا ، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ) .
فَأَبَى .
فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي .
فَفَعَلَ .
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي. قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ ) قَالَهَا مِرَارًا.
فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ .
فَقَالَتْ : رَبِحَ الْبَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا " .
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " ، وكذا صححه الألباني في " الصحيحة "(2964) على شرط مسلم .

الخطبة الثانية :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَعَاذٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ،

مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ، فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ:
أُصَيْرِمٌ، بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ. قَالَ الْحُصَيْنُ: فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ أَسَدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الْأُصَيْرِمِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْبَى الْإِسْلَامَ عَلَى قَوْمِهِ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى أُحُدٍ، بَدَا لَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ، فَعَدَا حَتَّى دَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ. قَالَ: فَبَيْنَا رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُونَ قَتَلَاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إذَا هُمْ بِهِ، فَقَالُوا: وَاَللَّهِ إنَّ هَذَا لَلْأُصَيْرِمُ، مَا جَاءَ بِهِ؟ لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ لِمُنْكِرٍ لِهَذَا الْحَدِيثَ، فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ، فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو؟ أَحَدَبٌ عَلَى قَوْمِكَ أَمْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، آمَنْتُ باللَّه وَبِرَسُولِهِ وَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفِي، فَغَدَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ. فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَإنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

 

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..  وَكَمَا أَنَّ اللَّحَظَاتِ الفَارِقَةِ قَدْ تَكُونَ فِي نَجَاحٍ وَفَلَاحٍ، فَإِنَّهَا قَدْ تَكُونُ لَحْظَةً فَارِقَةً فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ يَهْلَكُ بِهَا الإِنْسَانُ، أَوْ تُودِي بِهِ لِلْفَشَلِ.

رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ).

وَرَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ).

هِرَّةٌ وَاحِدَةٌ.. وَكَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ.. لَكِنَّهَا كَانَتْ سَبَبًا فِي دُخُولِ جَهَنَمَ، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.

قَدْ تَكُونُ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ سَلْبًا فِي حِيَاتِهِ هِي تَجْرِبَتُهُ لِأَوَّلِ سِيْجَارَةٍ، أَوْ أَوَّلِ جُرْعَةٍ مِنْ خَمْرٍ أَوْ مُخَدِّرٍ، أَوْ أَوَّلِ سَفْرَةٍ مُحَرَّمَةٍ، أَوْ حَلْقِ لِحْيَتِهِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.. الـمُهِمُّ أَنَّ بِدَايَةَ سُقُوطِهِ كَانَتْ مِنْ لَحْظَةٍ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. التَخْطِيْطُ مِنْ رَكَائِزِ النَّجَاحِ، وَاللَّحَظَاتُ الفَارِقَةُ فُرَصٌ سَلْبًا أَوْ إِيْجَابًا.

قَدْ تَكُونُ اللَّحْظَةُ الفَارِقَةُ فِي حَيَاتِناَ لَمْ تَأْتِ بَعْدُ، لَا تَنْتَظِرْ أَنْ تَسْنَحَ لَكَ الفُرْصَةُ غَيْرُ العَادِيَّةُ، بَلِ اِنْتَهِزِ الفُرَصَ العَادِيَّةَ وَاِجْعَلْهَا عَظِيمَةً.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق