( فضل العالم والمتعلم )
قال الله عز وجل ) : فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [الأنبياء: 7] فأوجب علينا الرجوع إليه في المسائل، وأوجب علينا اللجوء إليهم في النوازل والحوادث، فقال ) : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الذين يخشونه حقًا هم العلماء، فقال ) : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر : 28].
وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته على أعظم حقيقة وهي التوحيد، فقال ) : شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ [آل عمران: 18] فأشهدهم على هذه الحقيقة العظيمة.
وأخبر عن الفرق بينهم وبين الجهال فقال : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[الزمر: 9].
وقد أمر الله عباده بأن ينقسموا إلى قسمين، فقال عز وجل: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة: 122].
فأوجب على إحدى الطائفتين الجهاد في سبيل الله لئلا يغلب الكفار المسلمين، وأوجب على الطائفة الأخرى التفقه في الدين لئلا تندرس الشريعة، فحرس بيضة الإسلام بالمجاهدين، وحفظ شريعة الإيمان بالمتعلمين.
هؤلاء العلماء يأتون يوم القيامة طائفة من الناس بين يدي الله -سبحانه وتعالى- كما قال عليه الصلاة والسلام ) : إذا حضر العلماء ربهم يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم بقذفة حجر [صححه الألباني في الصحيحة: 109].
فهؤلاء إذًا يأتون الله يوم القيامة مكرمين بين يدي ربهم بسبب أنهم أوصلوا إلى الناس شريعته، ودرسوا وحيه.
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الذين يخشونه حقًا هم العلماء، فقال ) : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر : 28].
وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته على أعظم حقيقة وهي التوحيد، فقال ) : شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ [آل عمران: 18] فأشهدهم على هذه الحقيقة العظيمة.
وأخبر عن الفرق بينهم وبين الجهال فقال : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[الزمر: 9].
وقد أمر الله عباده بأن ينقسموا إلى قسمين، فقال عز وجل: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة: 122].
فأوجب على إحدى الطائفتين الجهاد في سبيل الله لئلا يغلب الكفار المسلمين، وأوجب على الطائفة الأخرى التفقه في الدين لئلا تندرس الشريعة، فحرس بيضة الإسلام بالمجاهدين، وحفظ شريعة الإيمان بالمتعلمين.
هؤلاء العلماء يأتون يوم القيامة طائفة من الناس بين يدي الله -سبحانه وتعالى- كما قال عليه الصلاة والسلام ) : إذا حضر العلماء ربهم يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم بقذفة حجر [صححه الألباني في الصحيحة: 109].
فهؤلاء إذًا يأتون الله يوم القيامة مكرمين بين يدي ربهم بسبب أنهم أوصلوا إلى الناس شريعته، ودرسوا وحيه.
وقال عليه الصلاة والسلام مبينًا فضلهم: ( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب [ حسن لغيره
وقال : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) ،
وقال عليه الصلاة والسلام ) : إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير [رواه الترمذي: 2685، وقال الألباني: "حسن لغيره"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب: 81].
فكفى بهذا شرفًا وكفى بهذه الرتبة أجرًا عظيمًا لمن صار من أهلها؛ كما جاء في هذه الأحاديث الصحيحة التي سقناها، وحتى الأشياء التي قد يظنها بعض الناس سهلة يتراجعون فيها إلى من هب ودب أمر عليه الصلاة والسلام بالرجوع في شأنها إلى أهل العلم، فقال: ( لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح [رواه الترمذي: 2280، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 119].
فكفى بهذا شرفًا وكفى بهذه الرتبة أجرًا عظيمًا لمن صار من أهلها؛ كما جاء في هذه الأحاديث الصحيحة التي سقناها، وحتى الأشياء التي قد يظنها بعض الناس سهلة يتراجعون فيها إلى من هب ودب أمر عليه الصلاة والسلام بالرجوع في شأنها إلى أهل العلم، فقال: ( لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح [رواه الترمذي: 2280، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 119].
قال أبو مسلم الخولاني -رحمه الله "مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء، إذا بدت لهم اهتدوا، وإذا خفيت عليهم تحيرواولم يعودوا يدرون أين الطريق. )
أما فضل أهل العلم فإنه كثير، وقد يتصور بعض الناس أن الفضل فقط للعلماء، لكن الحقيقة أن كل من يتعلم مسألة واحدة من المسائل ويعلمها لغيره فإنه ينال أجرًا عظيمًا، ولذلك لا ينبغي احتقار تعلم مسألة واحدة أي مسألة من مسائل العلم، وتبليغها للناس.
وإذا كان المسلم عندما يرى الآيات والأحاديث في فضل العلم وأهله تترا لا يتحمس بعد ذلك لطلب العلم، ولا تندفع همته ونفسه ترتفع من أجل تحصيله، فعليه أن يراجع نفسه .
إن المسلم إذا سمع قول الله: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[المجادلة: 11] وكم بين الدرجة والتي تليها؟ الله أعلم.
عندما يسمع قول الله وهو لم يأمر نبيه أن يزداد من شيء إلا من العلم في قوله: ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طـه: 114] فهو يسأل الله في دعائه أن يزداد من العلم.
وعندما يسمع حديث رسول اللهﷺ الذي يخبر به أنه ) لا حسد إلا في اثنتين ذكر منهما رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها [رواه البخاري: 73، ومسلم: 816] هذا يغبط ويتمنى مثل حاله يقضي بالحكمة يقضي بالعلم ويعلمه الناس.
أما فضل أهل العلم فإنه كثير، وقد يتصور بعض الناس أن الفضل فقط للعلماء، لكن الحقيقة أن كل من يتعلم مسألة واحدة من المسائل ويعلمها لغيره فإنه ينال أجرًا عظيمًا، ولذلك لا ينبغي احتقار تعلم مسألة واحدة أي مسألة من مسائل العلم، وتبليغها للناس.
وإذا كان المسلم عندما يرى الآيات والأحاديث في فضل العلم وأهله تترا لا يتحمس بعد ذلك لطلب العلم، ولا تندفع همته ونفسه ترتفع من أجل تحصيله، فعليه أن يراجع نفسه .
إن المسلم إذا سمع قول الله: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[المجادلة: 11] وكم بين الدرجة والتي تليها؟ الله أعلم.
عندما يسمع قول الله وهو لم يأمر نبيه أن يزداد من شيء إلا من العلم في قوله: ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طـه: 114] فهو يسأل الله في دعائه أن يزداد من العلم.
وعندما يسمع حديث رسول اللهﷺ الذي يخبر به أنه ) لا حسد إلا في اثنتين ذكر منهما رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها [رواه البخاري: 73، ومسلم: 816] هذا يغبط ويتمنى مثل حاله يقضي بالحكمة يقضي بالعلم ويعلمه الناس.
لو لم يكن في طلب العلم وتحصيله وتعليمه إلا مثل الأجر الوارد في حديثه عليه الصلاة والسلام لكفى، وهو الحديث الذي يقول فيه لعلي -رضي الله عنه ) -: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم [رواه البخاري: 2942، ومسلم: 2406].
كيف تستطيع أن تحصل هذا الأجر وهذه الهداية إلا بالعلم الذي تحصله وتكتسبه ليقودك إلى هداية الناس.
وقال صلى الله عليه وسلم مبينًا فضل تعليم الناس: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجوره من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا [رواه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه: 2674].
إذا أراد الله بك خيرًا يا عبد الله فسيفقهك في الدين كما قال الرسول ﷺ: ( من يرد الله بهخيرًا يفقه في الدين [رواه البخاري: 71، ومسلم:
كيف تستطيع أن تحصل هذا الأجر وهذه الهداية إلا بالعلم الذي تحصله وتكتسبه ليقودك إلى هداية الناس.
وقال صلى الله عليه وسلم مبينًا فضل تعليم الناس: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجوره من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا [رواه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه: 2674].
إذا أراد الله بك خيرًا يا عبد الله فسيفقهك في الدين كما قال الرسول ﷺ: ( من يرد الله بهخيرًا يفقه في الدين [رواه البخاري: 71، ومسلم:
يا عبد الله : إذا كان الإنسان يبعث على ما مات عليه يوم القيامة كما أخبر رسول الله ﷺفيما رواه الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه ) : يبعث كل عبد على ما مات عليه [رواه مسلم: 2878] فما ظنك بالحال التي سيبعث عليها طالب العلم أو العالم يوم القيامة، وعلى أي منزلة يكون بين الخلائق؟
وقد ذكر الخطيب البغدادي -رحمه الله- في كتابه: "الفقيه والمتفقه" فصلاً بعنوان: ذكر إن الله يبعث يوم القيامة كل عبد على مرتبته التي مات عليها، ثم قال: ذكر الرواية أن الله -تعالى- لا يخلي الوقت من فقيه أو متفقه، وساق بإسناده حديثه عليه الصلاة والسلام: ( لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعمله فيه بطاعته إلى يوم القيامة [الفقيه والمتفقه: 1/137، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2442].
وذكر ابن القيم -رحمه الله- في "مفتاح دار السعادة": أن هذا الغرس هم أهل العلم الذين يغرسهم الله في أرضه يعلمون الناس الخير [
وقد ذكر الخطيب البغدادي -رحمه الله- في كتابه: "الفقيه والمتفقه" فصلاً بعنوان: ذكر إن الله يبعث يوم القيامة كل عبد على مرتبته التي مات عليها، ثم قال: ذكر الرواية أن الله -تعالى- لا يخلي الوقت من فقيه أو متفقه، وساق بإسناده حديثه عليه الصلاة والسلام: ( لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعمله فيه بطاعته إلى يوم القيامة [الفقيه والمتفقه: 1/137، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2442].
وذكر ابن القيم -رحمه الله- في "مفتاح دار السعادة": أن هذا الغرس هم أهل العلم الذين يغرسهم الله في أرضه يعلمون الناس الخير [
لولا هؤلاء لصارت الأرض صحراء قاحلة لأنه ليس فيها خير، ليس فيها علم، ليس فيها دين، فلا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً، يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة.
إذًا -أيها الإخوة- يتبين مكانة هؤلاء الناس وعظم أثرهم ..
قال عليه الصلاة والسلام : ( تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا [رواه البخاري: 3493، ومسلم: 2526] إذا تعلموا وفهموا.
وفي الحديث : ( بينا أنا نائم إذا أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم [رواه البخاري: 82، ومسلم: 2391].
إذًا -أيها الإخوة- يتبين مكانة هؤلاء الناس وعظم أثرهم ..
قال عليه الصلاة والسلام : ( تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا [رواه البخاري: 3493، ومسلم: 2526] إذا تعلموا وفهموا.
وفي الحديث : ( بينا أنا نائم إذا أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم [رواه البخاري: 82، ومسلم: 2391].
الخطبة الثانية :
ومن الأمور المهمة -: معرفة فضل الطلب والأجر الذي يكون لصاحب العلم إذا طلبه، ولا شك أن النفوس تتشوف لمعرفة الأجر، ولا شك أن معرفة الأجر والثواب مما يدفع المسلم الىمجالس العلم وحلق الذكر ،
قال ﷺ: ( من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء ولم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر [رواه أبو داود: 3641، والترمذي: 2682، وابن ماجه: 223، وأحمد: 21715، وقال محققو المسند: "حسن لغيره"].
وقال عليه الصلاة والسلام ) : من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة [رواه مسلم: 2699].
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: فكل طريق حسي أو معنوي يسلكه أهل العلم يعين على العلم أو يحصله فإنه داخل في قوله ﷺ: من سلك طريقًا أي طريقة توصل للعلم سهل الله له طريقًا إلى الجنة أي طريقة، سؤال بالهاتف، سماع شريط، قراءة كتاب، تفكير في مسألة، مدارسة مع طلبة العلم، بحث وتنقيب في الكتب، أي طريقة تحصل بهاالعلم يسهل الله لك بها طريقاً إلى الجنة.
وقال عليه الصلاة والسلام ) : إن الله أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة، وقصد في علم خير من فضل في عباده [رواه البيهقي في شعب الإيمان: 5367، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 255].
وقال ) : ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع [رواه ابن ماجه: 226، وأحمد: 18093، وابن خزيمة: 193، وابن حبان: 85، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 85] ذاهبًا وراجعًا، حتى يرجع، تذهب إلى حلقة علم في بيت من بيوت الله تحيي قلبك، وتعرف الحلال من الحرام، تفتح كتابًا، تتصل بشيخ أو عالم تسأله.
ومعنى: تضع الملائكة أجنحتها قال الخطابي -رحمه الله-: يحتمل ثلاثة معاني: الأول: أنه بسط الأجنحة. الثاني: أنه بمعنى التواضع تعظيمًا لطالب العلم، تصور ملائكة الله بأجنحتها، ملائكة الرحمن بأجنحتها الهائلة العظيمة تتواضع لطالب العلم رضا بما يصنع.
ثالثًا: أن المراد به النزول عند مجالس العلماء وترك الطيران [معالم السنن: 1/61]؛ لأن الملائكة تطير ولها أجنحة مثنى وثلاث ورباع، فتترك الطيران، وتنزل تحف الحلق بأجنحتها فيما بين السماء والأرض، كل هذا لطالب العلم، تسهيل الطرق إلى الجنة، وإنزال الملائكة، ووضع الأجنحة له رضا بما يصنع، من الذي يستطيع أن يحصل فضيلة مثل هذه الفضيلة، وأي عمل يكون له من الفضل والأجر مثل هذا العمل؟ طلب العلم.
هذه الآيات والأحاديث تحمس وتدفع إلى الطلب، ويكون الإنسان مغبونًا أي غبن إذا ترك العلم وطلب العلم وهذه الآيات والأحاديث تدل على فضل الطلب وأجر الطلب.
وقال عليه الصلاة والسلام ) : من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة [رواه مسلم: 2699].
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: فكل طريق حسي أو معنوي يسلكه أهل العلم يعين على العلم أو يحصله فإنه داخل في قوله ﷺ: من سلك طريقًا أي طريقة توصل للعلم سهل الله له طريقًا إلى الجنة أي طريقة، سؤال بالهاتف، سماع شريط، قراءة كتاب، تفكير في مسألة، مدارسة مع طلبة العلم، بحث وتنقيب في الكتب، أي طريقة تحصل بهاالعلم يسهل الله لك بها طريقاً إلى الجنة.
وقال عليه الصلاة والسلام ) : إن الله أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة، وقصد في علم خير من فضل في عباده [رواه البيهقي في شعب الإيمان: 5367، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 255].
وقال ) : ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع [رواه ابن ماجه: 226، وأحمد: 18093، وابن خزيمة: 193، وابن حبان: 85، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 85] ذاهبًا وراجعًا، حتى يرجع، تذهب إلى حلقة علم في بيت من بيوت الله تحيي قلبك، وتعرف الحلال من الحرام، تفتح كتابًا، تتصل بشيخ أو عالم تسأله.
ومعنى: تضع الملائكة أجنحتها قال الخطابي -رحمه الله-: يحتمل ثلاثة معاني: الأول: أنه بسط الأجنحة. الثاني: أنه بمعنى التواضع تعظيمًا لطالب العلم، تصور ملائكة الله بأجنحتها، ملائكة الرحمن بأجنحتها الهائلة العظيمة تتواضع لطالب العلم رضا بما يصنع.
ثالثًا: أن المراد به النزول عند مجالس العلماء وترك الطيران [معالم السنن: 1/61]؛ لأن الملائكة تطير ولها أجنحة مثنى وثلاث ورباع، فتترك الطيران، وتنزل تحف الحلق بأجنحتها فيما بين السماء والأرض، كل هذا لطالب العلم، تسهيل الطرق إلى الجنة، وإنزال الملائكة، ووضع الأجنحة له رضا بما يصنع، من الذي يستطيع أن يحصل فضيلة مثل هذه الفضيلة، وأي عمل يكون له من الفضل والأجر مثل هذا العمل؟ طلب العلم.
هذه الآيات والأحاديث تحمس وتدفع إلى الطلب، ويكون الإنسان مغبونًا أي غبن إذا ترك العلم وطلب العلم وهذه الآيات والأحاديث تدل على فضل الطلب وأجر الطلب.
ونختم بهذا احديث العظيم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك
قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوك قال فيقول فكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا
قال فيقول فما يسألوني قال يقولون يسألونك الجنة قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة
قال فمم يتعوذون قال يتعوذون من النار
قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة
قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ...قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك
قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله يا رب ما رأوك قال فيقول فكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا
قال فيقول فما يسألوني قال يقولون يسألونك الجنة قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة
قال فمم يتعوذون قال يتعوذون من النار
قال فيقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها
قال فيقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة
قال فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ...قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق